جنيف 8 ينتهي: المعارضة ودي ميستورا يأسفون.. والنظام: هم أفشلوها



انتهت أمس الخميس، مفاوضات جنيف السورية بحلتها الثامنة، ولا نتائج ملموسة إلا أحاديث من قبل الأطراف المتفاوضة. كلٌّ يرمي المسؤولية على الطرف الآخر، وسط أسفٍ بالغ أبداه المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، لعدم حصول مفاوضات حقيقية، نتيجة عدم سعي النظام إليها.

قال دي ميستورا، خلال مؤتمر صحفي له أمس الخميس: “لم نجر مفاوضات حقيقية… ولم أر الحكومة تسعى حقيقة للحوار”، عادًّا أن ما حصل أمر “مؤسف”، وأضاف: “على الرغم من كثير من الجهود من فريقي، لم نحصل على مفاوضات حقيقية. لكننا أنجزنا مباحثات ثنائية”، وعقّب: “مع الحكومة، لم نتباحث -للأسف- إلا في موضوع واحد هو الإرهاب”.

أشار المبعوث الأممي إلى أنه ينوي الدعوة إلى جولة جديدة من جنيف، في كانون الثاني/ يناير 2018، موضحًا أنه “على الأرجح” سيحتاج “إلى التوصل إلى أفكار وعوامل جديدة، بشأن كيفية مواصلة المحادثات، ولا سيما بشأن الدستور والانتخابات”، وأكد أنه “إذا كانت الحكومة لا تريد بحث الدستور والانتخابات؛ فسأكون قلقًا جدًا”.

بدوره، قال رئيس الوفد المعارض، نصر الحريري: إن وفد المعارضة في جنيف موجود “لوقف إراقة الدماء، ولنقول كفى للقصف وكفى للقتل.. من حق الشعب السوري -بكل أطيافه- أن ينعم بحرية وكرامة”، مضيفًا خلال مؤتمر صحفي له، أن الوفد “انخرط بجدية بالغة في محادثات مسؤولة مع الأمم المتحدة، حول الانتقال السياسي في سورية، وطالبنا بمفاوضات مباشرة غير مشروطة مبنية على قرارات الأمم المتحدة”.

أضاف: “لقد شاهدتم أنه لا يوجد شريك في مفاوضات جنيف، لا يوجد شريك في عملية السلام، بالعكس هناك من جاء ليغتال عملية السلام، ويقتل حلم السوريين بالحرية مستندًا إلى ذرائع واهية”، وعقّب بالقول: “نقول للعالم أجمع، عليكم أن تأخذوا على يد زمرة القتل، قبل أن تنجح باغتيال حلم السلام، جئنا ولدينا أمل وحلم بأن لا يموت سوري، بعد اليوم، ويعم السلام والأمن في كل سورية”.

عبّر الحريري عن أسفه لاستمرار النظام في القتل والقصف، موضحًا: “بينما كنا هنا، النظام كان يلقي براميله على الغوطة الشرقية، ألقى هذا الشهر أكثر من 500 برميل متفجر”، كما بلغ عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها النظام هذا العام -وفق الحريري- “أكثر من 5000 برميل، ولم تسلم مدينة من القصف، ويستمر حصار الأطفال ومنع الدواء عنهم، وتستمر الاعتقالات، ويرفض نظام الاستبداد الإفراج عن المعتقلين”، وشدد على أنه “سنبقى ملتزمين ومصممين على العمل، من أجل حل سياسي مستدام، لا مكان له لمجرمي الحرب والاستبداد”.

في الشأن ذاته، قال عضو الوفد المفاوض، عبد الرحمن مصطفى: إن “عرقلة نظام الأسد للمفاوضات هي لمنع قيام أي عملية انتقال سياسي في سورية، حسب ما نصت القرارات الدولية، وعلى رأسها بيان (جنيف1) والقرار 2254”.

أضاف مصطفى، في تصريحات نقلها موقع الائتلاف أمس الخميس، أن “وفد هيئة التفاوض السورية ناقش سلة الانتقال السياسي اليوم الخميس (أمس) مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا”، معتبرًا أن “تطبيق الانتقال السياسي هو الوسيلة الأنجع لإنهاء أوجاع السوريين ومعاناتهم”.

أشار مصطفى إلى أن أعضاء الوفد “ما زالوا على استعداد للدخول في مفاوضات مباشرة مع نظام الأسد.. تلك هي مسؤولية الأمم المتحدة”، مؤكدًا أن “الوصول إلى تلك المرحلة سيدفع العملية السياسية إلى الأمام”.

في المقابل، خرج وفد النظام السوري عن صمته المستمر، منذ بدء المرحلة الثانية من مفاوضات (جنيف 8)، وألقى مسؤولية الفشل على المعارضة السورية، حيث قال رئيس الوفد بشار الجعفري أمس: “لن نقبل الدخول في حوار بوجود أي شرط مسبق، وطبعًا نحن نعني بذلك أن بيان (الرياض 2) يمثل شرطًا مسبقًا للمحادثات”.

أضاف الجعفري، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف، أن “من صاغ بيان (الرياض 2) لغَم مسار الجولة الثامنة من محادثات جنيف، وأعني بذلك مشغلي الطرف الآخر، وهي السلطات السعودية ومشغلوها الغربيون الذين لا يريدون أساسًا لمسار جنيف أن ينجح، كحل سياسي”، وزعم أن “بيان (الرياض 2) هو ابتزاز لمسار جنيف، ولو كانت هناك نية صادقة من الأطراف الأخرى؛ لما تبنّت البيان قبل المجيء إلى جنيف، ولألغت البيان بدلًا من الإدلاء بتصريحات لذر الرماد في العيون، خلال محادثات جنيف”، وفق ما نقلت وكالة (سانا) التابعة للنظام.

كما أشار الجعفري إلى أن النظام أوضح “خلال هذه الجولة للمبعوث الخاص، وبخاصة خلال جلستي الأمس واليوم، الخطأ الذي ارتكبه هو كميسر في تصريحه أمس للتلفزيون السويسري، وبيّنا له هذا الصباح أن الإصرار على مواقف كهذه، وأعني بذلك التصريحات، إنما يقوض مهمته كميسر للمحادثات؛ ما يؤثر في نجاح مسار جنيف برمته”، على حد قوله. (ص.ف).


جيرون


المصدر
جيرون