استياء في مدينة المعضمية لفرض النظام قرار طلاء واجهات المحال بألوان علمه

3 يناير، 2018

سمارت ــ ريف دمشق

عبّر العديد من سكان مدينة معضمية الشام (10 كم غرب العاصمة السورية دمشق) عن استيائهم لفرض قوات النظام السوري مؤخرا قرار طلاء واجهات المحال التجارية بألوان علمه ( الأبيض والأسود والأحمر)، والذين استجابوا خوفا من ردة فعلها والعقوبات التي توعدت بها.

وجاء طلاء مئات الواجهات بعد تهديدات من “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام، والتي بدورها أخبرت “بلدية” المدينة بتعميم القرار، وإنذار المتخلفين عن تنفيذه بإغلاق محالهم بالشمع الأحمر وفرض عقوبات عليهم، ما دفع أصحاب المحال لشراء الطلاء اللازم على نفقاتهم الخاصة واستخدامه على واجهات المحال. 

ورغم حالة الغضب التي بدت على كثير من أصحاب المحال إلا أنهم لم يستطيعوا مخالفة القرار، واعتبر صاحب محل ألبسة يلقب نفسه “أبو خالد” (اسم مستعار) في حديث لـ”سمارت”، أنه يجدر على النظام القيام بأولويات كثيرة على الصعيد الخدمي في المدينة  قبل فرض مثل هذه القرارات، (..)  إزالة القمامة من الطرقات وصيانة الأرصفة وإعادة خدمة شبكة الاتصالات الأرضية والانترنت” وغيرها.

وشاركه الرأي صاحب أحد المحال التجارية لقب نفسه “أبو خالد” (اسم مستعار)، مضيفا “كان على النظام العمل على ملف إخراج معتقلي المدينة لديه، بدلا من فرض مثل هذه القرارات على أصحاب المحال لتظهر المدينة على أنها مؤيدة له”.

وقال أحد الناشطين في المنطقة فضل عدم كشف اسمه، إن “النظام يحاول جاهدا إظهار الأمر على أنه حملة عفوية أمام الرأي العام، تعبر عن الوفاء والولاء للوطن ورئيس النظام بشار الأسد، في وقت لا يخفى فيه على أحد أن جل من قام بذلك مجبر لا مخيّر”.

ولم تسجل أي حالة مخالفة لقرار النظام السوري بطلاء واجهة المحال، حيث اعتبر الكثير أن ذلك مصدر رزق لهم وتنفيذ مثل هذا القرار لن يؤثر على مدى تأييد أو مناهضة الأشخاص للنظام السوري.

وكانت “الفرقة الرابعة” أعادت نشر عناصرها في مدينة المعضمية ومحيطها، بعد نحو خمسة أشهر من خروج مقاتلي المدينة الرافضين لـ”التسوية” برفقة عائلاتهم إلى محافظة إدلب شمالي البلاد، بموجب اتفاق مع قوات النظام السوري التي حاصرت المدينة قبل ذلك ومنعت دخول المواد الغذائية ومقومات الحياة الأساسية لها.

وليست هذه المرة الأولى التي يفرض فيها النظام مثل هذا القرار على أصحاب المحال في المناطق الخاضعة لسيطرته، حيث فرض ذلك في آذار من العام 2014 على أحياء كثيرة من العاصمة السورية، والتي اصطبغت واجهات محالها في ذلك الحين بعلمه، دون أن يبدي أحد اعتراضه خوفا من عقوبات النظام المجحفة بحق السوريين.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

أمنة رياض