الغوطة الشرقية.. إخراج أربع حالات حرجة إلى العاصمة
27 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2017
بدأت فرق الهلال الأحمر السوري، مساءَ أمس الثلاثاء، إخراج عددٍ من الحالات المرضية الحرجة من الغوطة الشرقية المحاصرة؛ لتلقي العلاج في مشافي العاصمة. وذكرت مصادر ميدانية أن “العملية ستكون على عدة مراحل، ولن تشمل كامل قائمة الإخراج التي يُقدّر عددها بمئات المرضى، بينهم أطفال”.
قال الناشط أحمد الدومي لـ (جيرون): “إن الهلال الأحمر السوري أجلى يومَ أمس أربع حالات، ضمن قائمة تضم 20 إلى 30 حالة مرضية بحاجة إلى الإخراج الفوري، ويُفترض أن تستكمل عملية إجلائها تباعًا، خلال الأيام القادمة، عن طريق معبر الوافدين، بإشراف كامل من منظمة الهلال الأحمر”.
سأل الدومي: “هل هذا هو المطلوب! طبعًا لا، نحن لدينا قائمة تتضمن نحو 600 مريض بحاجة إلى إخراج فوري من الغوطة الشرقية، نظرًا إلى عدم وجود إمكانات علاجية، قضى منها حتى اللحظة 13 مريضًا، بسبب الحصار ونقص الرعاية الطبية، كيف يمكن أن تُحلّ هذه المأساة عبر اتفاقات لإخراج الحالات على دفعات، المطلوب هو رفع الحصار، وإدخال المواد الطبية إلى الغوطة”.
من جهة ثانية، قال الطبيب هاشم عبد الله لـ (جيرون): “بالتأكيد ليس هذا هو المطلوب، ونأمل أن يكون هذا مقدمة لانفراج أوسع، لكنّ الواقع فرض هذه المعادلات أمام صمت العالم. لا يكتفي النظام بقتل البشر، بل يسمسر بالحالات الإنسانية على مرأى العالم بمنظماته الحقوقية والإنسانية، مقابل تحقيق مكاسب سياسية ودعائية. وأعتقد أن ما حصل بالأمس هو وصمة عار على جبين الأمم المتحدة التي عجزت عن إخراج أطفال، ينتظرون الموت داخل الحصار، لتلقي العلاج على بعد مئات الأمتار فقط، والنظام استطاع إحراج الجميع، وأكد أنه لا يعترف بالقانون الدولي”.
جاءت عمليات الإخراج في إثر اتفاق ومفاوضات شاقة، بين المنظمات الطبية والنظام السوري، دخل فيها مؤخرًا (جيش الإسلام)، دون وجود تفاصيل كثيرة حول سير المفاوضات وتفاصيلها، في حين تواردت العديد من الأنباء، خلال الأيام الثلاثة الماضية، عن تنسيق تركي روسي، بهدف إخراج قائمة الحالات الحرجة لتلقي العلاج في تركيا، من دون ورود معلومات واضحة عن نتائج هذه التنسيق.
في هذا السياق، أصدر (جيش الإسلام) أمس بيانًا أكد فيه أن “عملية الإخراج جاءت بعد أيام من المفاوضات، بهدف إخراج 29 حالة إنسانية من الغوطة”، مضيفًا أنه “نظرًا إلى تعنّت النظام وتجاهله لمحاولات منظمة الهلال الأحمر المنظمات الدولية، لإخراج الحالات دون شروط، وافقنا على إطلاق سراح عدد من معتقليه، مقابل موافقته على إخراج الحالات لتلقي العلاج”، موضحًا “أن العملية ستكون على مراحل، وفقَ آلية متفق عليها”، دون توضيح ما هي الآلية.
في الموضوع ذاته، نقلت وكالة (رويترز)، اليوم الأربعاء، عن (الجمعية الطبية الأميركية السورية) أن الإخراج بدأ أمس، بإشراف الهلال الأحمر، مشيرةً إلى أن هذه العملية جاءت بعد مفاوضات شاقة، أفضت إلى اتفاق، بين النظام و(جيش الإسلام)، على إخراج نحو 29 حالة، أُخرجَ منهم حتى الآن 4 حالات فقط، وليس لديها معلومات عن سبب منع خروج البقية.
تعاني الغوطة الشرقية من حصار مطبق، منذ أكثر من أربع سنوات، تفاقم بشكل كبير خلال الأشهر الأربعة الماضية؛ ما أدى إلى العديد من حالات الوفاة بينهم أطفال، بسبب سوء التغذية، إلى جانب موت أكثر من 13 حالة مرضية مستعصية، تتطلب إمكانات علاجية لا تتوافر في الغوطة، بفعل الحصار المفروض عليها من قِبل النظام السوري وميليشياته.
الطبيبة وسام الرز، مديرة مركز (دار الرحمة)، أكدت في حديث سابق مع (جيرون) أن “عدد الحالات الميئوس من علاجها، والمهدّدة بالموت من مرضى السرطان، يزداد بشكل يومي”، مضيفة أن “عدد الوفيات من المرضى بلغ، منذ إطباق الحصار قبل نحو 4 أشهر، 32 حالة، وهذا العدد مرجّح للارتفاع يوميًا بفعل عدم وجود إمكانات علاجية”.
يشرح عبد الله الواقع الطبي في الغوطة الشرقية اليوم بقوله: “لا توجد لغة أو مفردات بإمكانها وصف الحالة الطبية. نحن تجاوزنا مرحلة الكارثة؛ منذ نحو 8 أشهر لم يدخل إلى الغوطة أي مواد طبية، سواء مستلزمات التخدير أو السيرومات أو مستلزمات جراحية أولية للإسعافات، وأعتقد أن جميع هذه المواد نفدت أو شارفت على النفاد”.
أما بشأن صمت المجتمع الدولي ومنظماته، فقال: “مللنا حقيقةً من توجيه الرسائل لعالمٍ أصمّ، ولضمير يعاني من التصحر والتبلّد، الجميع يعلم ما يحصل، ولا يحرّك ساكنًا، الجميع شريك بما يحصل، وبات يحاربنا ويساومنا على حياة أطفالنا، مقابل الموافقة على إعادة حكم النظام الأمني المجرم”.
جيرون
[sociallocker]
جيرون