‘جميل: الهيئة لما تتخذ موقفًا حيال سوتشي.. وباحث روسي: النظام متشكك أيضًا’
29 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2017
قال رئيس منصة موسكو قدري جميل: إن الهيئة العليا للمفاوضات لم تتخذ حتى اللحظة قرارًا نهائيًا، بخصوص مؤتمر سوتشي الذي تُعد له موسكو، في وقتٍ يرى فيه باحث روسي أن ممثلي النظام “نفسهم متشككون جدًا في انعقاد هذا المؤتمر”.
قال جميل، أمس الخميس في تصريحات لقناة (روسيا اليوم): إن الهيئة العليا “لم تتخذ بعد أي قرار بشأن المشاركة في المؤتمر لا بالقبول ولا بالرفض، وإنما القرار كان التريث، للنظر واستجلاء الوضع والاتصال مع كل الجهات، بما فيها الروسية، لمعرفة التفاصيل”، موضحًا أن “التريث هو سيد الموقف الآن لدى هيئة التفاوض”.
علّق جميل على التصريحات التي أدلى بها الناطق باسم الهيئة يحيى العريضي -وقد قال فيها إن الهيئة رفضت الدعوة إلى سوتشي- وقال: “هذه التصريحات لا تعبّر عمليًا عن موقف وفد الهيئة من المؤتمر”، وعدّ أن “تصريحات من هذا النوع لا تسهم في تعزيز وحدة وفد المعارضة”.
جاءت تصريحات جميل، عقب ساعات من تصريحات أدلى بها العريضي لوكالة (سبوتنيك) الروسية أمس الخميس، قال فيها إن الهيئة رفضت مقترح موسكو المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري، موضحًا أن الهيئة “ترى أنه عندما تصرح موسكو بأن نظام الأسد لا يناقش؛ فهي تقول إن عملية الانتقال السياسي إلى دولة غير طائفية لكل مواطنيها والمنصوص عليها في القرار 2254 أيضًا لا تناقش. وبذا تفرغ موسكو مؤتمرها من مضمونه، وتتجاوز القرارات ذات الصلة بالقضية السورية”.
عقّب العريضي قائلًا: “ومن هنا، لا يمكن للهيئة أن تخرج عن مطالب الشعب السوري، ولا عن قرارات الشرعية الدولية، فما تطرحه موسكو بشكله الحالي مرفوض”.
من جهته، قال رئيس الوفد المفاوض نصر الحريري: إن “مؤتمر سوتشي الذي تدعو إليه موسكو يتجاوز القرارات الدولية بخصوص القضية السورية، ويسحق حق السوريين في دولة حرة ديمقراطية لكل مواطنيها”، معتبرًا خلال اجتماع عقده مع قياديين من محافظة درعا، عبر (سكايب)، أن “النظام يسد طريق العملية السياسية في جنيف، وهو ما يوجب على الأمم المتحدة أخذ دورها الكامل في تطبيق القرارات الدولية”.
أكد الحريري أن “المعلومات الواردة عن مؤتمر سوتشي كارثية.. روسيا من خلال هذا المؤتمر تريد أن تكلل أفعالها على الصعيد العسكري، بمنجز سياسي على طريقتها”، وفق ما نقل موقع الائتلاف الرسمي، أمس الخميس.
لفت الحريري أيضًا إلى أن “المعارضة السورية ستمضي في تطبيق بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها القرار 2254″، مشددًا على أن “تحقيق الانتقال السياسي الذي ورد في تلك القرارات هو الحل الوحيد لإنقاذ سورية”.
في سياق متصل، نقلت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس) الروسية عن غريغوري كوساش، أستاذ قسم الدراسات الشرقية الحديثة في كلية التاريخ والعلوم السياسية والقانون بجامعة العلوم الإنسانية الحكومية، قوله: “ليس فقط المعارضة لا تريد الذهاب إلى هناك، فممثلو النظام الرسمي أنفسهم متشككون جدًا في انعقاد هذا المؤتمر”، مشيرًا إلى أنه “لم يتم الإعلان بدقة عن المشاركين بعد. الحديث لا يدور عن معارضة واحدة، إنما عن الرغبات المتناقضة بين موسكو وأنقرة فيما يتعلق، على سبيل المثال، بالتمثيل الكردي”.
أضاف: “المنبر الرئيس للتسوية السياسية في سورية هو الآن جنيف، وعلى الرغم من أن التقدم المحرز في محادثات جنيف ليس واضحًا بعد؛ فإن ممثلي المعارضة السورية يأتون إلى هناك برغبة أكبر، وهو ما لا يمكن أن يقال عن مؤتمر سوتشي”، وفق ما نقل موقع (روسيا اليوم).
تابع كوساش: إن “هذا المؤتمر (سوتشي) لا علاقة له، بأي شكل، بالمفاوضات في جنيف. وليس من الممكن بعدُ القول إن نتائجه سوف تعترف بها البلدان المؤثرة في المنطقة”. وعدّ أيضًا أن موسكو “يمكن أن تعقد هذا المؤتمر، بل أن تعلن عن النجاح، ولكن إلى أي درجة سيتوافق ذلك مع الواقع؟”.
جيرون
[sociallocker]
جيرون