العالم يحتفل بالعام الجديد وسط إجراءات أمنية مشددة.. هذا مافعلته بعض الدول لتجنب وقوع اعتداءات
31 كانون الأول (ديسمبر - دجنبر)، 2017
أبرز مظاهر الاحتفال بالعام الجديد في كل مكان في العالم، كانت الإجراءات الأمنية المشددة. فقد بدأت اليوم الأحد الاحتفالات حول العالم لاستقبال عام 2018، وانطلقت من نيوزيلندا لتتوالى تدريجيا من آسيا إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا ثم أخيرا إلى الأميركيتين وسط عروض ضوئية مذهلة، في وداع للعام 2017.
ورغم الانتقادات أقامت برلين خيما خاصة على بوابة براندنبرغ للاهتمام بالنساء اللواتي قد يتعرضن للتحرش او يشعرن بالتهديد، بسبب اعتداءات واسعة أقدمت عليها قبل عامين مجموعات مهاجرين مستهدفة نساء في كولونيا ليلة راس السنة. وفي كولونيا جرى تعبئة 1400 شرطي وتحسين إنارة الشوارع وتثبيت مزيد من كاميرات المراقبة.
وأمام خطر وقوع اعتداءات، ولا سيما بسيارات تقتحم تجمعات في الشوارع، كما حصل في نيس (فرنسا) وبرشلونة (إسبانيا)، وبرلين كان ضمان الأمن الشغل الشاغل للسلطات والمنظمين. وشكلت نيوزيلندا أول دولة بارزة تطلق الاحتفالات حيث نظمت أوكلاند، كبرى مدنها، مهرجانها السنوي في الشارع الذي تخلله عرض ألعاب نارية من برج سكاي تاور.
وفي سيدني تجمع حوالى 1,5 مليون شخص في خليجها الشهير لحضور عرض الألعاب النارية التقليدي، الذي تلون هذا العام بألوان قوس القزح، رمز حقوق المثليين، احتفالا بتشريع أستراليا الزواج المثلي إثر استفتاء وطني نال دعما واسعا. كما عرضت هونغ كونغ ألعابا نارية تشبه الشهب تصحبه الموسيقى ويستمر عشر دقائق قبيل منتصف الليل، وسيتم اطلاقه من ناطحات سحاب تطل على مرفأ فيكتوريا هاربر.
وعقدت جاكرتا قرانا جماعيا لحوالي 500 ثنائي برعاية الحكومة فيما نظمت المهرجانات والأسواق الشعبية على محاور السير الكبرى وفي المواقع السياحية.
أما دبي فقدمت عرض ليزر مرفقا بالموسيقى من برج خليفة، أعلى مبنى في العالم (828 مترا)، عوضا عن عرض الألعاب النارية. وحسب توقعات شرطة دبي، فإن مليون ونصف مليون شخص حضروا لمشاهدة عرض الليزر الذي نقل بالبث الحي عبر موقع “تويتر”. كما أقيمت أمسيات غنائية في مختلف الإمارات يحييها فنانون عرب وغربيون.
وفي باريس تجمع مئات الالاف على جادة الشانزيليزيه لحضور عرض ضوئي وألعاب نارية فوق قوس النصر. وسينشر حوالى 140 ألف عنصر من الشرطة والدرك والجيش في أنحاء البلاد تحسبا لأي خطر اعتداء. وبدت الأجواء أكثر احتفالية مما كانت عليه في العامين الفائتين نظرا لعدم وقوع اعتداء كبير في فرنسا منذ منتصف 2016.
ولا تزال ذكرى رأس السنة 2017 المأسوية تلازم تركيا بعدما اقتحم رجل مسلح برشاش نادي “رينا” الشهير في إسطنبول ما أدى إلى مقتل 39 شخصا وإصابة 79. وقررت السلطات التركية في هذا الإطار منع التجمعات في ساحة تقسيم الشهيرة في إسطنبول وفي أحياء أخرى تشهد حركة كبيرة.
وفي أستراليا تلقت الشرطة تعزيزات في الكثير من المدن الكبرى ولا سيما في سيدني حيث جهز العناصر بأسلحة شبه أوتوماتيكية. وبعد أسبوع على اقتحام سائق بسيارة حشدا في ملبورن ما أدى إلى سقوط 18 جريحا، وضعت كتل إسمنتية في بعض المدن الاسترالية لحماية مناطق المشاة.
وسيعزز انتشار الشرطة في نيويورك أيضا خلال الاحتفالات التقليدية بحلول العام الجديد في ساحة تايمز سكوير التي نفذ قربها هجوم قبل ثلاثة أسابيع. وينتظر أن يحضر مليونا شخص الأحد إلى الساحة الشهيرة رغم تراجع الحرارة إلى عشر درجات تحت الصفر.
إنذار أحمر
في غضون ذلك، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس “رسالة إنذار، إنذار أحمر” للتنبيه إلى المخاطر التي تهدد العالم في 2018، داعيا إلى “الوحدة” في تمنياته للعام الجديد. وقال غوتيريس في بيان “عندما بدأت مهامي قبل عام وجهت نداء لجعل عام 2017 عاما للسلام. لكن العكس هو ما حدث، وبشكل جذري، مع الأسف”.
وأوضح أن “النزاعات ازدادت حدة وبرزت مخاطر جديدة. ففي جميع انحاء العالم بلغت المخاوف من الأسلحة النووية مستويات غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة”، في اشارة الى الازمة مع كوريا الشمالية.
كما أن “التغيرات المناخية تفوقنا سرعة” فيما “ما زالت الفوارق الاجتماعية تتضاعف” إلى جانب “انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان”، بحسب رئيس الوزراء البرتغالي السابق الذي أسف لانتشار التيار القومي ومعاداة الاجانب. ولفت غوتيريس إلى أن “المشاكل تتعمم على مستوى الكوكب فيما ينكفئ الأفراد على ذواتهم”.
وأكد ختاما “يمكننا حل النزاعات وتجاوز الكراهية وحماية قيمنا المشتركة. ولكن علينا أن نكون متحدين للتمكن من ذلك”، لافتا إلى أن “الوحدة هي الطريق التي يجب إتباعها ومستقبلنا رهن بها”، داعيا قادة العالم الى “إعادة بناء الثقة عبر جمع الشعوب حول أهداف مشتركة”.
اقرأ أيضا: ثمن باهظ يدفعه المرتزقة الروس لمساندة الأسد.. موسكو تخفي مصيرهم وعائلاتهم ساخطة
[sociallocker] [/sociallocker]