‘واشنطن بوست: استراتيجية ترامب للأمن القومي لا تتضمن أي شيء من الاستراتيجية’

26 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2017
5 minutes

[ad_1]

الرئيس ترامب يلقي خطابًا (إيفان فوتشي/ أسوشيتد برس)

تختلف استراتيجية الأمن القومي التي قدمتها إدارة ترامب اليوم، عن استراتيجية الرؤساء السابقين، ببعض الطرق الأساسية، كما هو متوقعٌ، نظرًا إلى النزعة القومية والحمائية التي يتبناها الرئيس ترامب. كما أنَّها تختلف عن بعض السياسات التي فضلّها الرئيس نفسه حتى الآن، بخاصة فيما يتعلق بروسيا، والصين. وهذا أيضًا قد يكون غيرَ مفاجئٍ، نظرًا إلى المحاولات غير الناجحة التي تمَّ الحديث عنها على نطاقٍ واسع من قِبل موظفي الأمن القومي للرئيس -مؤلفي الاستراتيجية- للتوفيق بين دوافعه ومصالح السياسة الخارجية الأميركية الأساسية.

على العموم، قد تكون الوثيقة مؤشرًا مثيرًا للشفقة على تصرفات الإدارة، خصوصًا أنَّ الرئيس -وفقًا لما ذكره كبير المتحدثين باسم الأمن القومي- ربما لم يقرأها. ومع ذلك، فإنَّها تستحق النظر إليها، كمؤشرٍ على مدى افتراق إدارة السيد ترامب عن سابقاتها، وكعلامةٍ على ما يأمل كبار مساعديه في إقناعه على العمل وفقها.

من الجدير بالذكر أولًا ما هو غائبٌ عن الاستراتيجية، مقارنةً مع استراتيجيات باراك أوباما، وجورج دبليو بوش. بالنسبة إلى إدارة ترامب، لا يوجد تهديدٌ بسبب تغيّر المناخ؛ ولا أيّ التزامٍ بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، باستثناء المثال؛ وليس هناك أيّ حافزٍ للسعي إلى تخفيض الأسلحة النووية، وهو مسعى أقلّ بكثيرٍ من القضاء عليها.

شهدت استراتيجيات إدارتي أوباما، وبوش، صفقاتٍ تجاريةٍ حرّة متماشية مع المصلحة الوطنية الأميركية، بينما ترى إدارة ترامب أنّها أداةٌ تُستخدم من قبل المنافسين للاستفادة من أميركا. وتُعرّف خطة ترامب كذلك “الحدود التي يسهل اختراقها”، باعتبارها تهديدًا للأمن القومي، وتستنتج على نحوٍ متوقع الجدار باعتباره الحل. والأمر الأكثر إثارةً للدهشة هو أنَّها تدعو الدَّين القومي المتنامي “تهديدًا خطيرًا” للأمن القومي، حتى مع استعداد السيد ترامب للتوقيع على مشروع قانونٍ ضريبي، سيضيف ما لا يقل عن تريليون دولار لهذا الدين.

بل إنَّ الأكثر إزعاجًا هو الفرق بين معاملة الاستراتيجية لروسيا والصين، وإجراءات السيد ترامب حتى الآن، حيث تصف الوثيقة الصين وروسيا بأنّهما منافسان خطران، يرغبان في “تشكيل عالمٍ متناقض مع مصالحنا وقيمنا”. ولكنّ السيد ترامب لم يفعلْ حتى الآن شيئًا سوى الكثير من الثناء على الحكام الاستبداديين، أمثال تشي جين بينغ، وفلاديمير بوتين. وعوضًا عن خطابٍ ظاهري لتقديم الاستراتيجية، كان مبتهجًا بتلقي مكالمةٍ هاتفية ودية من السيد بوتين.

تشيد الاستراتيجية بالتحالفات الأميركية، وتؤكّد مجددًا دعمها لحلف شمال الأطلسي، ولكن في كلمته، أكدّ السيد ترامب مجددًا مزاعم مضللة بأنَّ الحلفاء “الأثرياء جدا” كانوا “مقصرين في. . . الدفع، في الوقت الذي نحن نضمن فيه سلامتهم”. وتقول الوثيقة: إنَّ الولايات المتحدة ستؤيد الديمقراطيات في دولٍ غير حرّة، ولكن السيد ترامب تصادم مع قادة بريطانيا، وألمانيا بدلًا من السعودية وماليزيا.

باختصار، إنَّ استراتيجية الأمن القومي الجديدة هي تبريرٌ متوتر، أكثر مما هي إطارٌ سياسيٌّ متماسك، لتحيّزات الرئيس، ومحاولةٌ لاستجداء رغبات الآخرين. إنّ أصدقاء وأعداء الولايات المتحدة الذين يسعون لتخمين التحركات المقبلة لهذه الإدارة، مضطرون لمتابعة تغريدات السيد ترامب.

اسم المقالة الأصلي
Trump’s National Security Strategy isn’t much of a strategy at all

الكاتب
هيئة التحرير، Editorial Board

مكان النشر وتاريخه
واشنطن بوست، The Washington Post، 19/12

رابط المقالة
https://www.washingtonpost.com/opinions/global-opinions/trumps-national-security-strategy-isnt-much-of-a-strategy-at-all/2017/12/19/eac50556-e4e9-11e7-ab50-621fe0588340_story.html?utm_term=.d8dd682df3bd

عدد الكلمات
442

ترجمة
أحمد عيشة

أحمد عيشة
[ad_1] [ad_2] [sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون