(الخوذ البيضاء) توقف عمل فرقها في جنوب دمشق



اعتبر ناشطون من جنوب دمشق أنّ قرارَ إدارة الدفاع المدني السوري إيقاف عمل الفرق العاملة في منطقتهم، غيرُ منصف، وأشاروا إلى أن المبررات التي حملها القرار غيرُ مقنعة، ولا تشير إلى أي سبب حقيقي، يستدعي مثل هذا التصرّف، مطالبين الإدارة بإعادة النظر في قرارها والعودة عنه.
قال الناشط من جنوب دمشق فادي شباط لـ (جيرون): “إن المبررات التي حملها قرار إدارة الدفاع المدني، غير مقنعة، وتعبّر عن نظرة ضيقة؛ لأنها حصرت عمل الفرق بحالات القصف والتصعيد، وكأنها تقول: لا داعي لوجود أصحاب (الخوذ البيضاء) في المناطق التي تشهد حالة من التهدئة، وأعتقد أن ذلك غير صحيح، لأن لفرق الدفاع المدني دورًا كبيرًا حتى في حال توقف القصف والمعارك”.
أضاف شباط: “على الرغم من أن القرار يعلن إيقاف عمل فرق الدفاع المدني في جنوب العاصمة، ابتداء من مطلع كانون الأول/ ديسمبر الحالي، فإنني أؤكد أن كوادر الفريق ما زالت تمارس عملها في مناطقنا، ولم تتوقّف على الإطلاق، سواء في حي القدم أو في بلدات (يلدا، ببيلا، بيت سحم)، ونتمنى من إدارة الدفاع المدني السوري أن تعيد النظر في قرارها الأخير، لأن منطقتنا بحاجة إلى (الخوذ البيضاء)”.
في حين قال رائد الصالح، مدير إدارة الدفاع المدني السوري، لـ (جيرون): “إن القرار الأخير إجراء اعتيادي وداخلي في المؤسسة، يستهدف بشكل أساسي إعادة هيكلة الفريق العامل في جنوب دمشق، بما يقود للقيام بالمهمات المنوطة به على أكمل وجه، وتلافي التقصير والأخطاء التي حصلت خلال المرحلة السابقة، ولا يعني على الإطلاق إلغاء أو إنهاء دور (الخوذ البيضاء) في المنطقة”.
أحمد محمود، الناشط من حي القدم، قال في حديث لـ (جيرون): “نحن مع القرار؛ إذا كان الهدف تلافي الأخطاء والتقصير، لكننا نرفض بالتأكيد إنهاء دور الدفاع المدني، في أحياء وبلدات جنوب دمشق، حيث شهدت الفترة السابقة تقصيرًا كبيرًا من إدارة الفريق داخل المنطقة، في تأدية المهمات المنوطة بها، على صعيد رفع الأنقاض من مخلفات القصف، وغيرها”.
جاءت ردات الأفعال هذه عقب قرار إداري، أوقفت بموجبه مديرية الدفاع المدني السوري عمل الفرق التابعة لها، في أحياء وبلدات جنوب العاصمة دمشق، معللةً ذلك بعدم وجود أي حالة استجابة طارئة، على الرغم من أن الإدارة تدرك أن مناطق الجنوب الدمشقي الخاضعة لسيطرة فصائل الثورة، أبرمت اتفاقات هدنة مع النظام السوري، منذ صيف العام 2014.
اعتبر شباط أن الأسباب الحقيقية لما حدث تعود إلى خلافات بين الفريق نفسه، وبين الفريق والإدارة المركزية لمؤسسة الدفاع المدني، مضيفًا: “هناك خلافات بعمل الدفاع المدني في جنوب دمشق، على صعيد إدارة الفريق نفسه في المنطقة، إذ لا توجد هيئة إدارية واضحة في مناطقنا، أي تتعدّد المرجعيات الإدارية، إن صح التعبير، وكذلك خلافات بين هذه الإدارات والإدارة المركزية للمؤسسة، إلى جانب شبهات بالفساد، بأحد الإداريين في المنطقة، لكننا لا نستطيع أن نؤكدها، لعدم وجود إثبات حتى اللحظة”.
لفت شباط إلى أنه “قد يكون من المفهوم مثلًا إيقاف العمل، في مناطق سيطرة تنظيم (داعش)، أما في حي القدم والبلدات، فهذا غير مبرر على الإطلاق، وكان الأجدى بإدارة المؤسسة أن تسعى لحل الخلافات، بدلًا من أن تسوق مبررات غير منطقية. فريق الدفاع المدني في جنوب دمشق مارس عمله في ظروف قاسية للغاية، وكان المسؤولَ عن إخراج الحالات الحرجة من أحياء القدم والحجر الأسود واليرموك إلى بلدة يلدا لتلقي العلاج، وهو ما يتطلّب المرور على حواجز التنظيم، والجميع يعرف معنى هذا الكلام ومدى الصعوبات التي ستواجهها الفرق العاملة”.
يرى العديد من ناشطي جنوب العاصمة الذين تحدثت (جيرون) معهم -وشباط من بينهم- أن منطقتهم بأمسّ الحاجة إلى استمرار عمل الدفاع المدني، ليس فقط بسبب ظروف الحصار المتواصل منذ سبع سنوات، وإن كان بشكل جزئي، والدور الإنساني الذي يقوم به أصحاب (الخوذ البيضاء)، بل أيضًا هناك حاجة من الناحية السياسية، لأن وجودهم يؤكد أن هذه المنطقة أو تلك هي إحدى معاقل الثورة.
يروي أحد الناشطين، وقد طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ (جيرون): “أنه قبل أشهر قليلة، حضر وفد روسي، يرافقه عدد من الصحافيين إلى أطراف المنطقة، والتقى بمن يطلق عليهم شيوخ المصالحة في المنطقة. وفي أثناء اللقاء طلب الصحافيون لقاءَ عدد من كوادر الدفاع المدني لكنّ الشيوخ رفضوا ذلك، وأبلغوهم أنه لا يوجد دفاع مدني في المنطقة، وهو أبرز دليل على أن (الخوذ البيضاء) يمثلون شوكة للنظام وأدواته، ودليلًا واضحًا على أن هذه المنطقة ما تزال ترفض وجود أجهزة ومؤسسات الأسد”.


جيرون


المصدر
جيرون