ما هي أبرز السيناريوهات المحتملة للتصعيد في جنوب سوريا بعد خسارة "بيت جن"؟



السورية نت - ياسر العيسى

أمجد عساف – خاص السورية نت:

من الواضح أن الاتفاق الثلاثي بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن و الذي تم التوصل إليه في يوليو/ تموز الماضي لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا، لم يكبح جماح قوات نظام الأسد والميليشيات المساندة لها، من الاستمرار بعملياتهم العسكرية في تلك المنطقة.

بعد خسارة المعارضة المسلحة لآخر معاقلها في غوطة دمشق الغربية، وتحديداً في تجمع قرى بيت جن، أصبح اتفاق "خفض التصعيد" مهدداً بالانهيار الكامل، خصوصاً وأن تلك المنطقة التي سيطرت عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية بعد معارك استمرت أكثر من مئة يوم كانت ضمن اتفاق التهدئة.

ماذا بعد بيت جن؟

يقول مراقبون، بأن التصعيد العسكري من جهة نظام الأسد وحليفته إيران في الجنوب السوري، لن يقف عند حد السيطرة على تجمع قرى بيت جن، وإن كانت تلك المنطقة تمثل هدفاً استراتيجياً للنظام وحلفائه لناحية الوصول إلى الحدود مع الجولان المحتل وتأمين الحدود اللبنانية السورية.

وبرأي العديد من المراقبين للوضع الميداني، فإن هناك أهدافاً أخرى بأهميتها، وربما أكثر قد تدفع بالنظام والميليشيات المساندة له للقيام بعمليات عسكرية مشابهة بهدف السيطرة عليها .

تتوجه الأنظار بعد بيت جن جنوباً باتجاه القنيطرة المجاورة، ومنطقة مثلث الموت ومدينة درعا، والتي سبق للنظام وميليشيا "حزب الله" اللبناني استقدام تعزيزات عسكرية باتجاهها مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، ما يشير إلى نية محتملة للهجوم باتجاه مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في تلك المناطق .

السيناريو الأول:

تجمع قرى جباثا الخشب و طرنجة و أوفانيا و الحرية أقصى ريف القنيطرة الشمالي هي الهدف الأبرز باعتقاد العديد من المراقبين، نظراً لمحاذاتها للشريط الفاصل مع الجولان المحتل و ملاصقتها للبلدات الموالية للأسد من الطائفة الدرزية.

وفي حال تمكن النظام وميليشياته من السيطرة على قرية الحميدية المجاورة لمركز محافظة القنيطرة (مدينة البعث) ستكون تلك القرى و البلدات محاصرة تماماً، وربما تواجه مصيراً مشابهاً لما حلّ بتجمع قرى بيت جن إذا ما حدث ذلك .

السيناريو الثاني:

مثلث الموت (منطقة التقاء أرياف محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق الغربي)، تعتبر من الأهداف الإستراتيجية التي ربما يسعى النظام وميليشياته لبدء عملية عسكرية باتجاهها، بعد تعزيزات عسكرية استقدمها باتجاه تلك المنطقة خلال الأسابيع الماضية.

مصدر عسكري في المعارضة المسلحة قال لـ"السورية نت"، إن قوات الأسد و الميليشيات الإيرانية قد تهاجم منطقة مثلث الموت بهدف الوصول لتل الحارة الاستراتيجي في عمق المنطقة.

وأضاف أن هناك ثلاثة محاور متوقعة للهجوم، فالمحور الأول انطلاقاً من كتيبة المدفعية و بلدة جدية المجاورة لها باتجاه قرية زمرين، والتي تبعد مسافة 6 كم شرقي تل الحارة، بينما المحور الثاني قد يكون من مواقع النظام وميليشيا "حزب الله" في تل قرين و سرية جبيل باتجاه قرية كفر ناسج شمال شرق تل الحارة بنحو 13 كم، والمحور الثالث هو من سرية عيون العلق باتجاه قرية الطيحة شمال تل الحارة 11 كم.

وتابع: "فصائل الجيش الحر الموجودة في المنطقة، وبينها جيش الأبابيل تستعد لكافة السيناريوهات المحتملة في المنطقة، فالنظام وميليشياته لا يلتزمون بأي اتفاقات دولية.

في حال وصول النظام و الميليشيات لتل الحارة الذي يبلغ ارتفاعه نحو 1200 متر عن سطح البحر، فذلك يعني سيطرة نارية لتلك القوات على العديد من القرى و البلدات المجاورة في منطقة الجيدور في درعا، وأخرى في القنيطرة.

السيناريو الثالث:

من شمال درعا إلى ريفها الأوسط، حيث بلدة ابطع المحاذية لمدينة الشيخ مسكين المعقل الأكبر لميليشيا "حزب الله"، واللواء 313 التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، جبهة قد تعمد تلك الميليشيات لإشعالها بمساندة قوات النظام للسيطرة على بلدة إبطع والتمدد غرباً باتجاه قرية الشيخ سعد الملاصقة لمناطق سيطرة جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم "الدولة الإسلامية" غربي درعا، و هو أحد السيناريوهات التي تحدثت مصادر عسكرية في المعارضة المسلحة عنها في وقت سابق لـ"السورية نت"، والهدف هو التحام مناطق سيطرة "تنظيم الدولة" بمناطق سيطرة النظام لفصل ريف درعا الغربي و إعطاء مبرر لقوات الأسد للبدء بعمليات عسكرية واسعة في الريف الغربي بحجة وجود تنظيم الدولة هناك.

السيناريو الرابع:

مدينة درعا حيث آخر العمليات العسكرية التي نجحت المعارضة المسلحة خلالها بالسيطرة على حي المنشية قبيل إعلان اتفاق التهدئة الثلاثي في الجنوب.

ويرجح مراقبون، بأن جمرك درعا القديم على الحدود السورية - الأردنية هو الهدف الاستراتيجي الذي ربما تعمد قوات النظام و الميليشيات لشن عملية عسكرية في أحياء مدينة درعا بهدف الوصول إليه، وهذا ما ينبأ به التصعيد الأخير من قبل قوات النظام هناك بقصفها المتكرر للأحياء المحررة في المدينة بقذائف المدفعية الثقيلة وصواريخ الفيل والاسطوانات المتفجرة، والذي ازدادت نسبته خلال الأسبوعين الماضيين.

وفي حال سيطرة قوات الأسد على المعبر يكون قد فصل ريف درعا الغربي عن الشرقي.

سيناريوهات عديدة ربما تحمل في طياتها ما هو أسوأ للجنوب السوري، ليبقى سؤال من تواجد من المدنيين هناك، هو مدى قدرة فصائل المعارضة المسلحة على التصدي لتلك السيناريوهات في حال حدوثها، و مدى جدية الدول الراعية لاتفاق خفض التصعيد الثلاثي في لجم الأسد و حليفته إيران.

اقرأ أيضا: مكاسب مالية وسياسية وراء ترويج النظام لفتح معابر "إنسانية" جنوب سوريا




المصدر