ثمن باهظ يدفعه المرتزقة الروس لمساندة الأسد.. موسكو تخفي مصيرهم وعائلاتهم ساخطة



السورية نت - مراد الشامي

تعتمد روسيا بشكل كبير على المقاتلين المرتزقة في عملياتها العسكرية في سوريا، والمستمرة منذ سبتمبر/ أيلول 2015، في مسعى منها لتقليل عدد خسائر قوات جيشها النظامي، إلا أن هؤلاء المرتزقة يدفعون ثمناً باهظاً، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية.

ونشرت الصحيفة تقريراً عن دور المرتزقة الروس في سوريا، أعده من موسكو توم بارفيت، وأشار فيه إلى أنه يُعتقد أن آلاف الروس المرتزقة حاربوا في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد.

وتتولى شركة المرتزقة "فاغنر" إرسال المقاتلين إلى سوريا مقابل مبالغ مالية تدفعها لهم، في مهمة تتسم بالسرية، ويقاتل هؤلاء إلى جانب قوات الجيش الروسي وقوات الأسد، وبحسب تقرير "التايمز" - الذي نشرته بي بي سي، أمس السبت - فإن ما لا يقل عن 150 منهم على الأقل قتلوا في المواجهات داخل سوريا.

وفيما تفرض موسكو تعتيماً على نشاطهم، فإن عائلات المقاتلين المرتزقة أصبحوا يشكون من عدم معرفتهم لمصير أبنائهم، فيما يُعتقد أن ما بين 1500 إلى 2000 من المرتزقة الروس أي نصف عدد الجيش الروسي النظامي موجودون في سوريا.

ومع ذلك تنفي وزارة الدفاع الروسية وجودهم داخل سوريا، على الرغم من نشر صور لبعض مقاتلي المرتزقة الذين قتلوا، بالإضافة إلى نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" صوراً لاثنين من المرتزقة هما رومان زابولوتني، وغريغوري تسوركانو، واللذين أقرت روسيا بمقتلهما، بحسب ما قاله فيكتور فودولاتسكي، نائب رئيس لجنة شؤون رابطة الدول المستقلة في مجلس الدوما الروسي.

وينقل تقرير الصحيفة البريطانية عن رسلان لافييف، وهو ناشط من موسكو حقق في موضوع المرتزقة قوله إن "الهدف من استخدام هذه المجموعة إلى جانب القوات السورية هو السماح للجيش الروسي بتقليل خسائره".

وأضاف لافييف الذي يدير مجموعة يسمونها "فريق استخبارات النزاعات" أن بوتين يهدف من استخدام مسلحي "فاغنر" المرتزقة، إلى أن يتباهى أمام الأمريكيين بقلة عدد الضحايا بين أفراد قواته مقارنة بالجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان.

وحاول لافييف وزملاؤه الوصول إلى أعداد القتلى في صفوف مسلحي "فاغنر" بمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي والتحدث إلى أهالي المسلحين، الذين يُطلب منهم لتزام الصمت، ويحصلون على تعويض مالي قدره 38 ألف جنيه إسترلينيي ومع ذلك يتحدث البعض.

ووفقا للإحصائيات العسكرية فقد قتل العشرات من جنود الجيش الروسي في سوريا، في حين أن الحكومة تتكتم على الأعداد الحقيقية لقتلاها خشية حدوث استياء في الرأي العام المحلي، لا سيما وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدف إلى الفوز في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في روسيا في مارس/ آذار 2018.

"إضفاء الشرعية"

وتعمل روسيا على إضفاء طابع "الشرعية" على استغلال جيشها للمتطوعين المرتزقة الذين  يقاتلون في صفوف قواتها بالخارج، لا سيما في سوريا، وأشار تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى أن مرسوماً طُرح ولم يصدق عليه البرلمان الروسي بعد، يسمح للأجانب بخدمة ما يسمى "بعثات مكافحة الإرهاب وبعثات حفظ السلام".

وبحسب ألكسي خلبنيكوف المحلل لدى مجلس الشؤون الدولية الروسي فإن التعديل الذي تعمل روسيا لتطبيقه بخصوص المرتزقة، ينص على "تنظيم مشاركة الأجانب الذين يشاركون في الحملة الروسية".

ويرتكب المقاتلون المرتزقة عمليات قتل وانتهاكات في سوريا، بحسب ما كشفه مقاتل روسي كان سابقاً جندياً في صفوف الجيش، حيث أشار إلى أن "القوات الروسية السرية تقطع رؤوس العناصر المأسورين لتحصل على مكافأة تبلغ 13 جنيهاً إسترلينياً عن كل مقاتل من تنظيم الدولة"، حسب تقرير لصحيفة "الديلي ميل" البريطانية.

وكشف سيرجي، وهو محامٍ سابق من مدينة دونيتسك في الثلاثينات من عمره، وكان يعمل مرتزقاً لأربع سنوات، أنَّ جنود الجيوش الخاصة المرتزقة مثله لا يتلقون أي ميدالياتٍ روسية، وإذا قُتلوا في أثناء عملهم، فإنَّ جثثهم لا تعود إلى الوطن، إذ تنص عقودهم على عدم إعادة الجثث لأنَّ الأمر مكلفٌ للغاية.

وكشفت صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس الروسية أنَّ هؤلاء المرتزقة يطلقون على سوريا "صندوق الرمل"، ويعلمون أنَّه في حال حدوث شيء لن ينقذهم أحد.

اقرأ أيضا: قرار من علي مملوك يتسلط فيه على ممتلكات السوريين: لا يحصلون على تعويضات إلا بهذا الشرط




المصدر