اقتراب “داعش” من إدلب يثير مخاوف الأهالي



تسود حالة من الخوف والقلق، بين أهالي محافظة إدلب والمُهجرين إليها قسرًا، من دخول قوات النظام إلى المحافظة من الجهة الجنوبية الشرقية، وذلك بالتزامن مع اقتراب تنظيم (داعش) منها أيضًا، إذ بات على بعد 12 كيلومترًا فقط.

يقول محمد إستانبولي، عضو المجلس المحلي لمدينة سلقين: إن “تقدّم تنظيم (داعش)، من الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، سيكون ذريعة جديدة للمجتمع الدولي، لقصف المحافظة بأكملها، وقتل قاطنيها، مثل ما حصل في محافظتي الرقة ودير الزور”. وتابع إن “جميع الأهالي في محافظة إدلب متخوفون من وقوع هذه الكارثة الدامية، خصوصًا أن محافظة إدلب باتت مأوى لملايين السوريين، وهي الملاذ الآمن الوحيد لهم”.

أضاف إستانبولي، لـ (جيرون): “لا تتوقف مخاوف الأهالي عند تنظيم (داعش)، فهناك أيضًا قوات النظام التي لا تختلف أساليبها الإجرامية عن إجرام التنظيم”، مُعتبرًا أن “النظام سيُكمل سيره في جبهة إدلب، حتى يصل إلى مطار (أبو ظهور) العسكري بريف إدلب الشرقي، بسبب موقعه الاستراتيجي المُطل على طرق حلب وحماة وإدلب، ويقوم بتسليمه للقوات الإيرانية، لإنشاء قاعدة عسكرية لها”.

من جانب آخر، قال محمد جفا، منسق شؤون المهجرين في الشمال السوري لـ(جيرون)، إن “تقدم تنظيم (داعش) إلى محافظة إدلب يرهب الناس من عمليات انتقام، قد ينفذها عناصر التنظيم، في إدلب وريفها، لكونهم السبب الرئيس، لإخراج التنظيم من إدلب عام 2014”.

أكد أن “التنظيم سوف يجبر بعض المواطنين الموجودين في إدلب، على الانضمام إليه، وبالتالي هذا الأمر سيعطي مُبررًا جديدًا لقصف المحافظة، وحرقها بغطاء شرعي، بذريعة تجمع كتلة الإرهاب المركزة والنهائية بهذه المحافظة”.

في الشأن ذاته، قال عبد الله جدعان، الناشط الإعلامي في ريف إدلب، لـ (جيرون): “جميعنا يعلم مدى خطورة التنظيم على آلاف المدنيين، بمن فيهم المُعارضون والثوّار”.

اعتبر جدعان أن “سيطرة التنظيم على إدلب ليست أمرًا سهلًا، حيث ستعدّ الدول أن إدلب معقل للإرهاب، وبالتالي سوف تُستباح المحافظة وريفها، وتقصفها كُل طائرات العالم، وتقتل المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال والشيوخ، وتدمّر المدن والبلدات، كما حصل في الرقة”.

أضاف: “الكارثة الإنسانية بحق المدنيين في إدلب هي واحدة، سواء سيطر عليها التنظيم، أو قوات النظام والميليشيات المساندة لهُ، فِكلاهما لديه أسلوب موحد في القتل، وارتكابهم للمجازر الجماعية بحق المدنيين”.

أشار أيضًا إلى أن “مخاوف الأهالي تأتي من تمهيد طائرات روسيا للتنظيم الذي يحاول التقدم إلى محافظة إدلب، للقضاء على جميع الفصائل المعارضة المعتدلة، بالتالي تكون روسيا وغيرها قد حققت أمام الرأي العام ما تريده بقضاء التنظيم على المعتدلين، من دون تدخلها في أي صدام معهم”.

من جهة أخرى، أكد الناشط أحمد مسيطح، من ريف إدلب، أن “بعض أهالي إدلب يتوقعون حدوث معركة ضخمة، بين تنظيم (داعش) و(هيئة تحرير الشام)، لا سيما بعد اقتراب التنظيم من الحدود الإدارية لإدلب”.

وأضاف في حديث لـ (جيرون) أن من المتوقع أيضًا “مساندة قوات النظام للتنظيم، لضرب الأطراف ببعضها.. بالتالي ستشهد المنطقة معارك كبيرة، وحصارًا كبيرًا من قوات النظام والقوات الإيرانية وتنظيم (داعش)”.


ملهم العمر


المصدر
جيرون