من هجوم كلامي إلى اشتباكات.. هل تنذر مواجهات قوات الأسد و"سوريا الديمقراطية" بتصعيد شامل؟



السورية نت - شادي السيد

شهد اليومان الماضيان اشتباكات بين قوات نظام بشار الأسد مع "قوات سوريا الديمقراطية" في منطقتين بريف دير الزور الشرقي، ماينذر بتصاعد حدة الخلافات والتي جاءت بعد تبادل الطرفين اتهامات بالخيانة، ونية نظام الأسد في توسيع مناطق سيطرته في حوض الفرات.

واندلعت تلك الاشتباكات في قرية خشام والبصيرة التي تسيطر عليها قوات"سوريا الديمقراطية" في ريف دير الزور الشرقي، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر بينها.

الباحث في الشؤون الكردية بمركز "عمران للدراسات الاستراتيجية"، بدر مُلا رشيد، أكد في حديث لـ"السورية نت" أن " تلك الخلافات من الممكن أن يوظفها النظام بالضغط مستقبلا في الأماكن الرخوة لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، نتيجة عدة عوامل منها وجود تنظيم الدولة الآيل للانتهاء على خط الحدود السورية العراقية، وانتهاء سيطرة التنظيم على حواضر بشرية" مضيفا أنه النظام من الممكن أن يتوجه للسيطرة الكاملة على حوض الفرات ابتداءً من ديرالزور وصولاً إلى البوكمال".

وكان النظام صعد مؤخرا من تهديداته تجاه الميليشيات الكردية المدعومة من واشنطن، حيث وصف نائب وزير خارجية النظام فيصل المقداد، أمس "قوات سورية الديمقراطية" بأنها "داعش جديدة"، حيث طالبها بأن تكون "جزء من سوريا" ، وإلا فإن "مصيرها سيكون نفس مصير التنظيمات الإرهابية".

تصريح المقداد يأتي بعد أيام على اتهام بشار الأسد قوات كردية مدعومة من واشنطن بالخيانة لتعود "قوات سوريا الديمقراطية" بالرد عليه في بيان أن " الأسد وما تبقى من نظام حكمه، هم آخر من يحق لهم الحديث عن الخيانة"، محملة إياه المسؤولية عن "إطلاق يد الفصائل الطائفية" في سوريا و"فتح أبواب البلاد على مصراعيها أمام جحافل الإرهاب الأجنبي التي جاءت من كل أصقاع الأرض"، مضيفة "أن نظام الأسد هو الذي أطلق كل الإرهابيين من سجونه".

ويرى الباحث مُلا رشيد، أن "تصريحات النظام الأخيرة ضد المعارضة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" جزء من محاولته فرض نفسه كقوة مسيطرة على كافة الأراضي السورية، في تجاوز لحقيقة انهيار سيادة النظام بشكلٍ كامل مع تواجد جيوش عدة دول وميليشاتٍ محلية وإقليمية على الأرض السورية.

ويرجح الباحث "عدم حدوث مواجهة شاملة بين النظام والفصائل الكردية نظراً لتواجد القوات الأمريكية شمال سوريا، وجهوزية الفصائل الكردية للتفاوض مع النظام على إحداث إدارة مشتركة أو التمتع بإدارة ذاتية بصلاحيات أقل مما هو لديها الآن".

تهديد أمريكي

وسبق للولايات المتحدة الأمريكية أن حذرت من مغبة اقتراب الطائرات الروسية وأخرى للنظام من مناطق انتشار القوات الأمريكية وحلفاؤها "قوات سوريا الديمقراطية" في سوريا، مبدية استعدادها في الدفاع عنهم، مايسهم في وضع حد للنظام وميليشياته في حال إقدامهم على المواجهة مع القوات الكردية.

وأوضح اللفتنانت كولونيل بيكارالمتحدث باسم سلاح الجو الأميركي مؤخرا أن الولايات المتحدة ليست في سوريا لتقاتل روسيا أو حليفها الأسد، مضيفاً: "هدفنا يظل تنظيم الدولة. مع هذا، إذا تعرضت قوات التحالف أو حلفائه المحليين لهجوم، فسندافع عنها".

النظام يدخل"الشيخ مقصود"

وربط الباحث نية الأكراد في التفاوض مع النظام فيما حصل مؤخرا في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب الخاضع لسيطرة ميليشيا "وحدات حماية الشعب الكردية YPG" حيث سلمت الأخيرة مؤسسات رسمية داخل الحي للنظام ورفع علمه عليها.

وأكد الباحث أن الإدارة الذاتية مستعدة للتفاوض وتسليم أو تشارك السيطرة مع النظام في الأماكن التي ترى صعوبةً في المواجهة، كما حدث على حدود مدينة منبج من تسليم بعض القرى للنظام بهدف تشكيل قوات فصل بينها وبين قوات درع الفرات التابعة للجيش السوري الحر.

وكان عدة أهالٍ من القاطنين في حي الشيخ مقصود أكدوا لتلفزيون "الخبر" أمس أن "علم النظام ارتفع بالفعل على بعض المدارس والمؤسسات الحكومية بالحي، إلا أن تواجد الحواجز الكردية هو على حاله، والمظاهر هي ذاتها".

وأوضح "الخبر" نقلا عن مصدر خاص أن "هناك جهوداً منذ أشهر تتم من أجل الوصول لاتفاق مع الجهات الكردية من أجل إنهاء حالة العزلة التي فرضتها القوات الكردية" وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية لسيطرة النظام والميليشيات الأجنبية على حلب.

ويرى خبراء، أنه مع انحسار مناطق سيطرة "تنظيم الدولة"، يمكن أن تشهد، مناطق في سوريا نزاعات بين القوات التي تحارب التنظيم ، حيث من الممكن أن يسعى النظام لاستعادة الأراضي الخاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية ليظهر سيادته على الأرض السورية.

لكن بالمقابل لن تتنازل الميليشيات الكردية عن مناطقها خصوصا بوجود حليف قوي كواشنطن والتي سعت جاهدة لإنشاء قواعد عسكرية لها شمال وشرق سوريا.

اقرأ أيضا: مسؤول روسي يعلق على حادثة منع الأسد من اللحاق ببوتين في حميميم




المصدر