رسائل من سوريين لوالد عهد التميمي: الحرية لابنتك والعار لمن يؤيد طاغية



أثار موقف الناشط الفلسطيني باسم التميمي (والد الطفلة المعتقلة عهد) من الثورة السورية، استياءَ السوريين الذين تعاطفوا مع مشاعره الأبوية، بعد أن ألقى بعضهم الضوء على عدد من المنشورات التي شاركها في وقت سابق، على صفحته الرسمية في (فيسبوك)، وأعلن فيها عن دعمه للطاغية بشار الأسد، ووصف الثوار بالمرتزقة والإرهابيين.

كتب باسم التميمي في أحد منشوراته: “كم عدد السوريين بين المرتزقة والإرهابيين، أو ما يسميه إعلام الفتنة الثورة السورية. خلال أكثر من نصف قرن من الثورة الفلسطينية كان أكوموتوا الياباني، بس ما سمعنا عن ثوار الخليج ولا أبو من أبوات السلف الصالح وإسلامويي جهاد النكاح، عاشت سورية حرة عربية”، إضافة إلى مشاركته كثيرًا من المنشورات التي تبين ميله إلى رواية نظام الأسد.

وجّه الصحافي السوري بسام يوسف رسالة مفتوحة إلى التميمي على (فيسبوك)، يذكره فيها أن “عدد الفلسطينيين الذين قتلهم حافظ الأسد وابنه، يفوق ضعفي عدد الفلسطينيين الذين قتلوا على يد الإسرائيليين، خلال الفترة نفسها، وأن السوريين الذين يقف الآن ضدهم، ويؤيد قاتلهم هم المناصرون الحقيقيون للقضية الفلسطينية، وليس عائلة الأسد التي وصلت إلى الحكم، بموافقة إسرائيلية، وما تزال حتى اللحظة تحظى بحماية إسرائيلية”.

وأوضح بسام للتميمي أن “80 بالمئة من الفصائل الإسلامية المتطرفة العاملة في سورية هي صناعة أقبية المخابرات السورية”، ثم أضاف: “إن كنت لا تعلم كل ما سبق؛ فاسمح لي بأن أصفك بأنك أسوأ مدافع عن قضية عادلة، سواء قضية شخص أو قضية شعب”، وختم رسالته مطالبًا “بالحرية لعهد التميمي، ولكل المناضلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والسورية، وأنظمة الطغيان العربية، على امتداد هذا الوطن المنكوب بالطغاة وبعبيد الطغاة أمثالك”.

بدوره، كتب الإعلامي السوري إياد شربجي، منشورًا على صفحته الرسمية في (فيسبوك)، وجهه إلى “الفلسطينيين المغيبين أو القاصدين، وقال: “آن الأوان أن تمحوا من عقولكم هذه الخدعة البائسة التي تسمونها نظام الأسد المقاوم. القضية الفلسطينية برمتها بالنسبة إليه لا تعدو كونها ورقة كوتشينة، يستخدمها في مقامرته المستمرة للبقاء في السلطة”. كما بيّن شربجي في منشوره، أن هناك كثيرًا من الفلسطينيين يشعرون بآلام الشعب السوري، ولا يرضون بأن يظلم ليتحرروا هم، واصفًا من يقبل بذلك “بوحش الغابة، الذي لا ينتمي إلى الحق والإنسانية بشيء”.

استنكر المخرج والناقد المسرحي الفلسطيني منصور السلطي، ردات أفعال بعض فلسطينيي الداخل، تجاه جرائم طاغية الشام، على الرغم من التشابه الشديد بين سلطته وغطرسة الصهاينة، كما قارن بين هبة اليرموك في دمشق يوم اجتياح مخيم جنين، وبين التظاهرات التي تكاد لا تذكر، يوم قصف اليرموك بالطيران الحربي، وأضاف: “كم هاشتاغ خرج من الأرض المحتلة تضامنًا مع باسل خرطبيل أو حسان حسان وغيرهم!!”.

في الموضوع ذاته، قال عبد المجيد عقيل إن باسم التميمي مثال صارخ على ازدواجية الآراء، وعدم الانسجام فكريًا وأخلاقيًا مع الذات، بعد أن تبين أنه مؤيد متعصب لبشار الأسد، وأكد له أن ابنته لو استفزت عصابة الأسد؛ لأطلقوا عليها الرصاص الحي وأردوها قتيلة، أو في أحسن الأحوال كانوا سينهالون عليها بالضرب أو يتحرشون بها جنسيًا، ثم يسوقونها من أول مرة إلى أقبية المخابرات، لتتلقى مختلف صنوف التعذيب الوحشي وصولًا إلى الاغتصاب”. ثم أضاف: “أنا متضامن مع عهد، ومتضامن مع المظلومين والمستضعفين في كل مكان، لكني أنظر إلى المشهد بعيني والد الفتاة، ومنطقه الفكري في تحليل وتقييم الأمور”.

وعلى الرغم من موقف والد عهد المخيب للسوريين، فإنهم لم يقللوا من بطولة عهد وتضحيتها في سبيل قضيتها المحقة؛ إذ قالت الكاتبة آية الأتاسي: “كل التضامن مع عهد التميمي وشجاعتها، وعلى الرغم من وحشية النظام السوري، والقتل الأسدي تحت التعذيب، واغتصاب الفتيات في المعتقلات السورية؛ فلن نقول إن الاحتلال الإسرائيلي أفضل من الاحتلال الأسدي. في العمق هما وجهان لعملة واحدة، ونحن شعوب محتلة ومضطهدة، بغض النظر إن كان المحتل خارجيًا أو محليًا، الفرق الوحيد أن الإسرائيلي يحافظ قليلًا على صورة (المستبد الأبيض) في الإعلام والصحافة”.

وتناقل الناشطون منشورات نسبت لعهد، تبدّى فيها وعيها، وبدَت أكثر نضجًا وحكمة من والدها؛ إذ إنها تحمّل الطغاة كامل المسؤولية عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وتقول في أحدها: “تأكدتُ، بعد الثورات، أننا كنا تحت احتلالٍ خفي. وعندما شعر المحتلون أن الشعوب تريد أن تتخلص من وكلائهم؛ هبوا لنجدتهم، وإعادتنا إلى حظيرة الاحتلال”.

غير أن والدها خرج اليوم على قناة “الميادين” نافياً أي علاقة لابنته بأي حساب على “تويتر”.

منشورات نسبت لعهد:

تأكدت بعد الثورات أننا كنا تحت احتلال مخفي. فعندما شعر المحتلون ان الشعوب تريد ان تتخلص من وكلائهم، هبوا لنجدتهم وإعادتنا الى حظيرة الاحتلال

— Ahed Tamimi (@AhedALTamimi) December 18, 2015

كل شيء يجي من وراء الطغاة. pic.twitter.com/clH8gj9fFG

— Ahed Tamimi (@AhedALTamimi) November 30, 2015

منشورات والد عهد:

منشورات السوريين:


أفاميا حاتم


المصدر
جيرون