مهجرو الزبداني.. مدينتهم لـ"حزب الله" والنظام يسلبهم منازلهم بـ"الطابو الأخضر"



السورية نت - ياسر العيسى

عمد نظام الأسد، إلى إيجاد المزيد من العراقيل أمام سكان البلدات والمدن الذين قام بتهجيرهم خلال السنوات الماضية، محاولاً إسباغ صفقة قانونية على ما قام به، ولإعطاء الشرعية على الواقع الجديد الذي فرضته الميليشيات المدعومة من إيران، والتي استوطن عناصرها وعائلاتهم  تلك المناطق.

محاولات النظام في هذا الإطار، تجري بشكل خاص في مدن وبلدات في محيط العاصمة، أهمها الزبداني ومضايا داريا والمعضمية والتل إلى جانب قدسيا والهامة، وتأتي ضمن مشروع إيران بإقامة حزام لميليشياتها في محيط العاصمة.

ضمن هذا المجال، وضع النظام العديد من العراقيل أمام أبناء الزبداني، من أجل حرمانهم من تسجيل منازلهم المتضررة لدى مكتب الأضرار في محافظة ريف دمشق، نظراً لعدم حيازتهم لطابو أخضر أو سند تمليك، علماً أن نصف بيوت الزبداني لا تملك طابو أخضر وإنما عقد بيع وهبة وميراث، كما أن العديد من تم تدميرها بشكل كامل جراء القصف، واحتراق وضياع ما فيها من أوراق ومن بينها "الطابو الأخضر".

وبحسب ما جاء في خبر أوردته صحيفة "البعث" الناطقة باسم النظام، وحمل عنوان: "أزمة طابو أخضر"، فإن العديد من أهالي الزبداني يطالبون الآن بإيجاد مراكز للإيواء أو الإسراع بتأهيل منازلهم للعودة إليها، لكن مطالبة قوبلت بالرفض من قبل مكتب محافظة دمشق التابع للنظام.

ونقلت الصحيفة في هذا الإطار تصريحات عضو المكتب التنفيذي في المحافظة  لقطاع البلديات منير شعبان، وأشار فيها إلى شكاوى أهالي الزبداني الذين يطالبون بضرورة إيجاد حلول سريعة لمشكلتهم، وهم الخائفون من ضياع حقوقهم.

وأدعى شعبان، أن "الحلّ لهذه المشكلة يمكن من خلال تقديم حكم محكمة لصاحب العقار، والمحافظة بصدد دراسة هذه المسألة العالقة".

وأضاف: "وحتى بالنسبة لحكم المحكمة، فهو يشكل صعوبة أمامهم نظراً لوجود منازعات عائلية قديمة وقضايا ميراث وهبة وعقد وغياب صاحب العقار الأصلي".

وتقع الزبداني على بعد 45 كليو متراً شمال غرب دمشق، على رأس مثلث خط التموين الأساسي لميليشيا "حزب الله" التي تسيطر على المدينة، وقرب أراضي "حزب الله" الأساسية في لبنان.

وللزبداني أهمية كبيرة، حيث تبعد عن الحدود اللبنانية 11 كيلومتراً فقط، وتعد نقطة ارتباط إستراتيجية بين دمشق والقلمون (الشرقي والغربي) والجنوب السوري.

وتطل الزبداني على الطريق الدولي الذي يربط العاصمتين السورية باللبنانية، وهو طريق حيوي لقوات الأسد ومعها وميليشيا "حزب الله". كما أنها تجاور منطقة بردى السهل الخصيب. وتعتبر الزبداني بوابة غربية لجبال القلمون الإستراتيجية.

ومنذ إحكام سيطرتها عليها في أبريل/ نيسان الماضي بعد اتفاق بين فصائل معارضة وإيران عرف باسم "اتفاق المدن الأربعة"، أطلقت ميليشيا "حزب الله" على مدينة الزبداني اسم مدينة "النور"، و"سهل الربيع" بدلاً من سهل الزبداني، في نية واضحة للسيطرة على الزبداني ومضايا بعد تهجير أهلها.

وفي وقت سابق، أجاب رجل مسن من أهالي الزبداني (فضل عدم الكشف عن اسمه) وهو من الذين اضطروا للخروج منها، عن سؤال "السورية نت" حول تسمية "مدينة النور"، أنه لم يسمع بهذا الاسم مطلقاً، ولا باسم "سهل الربيع" وهو الذي عاش طول عمره في الزبداني ولم يخرج منها إلا مضطراً.

وبحسب المراجع التاريخية فإن المدينة حملت اسمها منذ نشأتها حتى اليوم، (يقول المؤرخون إن عمرها من عمر دمشق أقدم مدينة بالتاريخ) حيث تسمى بـ"زبداني"، والكلمة ذات أصل آرامي سرياني ومعناه اللب أو لب الخير وخلاصته، ودخلت إلى اللغة العربية باللفظ والمعنى نفسه، لكن ميليشيا "حزب الله" عملت على تغيير الاسم ومعالم المدينة وهويتها، بعد تغييرها ديمغرافياً.

اقرأ أيضا: روسيا تواجه رفضاً واسعاً من المعارضة السورية لمؤتمر سوتشي.. فصائل عسكرية: لا بديل عن جنيف




المصدر