نزوح آلاف الأسر السورية من إدلب والقصف العنيف يستهدف مشفى لأطفال بمعرة النعمان



السورية نت - رغداء زيدان

لا يزال القتال متواصلاً بوتيرة عنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، على محاور في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، وترافقت الاشتباكات مع قصف مكثف من قوات النظام على مناطق سيطرة الفصائل، كما استهدفت الطائرات الحربية مناطق واسعة بريف إدلب، وسط أحوال جوية سيئة تشهدها المنطقة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان نفذت الطائرات الحربية ضربات استهدفت منطقة مشفى في مدينة معرة النعمان، ما أسفر عن أضرار مادية، حيث استهدفت الطائرات مناطق في محيط المشفى، ما أدى لاستشهاد شخص وسقوط عدد من الجرحى بينهم طبيب على الأقل.

ووفق المرصد فإن أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع نتيجة استهداف محيط المشفى المختص بالأمراض النسائية، والذي يتضمن قسماً يحوي على حواضن أطفال، حيث تسبب القصف بأضرار مادية كبيرة ضمن المشفى.

وفي السياق تواصل آلاف العائلات السورية نزوحها نحو المناطق الشمالية من محافظة إدلب، هرباً من هجمات نظام الأسد المدعوم من روسيا، وتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يتعاون مع النظام، على المنطقة.

ونزحت حوالي 12 ألف عائلة إلى المخيمات القريبة من الحدود التركية، خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب الهجمات المكثفة على الريفين الشمالي والشرقي لمحافظة حماة والريف الجنوبي لإدلب.

وتحاول العائلات النازحة إقامة خيام من الإمكانات البسيطة المتاحة لديها، من بينها الملابس، وتحرق بعض الأقمشة القديمة للتدفئة وسط البرد القارس الذي تشهده المنطقة كلها في الوقت الراهن.

وقال منسق الجمعيات الإغاثية المحلية بالمنطقة "محمد جفا"، إن 12 ألف عائلة نزحت خلال الفترة الأخيرة من الهجمات إلى 137 نقطة في إدلب، ولم تكن الجمعيات مستعدة.

وأضاف جفا: "الجمعيات الإغاثية لم تكن جاهزة لتلبية احتياجات آلاف العائلات النازحة، كذلك المساعدات المتوافرة لم تكن كافية، لا سيما الأغطية والمدافئ وأماكن الإيواء والمواد الغذائية وغيرها".

وأكد أن الأطفال هم الأكثر تضرراً من سوء الأوضاع ونقص مقومات الحياة في المنطقة، ويواجهون حالياً خطر التجمد، ومن ثم الموت جراء انعدام الطعام والأدوية وأماكن الإقامة الجيدة.

النازح السوري "محمد العطية" (34 عاماً)، قال: إنه اضطر إلى مغادرة بلدة "سنجار" جنوبي إدلب والنزوح إلى قرية "قاح" في الطرف الشمالي، والقريبة من الحدود التركية.

وأضاف العطية: "قتل شقيقي قبل 25 يوماً في سنجار بسبب القصف، واضطررت إلى المجيء لهذه المنطقة تاركاً جميع ذكرياتي ومنزلي هناك، ونتمنى انتهاء الهجمات والعودة مجدداً".

من جهتها، قالت النازحة السورية "منى الحسين" (40 عاماً): إنها فقدت أحد أطفالها في قصف للنظام على مكان إقامتهم جنوب إدلب، واضطرت مع بناتها للنزوح إلى الشمال".

تجدر الإشارة إلى أن محافظة إدلب السورية، هي إحدى مناطق خفض التوتر التي تم التوصل إليها في مباحثات أستانا في وقت سابق من العام الماضي، بضمانة من روسيا وإيران وتركيا.

اقرأ أيضا: الدفاع الروسية: سقوط مروحية في سوريا ومقتل طاقمها




المصدر