السوريون في الأردن.. صعوبات تأمين التدفئة



يعتمد معظم السوريين في الأردن، على أنفسهم في تأمين وسائل التدفئة، ويتحمّلون تكاليف توفيرها، وخصوصًا من يعيش منهم خارج مخيمات اللجوء، حيث إن غالبية هؤلاء لا يتلقون المساعدة المالية الشتوية، وقيمتها 85 دينارًا أردنيًا، أي نحو 120 دولارًا، وهي تُقدّم عادةً مرة واحدة، في بداية فصل الشتاء.

يستفيد من المساعدة الشتوية 11 بالمئة من اللاجئين السوريين، وذلك بعد أن تم تخفيض عدد المستفيدين منها، في شهر آب/ أغسطس من العام الحالي، ليُشكّل ذلك صعوبة للعديد من العائلات التي تعتمد عليها لقضاء احتياجاتٍ عدة، منها دفع أجور السكن.

لا تختلف وسائل التدفئة في المخيمات عمّا هو خارجها، حيث يعتمد السوريون، كما الأردنيين على مدافىء الغاز والكاز والكهرباء، بخاصة في المدن، حيث يُحظر استعمال مدافىء الديزل، والحطب، منعًا للتلوث البيئي.

قالت (أم أحمد)، وهي امرأة سورية تعيش في مدينة إربد، لـ (جيرون): “ما زلنا نستعمل مدفأة الغاز التي منحتنا إياها إحدى الجمعيات الخيرية منذ ثلاث سنوات، ولكن المعاناة تكون في تأمين ثمن أسطوانة الغاز كل أسبوع، خصوصًا إذا كان الجو باردًا، فالأسطوانة الواحدة تكفي لتشغيل المدفأة أسبوعًا واحدًا، أو 10 أيام على أكثر تقدير”.

يبلغ ثمن أسطوانة الغاز سبعة دنانير أردنية، ويجد كثير من السوريين صعوبة في تأمينها، خلال الأشهر الثلاثة الباردة في الشتاء، بسبب تدني الدخل المادي، وعدم تقديم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بدل تدفئة لمعظم اللاجئين، فضلًا عن انخفاض مستوى المساعدات الشتوية من قِبل الجمعيات أو المتبرعين من دول الخليج العربي، كما كان في السابق، والذين باتت مساعداتهم تتركّز في المخيمات، ولا تختلف القيمة المادية للتدفئة بطرق (الكهرباء، الغاز والكاز) إذ تحتاج الأخيرة أسبوعيًا إلى وقود بقيمة لا تقل عن سبعة دنانير أيضًا.

أما في المخيمات، فالأمر مختلف، ففي بداية كل شتاء، توزّع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مدافئ تعمل على الغاز، على كل عائلة لم تستلمها سابقًا، إضافة إلى أسطوانة للغاز، مع إيصالات أو تعويض مادي يكفي لتبديلها خلال فصل الشتاء.

قال أبو بهاء الحمد، وهو مقيم في مخيم الزعتري، لـ (جيرون): “وزّعت (يونيسف) مبلغ 20 دينارًا عن كل طفل في المخيم، مع اقتراب فصل الشتاء، وفي نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بدأت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتوزيع مدافىء للعائلات التي لا تملكها، كما تم توزيع مبالغ مالية، بحسب عدد أفراد العائلة، لتبديل أسطوانات الغاز، تبدأ من خمسين دينارًا، إذا كان عدد أفراد العائلة لا يزيد عن أربعة، وتصل إلى 75 دينارًا، إذا زاد العدد عن خمسة أفراد، وهذه هي السنة الثانية التي تُعتمد فيها هذه الطريقة، وذلك يخفّف إلى حدٍّ بعيد من مصاريف التدفئة”.

تتشابه طريقة تقديم مساعدات التدفئة الشتوية، في مخيمي (الزعتري والأزرق)، حيث إن المفوضية هي المسؤولة الأولى عن كليهما، أما في مخيم (الحديقة) في مدينة الرمثا، والذي يعيش فيه لاجئون سوريون من أصل فلسطيني، فتختلف هذه المساعدات، حيث تشترك كل من مفوضية اللاجئين، ووكالة (أونروا) في تقاسم تقديم هذه المساعدات، في بداية فصل الشتاء.

في هذا الصدد، قال مصدر من مخيم (الحديقة) لـ (جيرون): “وزّعت المفوضية بداية كانون الأول/ ديسمبر الحالي، مدافئ الغاز على سكان (الرمثا) للذين لم يتسلّموها خلال الأعوام السابقة، مع أسطوانة غاز مملوءة لكل عائلة، فيما وزّعت وكالة (أونروا) تعويضات مالية للتدفئة، بلغت 196 دينارًا للشخص الفرد أو الشخصين، و350 دينارًا للعائلة المكونة من ثلاثة أفراد فما فوق، وتقوم مفوضية اللاجئين، من خلال مكتبها في المخيم، بتبديل أسطوانات الغاز بشكل مستمر، لكل العائلات بمجرد أن تفرغ، ودون التقيد بعدد محدد لهذا التبديل”.

يُشكّل فصل الشتاء عبئًا ثقيلًا بشكل عام على معظم اللاجئين السوريين في الأردن، فبالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التدفئة التي تُضاف إلى تكاليف المعيشة بشكل عام، ينخفض الدخل نتيجة جمود سوق العمل في فصل الشتاء، وبخاصة بالنسبة إلى العمال (العاملين في ورشات البناء أو ما شابه).

يُشار إلى أن عدد السوريين المسجلين في مفوضية اللاجئين في الأردن يبلغ 665 ألفًا، يعيش نحو 10 بالمئة منهم في المخيمات، والبقية خارجها، من نحو 1.3 مليون سوري يعيشون في الأردن، حسب أرقام الحكومة الأردنية للعام 2017.


عاصم الزعبي


المصدر
جيرون