مقتل اثنين من المتظاهرين في إيران.. الحكومة تتوعد المحتجين بـ"دفع الثمن" وتتهمهم بالتخريب (فيديو)



السورية نت - مراد الشامي

حذرت السلطات الإيرانية، اليوم الأحد، المتظاهرين بأنهم "سيدفعون الثمن"، وذلك غداة ليلة ثالثة من التظاهرات ضد السلطة في البلاد، قُتل خلالها شخصان وتم توقيف العشرات، بينما تعرضت مبان حكومية لهجمات وفي تصريحات رسمية.

وأظهرت تسجيلات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي آلاف الأشخاص يتظاهرون في العديد من مدن البلاد ليلاً، لكن التعتيم الاعلامي شبه الكامل من قبل وكالات الأنباء الرسمية يجعل من الصعب التحقق من مصداقية هذه التسجيلات.

No longer fearing the regime, some protesters in #Iran chase after the Islamic government's law enforcement officers.#IranProtests #تظاهرات_سراسرى #يحدث_الان_في_ايران #متحد_شویم #IranProtest pic.twitter.com/3e0klhzCDI

— Armin Navabi (@ArminNavabi) December 31, 2017

وهذه التظاهرات هي الأكبر منذ الحركة الاحتجاجية ضد إعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد في 2009 والتي قمعتها السلطات بعنف، وأطلق إيرانيون على تلك الاحتجاجات اسم "الحركة الخضراء".

اتهامات للمتظاهرين

وزير الداخلية الإيراني رحماني فضلي، هاجم عبر التلفزيون الرسمي المتظاهرين، وقال: "الذين يبادرون بهدم الممتلكات العامة، وإثارة الفوضي وانعدام القانون، والمساس بأمن الشعب، مسؤولون أمام القانون بشأن تصرفاتهم ويجب أن يدفعوا ثمن هذا السلوك".

واستخدمت السلطات الإيرانية العنف ضد المحتجين، ما أسفر عن مقتل متظاهرين خلال صدامات في مدينة دورود (غرب إيران)، بحسب ما أعلن نائب حاكم محافظة لورستان حبيب الله خوجاستهبور للتلفزيون الرسمي، متهماً من أسماهم بـ"مجموعات معادية وأجهزة استخبارات أجنبية بالوقوف وراء الاضطرابات"، وزعم أن قوات الأمن لم تطلق النار على المتظاهرين، قائلاً: "هدفنا كان وضع حد سلمي للتظاهرات، لكن وجود بعض الأشخاص والمجموعات أدى إلى وقوع الحادث ومقتل شخصين".

وكتب "الحرس الثوري" الإيراني على تطبيق "تلغرام" أن "أشخاصاً يحملون أسلحة صيد وأخرى حربية انتشروا بين المتظاهرين وأطلقوا النار عشوائياً على الأشخاص وضد المديرية".

وعلى وقع صعوبات اقتصادية في البلاد التي تعاني عزلة وتتعرض منذ أعوام لعقوبات دولية بسبب أنشطتها النووية الحساسة، اندلعت احتجاجات اجتماعية لم يُسمح بها يومي الخميس والجمعة الفائتين في مدن إيرانية عدة بينها مشهد، ثاني مدن البلاد، فيما تواصلت التظاهرات ضد الضائقة الاقتصادية وأيضاً ضد السلطات يومي الجمعة والسبت الماضيين.

من جانبها قالت وكالة "إيلنا" القريبة من الإصلاحيين أن "80 شخصاً أوقفوا في أراك (وسط إيران) بينما أصيب ثلاثة او أربعة اشخاص بجروح"، في الصدامات التي شهدتها المدينة مساء أمس السبت.

وقال مسؤول محلي رفض الكشف عن هويته لـ"إيلنا" إن "أشخاصاً حاولوا مهاجمة مبان حكومية لكنهم لم يتمكنوا من ذلك (...) الوضع تحت السيطرة في المدينة".

وبدوره اتهم نائب قائد مقر "ثار الله" التابع لـ"الحرس الثوري" العميد اسماعيل كوثري المتظاهرين بالسعي الى "العصيان".

#IranProtests #ايران_تتحرر_من_الطغيان #مظاهرات_ايران #اعتراضات_سراسری #تظاهرات_سراسري
They demand freedom from the dictatorial regime and demand their rights to live in dignity

pic.twitter.com/VYFof3TC7w

— عبدالعزيز آل مصنف (@ittionea) December 31, 2017

احتجاجات في طهران

ووقعت صدامات مساء أمس السبت بين مئات المتظاهرين وقوات الأمن في حي جامعة طهران، قبل أن تفرقهم الشرطة.

وقال رئيس بلدية طهران محمد علي نجفي، تعرض منشآت تابعة للبلدية إلى أضرار طفيفة نتيجة هذه الأحداث. واتهم المتظاهرين بأنهم "يدمرون املاك الشعب بأعمال عمياء"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "إيسنا".

وبثت وكالة أنباء مهر القريبة من المحافظين على تطبيق تلغرام الذي يتابعه نحو 25 مليون إيراني، أشرطة مصورة تظهر متظاهرين يهاجمون مقر بلدية الدائرة الثانية في طهران ويقلبون سيارة للشرطة.

وتحدثت وسائل إعلام أخرى عن أعمال تدمير في العاصمة منددة بـ "مثيري الاضطرابات"، حسب وصفها.

صمت من خامنئي وروحاني

ولم يعلق "المرشد الأعلى"، "آية الله علي خامنئي"، أو الرئيس حسن روحاني علناً على التظاهرات حتى الآن، رغم التأكيد الرسمي على سقوط قتيلين في المظاهرات.

وأعيد انتخاب روحاني في مايو/ أيار الماضي، وكان من أبرز وعود حملته الانتخابية تحسين الوضع الاقتصادي، ومنح حريات أكبر على الصعيد الاجتماعي والثقافي.

موقف أمريكا

وبعد ساعات من أول تصريح رسمي أمريكي على الاحتجاجات، جاء على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "هيذر نويرت"، علق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً مساء أمس السبت على التظاهرات في إيران، وقال إن الإيرانين يريدون التغيير، مؤكدا أن "الانظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد".

إلا أن وزارة الخارجية الايرانية انتقدت تصريحات سابقة لترامب مؤكدة أن الشعب الايراني لا يعلق أي "قيمة على تصريحات انتهازية".

وللمرة الأولى أمس السبت، تطرق التلفزيون الرسمي إلى الاحتجاجات الاجتماعية عارضاً مشاهد منها، ومعتبراً أن من الضروري الاستماع إلى "المطالب المشروعة" للسكان، لكنه ندد في الوقت نفسه بوسائل الإعلام والمجموعات "المعادية للثورة" المتمركزة في الخارج والتي تحاول استغلال هذه التجمعات، حسب وصفه.

وتزعم السلطات الإيرانية أن "غالبية المعلومات على شبكات التواصل الاجتماعي مصدرها السعودية أو مجموعات معارضة في أوروبا".

اقرأ أيضا: 




المصدر