أستانا يبدأ اليوم وسط تواصل التصعيد الميداني



تأتي الجولة الثامنة من محادثات أستانا التي تبدأ اليوم الخميس -بين فصائل المعارضة السورية ونظام الأسد، برعاية الدول الضامنة الثلاث: روسيا، تركيا، إيران- في ظل وضع ميداني شديد الصعوبة في الداخل السوري، خصوصًا في الغوطتين وريف حماة، وسط معلومات تُفيد بهجوم قريب على منطقة المثلث شمالي درعا جنوبي البلاد.

دفع الوضع الميداني المعقد كثيرًا من الناشطين السوريين إلى استدعاء أسئلةٍ، تتعلق بجدوى استمرار مسارات التفاوض، بخاصة في ضوء التنصل من التزامات جنيف مؤخرًا، وإصرار النظام وحليفته موسكو على عدم البحث في قضايا الانتقال السياسي، وفق ما نصت عليه القرارات الدولية ذات الصلة.

قال مصدر خاص، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ (جيرون): “بات واضحًا أنْ لا جدوى من مسارات التفاوض، وفق الآليات الحالية، وأعتقد أن أبرز الدول التي اعتبرت نفسها صديقة للثورة هي من تمارس الضغوط على المعارضة؛ للقبول بما تطرحه موسكو كرؤية للحل، أي حكومة وطنية برئاسة الأسد، ولن يفيد الإنكار”، وأضاف: “كيف نفهم أن تذهب الفصائل العسكرية إلى أستانا، وريف حماة الشمالي يشتعل، وقوات النظام وميليشيات طهران تقترب من إدلب! بكل بساطة، ما كان لتلك العمليات العسكرية لتتم؛ لولا ضوء أخضر تركي”.

عدّ المصدر أن “الموقف التركي واضح. أنقرة تريد أن تحصل على ضمانات حقيقية بعدم انتشار كيان كردي شمال سورية معادٍ لأنقرة، ويشكل ساحة عمل خلفية لـ (حزب العمال الكردستاني) التركي”. وأشار إلى أن أنقرة “تسعى في الوقت الحالي للتفاهم مع موسكو وواشنطن، بخصوص وضع حد للطموحات الكردية، وأخذ مخاوفها بالحسبان، وفي هذا السياق كان اللقاء الثلاثي في سوتشي، بين أردوغان وروحاني وبوتين، وسيكون اللقاء المزمع بين أردوغان وبوتين، في المرحلة القادمة”.

كان مولود جاويش أوغلو (وزير الخارجية التركي)، قد قال في تصريحات صحفية، الأسبوع الماضي: إن بلاده “لا ترى تهديدًا في الوقت الحالي من الحكومة السورية، وإن التهديد الحقيقي لتركيا هو من (وحدات حماية الشعب)”، مشيرًا إلى “إمكانية شن عملية عسكرية ضد عفرين، بالتنسيق مع موسكو”.

تذهب بعض التحليلات إلى أن الضغوط السياسية على المعارضة، للقبول بالرؤية الروسية للحل لا تتوقف على أنقرة وعدد من الدول الأوروبية، ووفق رأي بعض المحللين، فإن السعودية، بناء على تفاهمات مع موسكو، أجبرت المعارضة السياسية في الرياض مؤخرًا على القبول بمنصات لا تتبنى ثوابت الثورة، كما تفاهمات الرياض مع واشنطن، مقابل تعهد الأخيرة بإجراء أوسع ضد طهران.

اللافت أن المعارضة نفسها تعترف بأن الظروف الراهنة لا تساعد في إنتاج حل، يحفظ الحد الأدنى من الأهداف التي اندلعت لأجلها الثورة السورية، وفي مقدمتها الانتقال السياسي في البلاد، وبهذا المعنى اتهمت المعارضة طهرانَ، بعرقلة مفاوضات جنيف، ومنع الوصول إلى حل سياسي في البلاد.

حول ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الوفد السوري المعارض: إن “إيران تدخلت كثيرًا، وعرقلت الحل في جنيف الأخير، إلى جانب عرقلتها لتنفيذ اتفاقات خفض التصعيد”، مشيرًا في تصريحات لصحيفة (الشرق الأوسط) إلى أن هناك “خلافات بين إيران وروسيا، غير أن موسكو تحتاج إلى ميليشيات طهران على الأرض، كوسيلة ضغط على الأميركيين”. (م.ش).


جيرون


المصدر
جيرون