موسكو تنتقد الرياض.. استهداف حميميم يعطل جهود التسوية السياسية



زعمت وزرارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، أن منظومات الدفاع الجوي، في قاعدة حميميم بريف اللاذقية، أحبطت هجومًا صاروخيًا يستهدف القاعدة، متهمة السعودية بشراء الصواريخ، وتسليمها إلى مقاتلي المعارضة السورية في محافظة إدلب، معتبرةً أن هذا الهجوم يرمي إلى تقويض جهود التسوية التي تقودها موسكو.

وفق مزاعم موسكو التي جاءت على لسان المتحدثة باسم الخارجية ماريا زخاروفا، فإن الهجوم مخطط له مسبقًا، وهو استفزاز كبير يهدف إلى إفشال عملية التسوية السورية، وإعاقة عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري، والذي بات يعرف بمؤتمر سوتشي.

من جانب آخر، قال فرانز كلينتس يفيتش، نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس الاتحاد الروسي: إن “هناك احتمالًا أن تكون الولايات المتحدة تقف وراء محاولة الإرهابيين استهداف قاعدة حميميم”، مضيفًا أن الهجوم على حميميم يؤكد ما كشفت عنه وزارة الدفاع الروسية، بشأن إجراء استخدام واشنطن لمطار التنف السوري لتدريب الإرهابيين، ومعظمهم من عناصر تنظيم (داعش) الفارين من الرقة، وفق تعبيره.

مصدر خاص، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ (جيرون): “معظم التصريحات الروسية تؤكد أن موسكو تحاول الضغط على جميع الأطراف، وإحراج واشنطن بهدف القبول برؤيتها للحل في سورية، مستغلةً عدم تعاطي الإدارة الأميركية مع القضية السورية، كأولوية للبيت الأبيض، وبالتالي تستعجل روسيا تحويل ما تعدّه انتصارات عسكرية على الأرض، إلى إنجاز سياسي، استباقًا لأي تغيير في المعادلات والتوازنات السياسية إقليميًا ودوليًا”.

التصعيد الروسي ضد الولايات المتحدة ليس الأول من نوعه، فقد سبق أن وجهت موسكو، في الأشهر الماضية، اتهامات عديدة لواشنطن، معتبرةً أن الأخيرة تغض الظرف عن تحركات تنظيم (داعش) في شرق سورية، ووصلت إلى حد استخدام الأميركيين لبعض المواقع لتدريب بقايا مسلحي التنظيم، بعد فرارهم من مدينة الرقة السورية.

في هذا السياق، قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي: “إن الوجود العسكري الأميركي في سورية غير قانوني، وهو يعوق التسوية السياسية، ويهدد وحدة البلاد”، مضيفًا في تصريحات صحفية له، يوم الإثنين الماضي: “لم يعد هناك مبرر لهذا الوجود، بخاصة بعد القضاء على تنظيم (داعش)”. ووصف الوجود الأميركي في سورية بأنه “غير شرعي”، من ناحية القانون الدولي، ويجب أن تلتزم واشنطن ببند الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها وعلمانية نظامها السياسي.

سبق هذه التصريحات كثير من البيانات لوزراتي الدفاع والخارجية الروسية، توجه اتهامات صريحة للولايات المتحدة الأميركية، باستثمار وجود التنظيمات الإرهابية في سورية، لتحقيق وجود دائم هناك، إلى جانب تقويض المساعي الروسية في الوصول إلى سلام مستدام في البلاد، وفق البيانات.

وقد وجّهت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق من الشهر الجاري، اتهامات واضحة لواشنطن، مؤكدة أن عسكريين أميركيين يدربون فلول تنظيم (داعش)، في معسكرات داخل مخيمات للنازحين في مدينة الحسكة، في مسعى منها لتشكيل جيش جديد، عماده الرئيس مقاتلو التنظيم، وهو ما نفته الولايات المتحدة.

كما اتهمت وزارة الدفاع الروسية قادة قاعدة التنف العسكرية الأميركية، بأنهم يغضون الطرف عن تحركات (داعش) في البادية السورية، وهو ما سمح للأخير بشن العديد من الهجمات على مواقع النظام السوري وميليشياته الحليفة، واعتبرت موسكو أن تلك القاعدة تحولت إلى “ثقب أسود”، واصفةً السلوك الأميركي بـ “العمى الانتقائي”.

في هذا الشأن، قال العميد إبراهيم الجباوي، في حديث سابق مع (جيرون): “مجمل السلوك الروسي -إعلاميًا وديبلوماسيًا وعسكريًا- يؤكد أن موسكو تريد ممارسة أقصى قدر من الضغط على المعارضة السورية، وبخاصة الفصائل العسكرية، لإجبارها على الموافقة على مؤتمر سوتشي الذي بات واضحًا أنه يرمي لإعادة تثبيت حكم الأسد، وبالتالي منح الاحتلال الروسي لسورية شرعية سياسية”.

مضيفًا: “ستحاول موسكو في الفترة القادمة سحق مناطق خفض التصعيد مرتكزةً في ذلك على ذريعة جاهزة، وهي أن (النصرة) موجودة في هذا المنطقة أو تلك، ومن هنا؛ يمكن التنبؤ بإمكانية تصعيد عسكري في الجنوب السوري، تحت تلك الذريعة ودفع الجبهة الجنوبية إلى التراجع عن معارضتها لحضور سوتشي”.


جيرون


المصدر
جيرون