أستانا تنشغل بسوتشي.. وتوقعات بمشاركة مئات السوريين



انتهت جولة المحادثات السورية في أستانا، أمس الجمعة، وعلى طاولتها يهيمن مؤتمر سوتشي، الذي أعلنت موسكو أنه سيُعقد عقب جولة جنيف القادمة، نهاية كانون الثاني/ يناير القادم، في وقتٍ علمت فيه (جيرون) أن مئات السوريين الذين ينتمون إلى أطياف متنوعة، من الناحية السياسية والإثنية، سيحضرون مؤتمر سوتشي.

قال وزير الخارجية الكازاخي خيرت عبد الرحمانوف، أمس الجمعة: إن الدول الضامنة لمباحثات أستانا (روسيا، تركيا، إيران) ستعقد يومي 19 و20 كانون الثاني، اجتماعًا تمهيديًا في سوتشي، مشيرًا إلى أن الدول الثلاث ترى أنّ مؤتمر سوتشي “مبادرة تهدف إلى تحفيز عملية التفاوض برعاية الأمم المتحدة في جنيف، وتساعد في توصل الأطراف السورية إلى اتفاقات”.

وفق البيان الختامي، فقد تم إقرار وثيقة حول تشكيل فريق عمل، يبحث في ملف الإفراج عن المعتقلين أو الرهائن، وتسليم جثث القتلى، وأكد البيان عزم الدول الضامنة على مواصلة العمل على تنفيذ القرارات التي تم اتخاذها، خلال الجولات السابقة من مفاوضات أستانا.

في هذا السياق، اعتبر المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن مجموعة العمل التي تم التوافق على إنشائها، هي خطوة أولى جديرة بالثناء باتجاه وضع ترتيبات بين الأطراف المتحاربة، وأكد أنه “ينبغي تقييم خطة روسيا لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري، في سوتشي الشهر المقبل، من حيث قدرة المؤتمر على دعم محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة، لإنهاء الحرب في سورية”. وفق ما نقلت (رويترز).

من جهة ثانية، قال المبعوث الروسي الخاص بالملف السوري ألكسندر لافرينتييف: إن دي ميستورا “قال إنه يخطط لعقد لقاء جديد في جنيف، في كانون الثاني يوم الـ 21 تقريبًا، وبعد ذلك سيجري مؤتمر الحوار الوطني، في سوتشي”.

أضاف لافرينتييف، في تصريحات صحفية لوكالة (نوفوستي) الروسية أنه خلال “لقاء الخميس مع وزير الخارجية لافروف ووزير الدفاع شويغو، أقنع ستيفان دي ميستورا بأن أستانا لا تعتبر منصة موازية لعملية جنيف، ناهيك عن أي تناقض معها أو سعي إلى تحقيق أهداف خفية، وأعتقد بأنه أدرك ذلك”، معربًا عن أمل بلاده في أن “تدعم الأمم المتحدة مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، وبخاصة بعد لقاء دي ميستورا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم (أمس) الجمعة”، وفق ما نقل موقع (روسيا اليوم).

حول ذلك، علمت (جيرون) من مصدر معارض مدعو إلى مؤتمر سوتشي -فضّل عدم الكشف عن اسمه- أن الدعوات تم إرسالها إلى المئات من السوريين منذ أيام، مؤكدًا أنه على الرغم من تحديد موعد المؤتمر يومي 29-30 كانون الثاني/ يناير القادم، فإن أجندة المؤتمر لم يتم تحديدها بعد. ووفق ما ورد من معلومات، فإن عدد الحضور قد يتجاوز الألف؛ ما يعني أن روسيا تحاول عقد مؤتمر جامع على أراضيها، يكون بمثابة نقطة تحول في الملف السوري، وهو الأمر الذي حاز -على ما يبدو- على موافقات عديدة ضمنيًا، من الدول المعنية في الملف.

تشير المعلومات إلى أن الأسماء المدعوة من سورية في غالبها تمرّ على قاعدة حميميم للتدقيق، مرجحًا أن تكون الأسماء ما زالت في قائمة “انتظار الموافقة”، قبل إرسال الدعوات إليها بشكل رسمي، وموضحًا أن أطرافًا كثيرة من المعارضة يُتوقع أن تعلن في الأيام القادمة موافقتها على حضور المؤتمر، أما تلك التي أعلنت أنها لن تحضر فـ “قد تُغير رأيها”.

وفق المعلومات أيضًا، فإن النظام السوري لا يملك خيارًا إلا الخضوع إلى الإرادة الدولية بشكل عام، والإرادة الروسية بشكل خاص، ولعلّ تصريحات بشار الأسد قبل أيام -والتي قال فيها إنه تم التحضير لمؤتمر سوتشي ورحب فيها بدور الأمم المتحدة في الانتخابات- يمكن قراءتها، في هذا السياق.

في السياق، قال مصدر مطلع لـ (جيرون): إن انقسامًا حصل في صفوف الهيئة العليا للمفاوضات -خلال اجتماعها الذي عُقد قبل يومين في الرياض- في ما يخص حضور مؤتمر سوتشي، موضحًا أن كيانات عدة في الهيئة أبدت استعدادها للحضور، في حين أصرت أخرى على أن الحضور هو سحب للملف السياسي من مظلة الأمم المتحدة.

رئيس وفد المعارضة السورية إلى أستانا أحمد طعمة، قال في تصريحات صحفية عقب انتهاء الجولة أمس: “وجّهت لنا الدعوة (إلى مؤتمر سوتشي)، ولكن لا نريد أن نتخذ قرارًا مستعجلًا، نريد أن نتشاور مع القطاعات العسكرية أولًا، ومن ثمّ مع الأطياف السياسية ونعود إلى مرجعياتنا لكي نتخذ القرار النهائي”.

تابع: “لا نريد أن نتخذ القرار بمفردنا، ونيابة عن إخوتنا في الداخل”، واعتبر أنه في حال “كانت مخرجات هذا المؤتمر ستؤدي إلى دفع عملية السلام في جنيف؛ فهذا أمر مرغوب فيه، أما إذا كانت ستسير مسارًا مستقلًا خاصًا، فلن يكون ذلك محل ترحيب”.

أشار طعمة إلى أن المعارضة تقف موقفًا إيجابيًا من “أي مسعى من أجل تحقيق السلام، وأي مسعى يتم من خلاله وقف الدماء وحماية حرية الشعب السوري والتقليل من خسائره الفادحة التي حدثت طيلة السنوات الماضية”.

من جانب آخر، قال رئيس وفد النظام إلى أستانا، بشار الجعفري، خلال مؤتمر صحفي له أمس الجمعة: إن النظام سيحضر مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وأضاف: “نحن نبذل الجهود الممكنة للتحضير الجيد لهذا المؤتمر الذي سيشكل قاعدة للحوار بين السوريين”.


جيرون


المصدر
جيرون