مصير عشرات آلاف المعتقلين يُطرح مجدداً في أستانا.. إيران والأسد يعطلان مشروعاً للإفراج عنهم



السورية نت - مراد الشامي

تبدأ اليوم الخميس جولة جديدة من المباحثات في العاصمة الكازاخية أستانا، بين وفدي المعارضة السورية، ونظام بشار الأسد، وسيكون ملف المعتقلين في سجون النظام المؤجل من الجولة السابقة أبرز ما سيجري نقاشه.

وتُقدر منظمات حقوقية غربية وأخرى تابعة للمعارضة السورية، وجود عشرات آلاف المعتقلين في سجون الأسد، ويرفض النظام التعاون في هذا الملف، وعطل مراراً نقاشه خلال جولات المحادثات التي عُقدت في أستانا، أو تلك التي جرت في جنيف.

وبحسب وزارة الخارجية الكازاخية، فإن الدول الضامنة للمفاوضات، وهي تركيا وروسيا وإيران، تسعى للمصادقة في هذه الجولة على ميثاق مجموعة عمل متعلقة بالإفراج عن المعتقلين، وتسليم جثث القتلى والبحث عن المفقودين.

مصير المعتقلين

رئيس اللجنة القانونية في وفد المعارضة السورية، ياسر الفرحان، قال إن "قضية المعتقلين هي النقطة الأولى في أولوياتنا، وسنبدأ من النقطة التي انتهينا عندها في أستانة 7، وهي المطالبة بالتوقيع على اتفاقية حضرنا مسودتها، لإطلاق سراح المعتقلين، وحل قضية المفقودين وموضوع جثامين الضحايا".

وأوضح أن "مضمون الاتفاقية يركز على إجراء مراجعة ومراقبة لمراكز السجون والمعتقلات من جانب الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، وقد وافقت عليها كل من روسيا وتركيا بينما عرقلتها إيران والنظام"، بحسب ما ذكره لوكالة الأناضول.

وأضاف أن المعارضة ستعمل للضغط في هذا الملف، مطالباً بتطبيق قرارات الأمم المتحدة للإفراج الفوري عن المعتقلين.

المناطق المحاصرة

وستكون القضية الثانية المهمة بالنسبة للمعارضة، بحسب الفرحان، "المتعلقة بحصار النظام لمنطقة الغوطة الشرقية لدمشق (منذ نحو خمس سنوات) ومناطق أخرى، والسماح للقوافل الإنسانية بالدخول لهذه المناطق".

وأضاف أن الموضوع الثالث الأساسي هو "تثبيت تخفيف التصعيد بالمناطق المحددة، ولدى وفد المعارضة توثيق بالانتهاكات والخروقات الكبيرة، وستبحث بالآليات الواجبة لحماية المدنيين، ووقف اعتداءات النظام".

ونقلت الأناضول عن مصادر مطلعة - لم تكشف هويتها - قولها إن "مؤتمر أستانا 8 ربما يكون الأخير في هذا المسار، على أن يبدأ مسار سوتشي الروسي، بما يسمى (مؤتمر الحوار السوري)، وربما يستمر مسار أستانة ليكون رافدا لمسار سوتشي".

ويُتوقع أن يدور الحديث في "أستانا 8" عن مؤتمر سوتشي، وتفاصيل الجهات المشاركة فيه.

ولا يحظى مؤتمر "سوتشي" بقبول من المعارضة السورية، التي تتوجس من أجندته ومسعى روسيا إلى فرضه كبديل لجنيف والقرارات الأممية المتعلقة بالملف السوري، والتي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، من شأنها أن تقضي بالنهاية إلى رحيل الأسد عن السلطة، فضلاً عن أن روسيا تسعى إلى تصدير شخصيات تُحسبهم على "المعارضة" وهم قريبون من موسكو، ولا يجدون في بقاء الأسد مشكلة.

تثبيت التهدئة

وستكون مدينة إدلب محل نقاش أيضاً في "أستانا 8"، وبحسب عضو وفد المعارضة، فاتح حسون، فإن "المباحثات ستتطرق أيضاً التثبيت الكامل لوقف إطلاق النار، واستكمال تطبيق منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب، عبر استكمال دخول القوات التركية إلى المناطق المتفق عليها لمراقبة تنفيذ الاتفاق".

ومنتصف سبتمبر/ أيلول الماضي أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانا توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب، إلى جانب أجزاء محددة من محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب) ودمشق (جنوب)، وحمص (وسط).

وحول ملف المعتقلين، قال حسون: "رغم أن إيران والنظام يعرقلان هذا الملف، إلا أنه على المعارضة فعل كل ما بوسعها في ميادين القتال والسياسة، ومؤتمرات أستانة من ضمن ذلك".

وفيما يتعلق بتشكيلة وفد المعارضة في "أستانا 8" قال حسون: "لا تبديل في بنية الوفد، سوى أن الدكتور أحمد طعمة (الرئيس السابق للحكومة المؤقتة) سيترأس الوفد، بدلا من العميد أحمد بري".

اقرأ أيضا: قريبة لبشار الأسد تحصل على حق اللجوء في ألمانيا بعد رفضه.. بماذا بررت المحكمة قرارها؟




المصدر