ازدحام على وسائل النقل العامة بمدينة حلب واستياء لعدم معالجة النظام للأمر



 

سمارت ــ حلب

تشهد مدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري ازدحاما شديدا على وسائل النقل العامة وسط استياء كبير لدى المواطنين من عدم تنفيذ النظام لوعوده المتكررة بتزويد المدينة بـ 100 حافلة نقل جديدة للقضاء على هذه الظاهرة التي تستهلك من وقت المواطنين وطاقتهم.

وبدأت هذه الظاهرة في المدينة منذ نحو شهر ونصف بسبب تعاقد العديد من سائقي الحافلات مع مدارس خاصة وجمعيات خيرية، وكذلك تفعيل خطوط جديدة في المدينة وسحب حافلات من الخطوط القديمة ونقلهم إليها.

ورغم ذلك الازدحام إلا أن الموظفين وطلاب المدارس والسكان لازالوا يستخدمون وسائل النقل العامة باعتبارها أقل تكلفة من وسائل النقل الخاصة والتي تضاعف أجرة الركوب فيها  بعض الأحيان (أجرة الركوب بالحافلات العامة 50 ليرة سورية والخاصة 100 ليرة)، كما تتجاوز الضعف أحيانا أخرى وفقا لحجم الازدحام، الذي يجبر البعض على ركوب الوسائل الخاصة بالأسعار المرتفعة.

ووصف طالب مدرسي "محمد" (اسم مستعار) بحديث لـ"سمارت" الخميس، عملية الركوب في وسائل النقل العامة بـ"قطرميز المخلل" نظرا لضخامة أعداد الناس في الحافلة الواحدة والتي تصل إلى 50 شخص في حافلة تستوعب 25 فقط، حيث يركب البعض واقفا على قدميه وملاصقا للشخص الذي بجانبه فيما يقف البعض بمحاذاة الباب الذي يبقى مفتوحا لإستوعاب هذه الأعداد الضخمة.

ووجد "محمد" أن الحل الوحيد أمامه لإيجاد مكان له في وسائل النقل الخروج قبل موعد الدوام بساعة، على الرغم من هدر الوقت الذي يحصل معه في طريق الذهاب والعودة، ولكن يبقى أفضل من عدم الركوب.

أما بعض الطلاب الجامعيين أشاروا لوجود شركة خاصة تسمى بـ"الحمود" قامت "بشراء الطريق من النظام الخاص لنقل المواطنين من حي الفردوس إلى الشعار واحتكرته وتعمل حاليا على شراء طريق آخر، ما يمنع الحافلات الخاصة بالعمل، ويجبر المواطنين على ركوب حافلات الشركة التي تعتبر سيئة ولا تتحرك قبل امتلائها بشكل كامل ووضع الناس فوق بعضهم البعض".

وكان النظام سيطر على مدينة حلب في 22 كانون الأول العام 2016 (باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة "الوحدات الكردية" وحي الراشدين بالجهة الغربية في المدينة والمسيطر عليه من قبل الفصائل)، بعد التوصل لاتفاق يقتضي بتهجير المقاتلين والمدنيين من الأحياء الشرقية، عقب حملة عسكرية للنظام بدعم من روسيا أسفرت عن مقتل وجرح الآلاف من المدنيين فضلاً عن دمار البنى التحتية.

ولا تعتبر مدينة حلب هي المنطقة الوحيدة الخاضعة لسيطرة النظام والتي تشهد مثل هذه الظاهرة، حيث تعاني الكثير من المناطق من ذلك، بسبب سحب الشركات الخاصة لبعض "باصاتها"، وخسارة عدد كبير منها نتيجة وجود المراكز الخاصة بهم في مناطق تشهد معارك، إضافة لاستخدام النظام بعض هذه "الباصات" لنقل قواته ضمن المناطق الخاضعة له وعمليات الدهم والاعتقال، وبات معتادا رؤية هذه الباصات تجوب شوارع المدن وفوهات سبطانات الأسلحة الرشاشة بارزة من نوافذها، فضلا عن استخدام النظام الحافلات في عمليات تهجيره لمقاتلي الفصائل وعائلاتهم من بعض المناطق إلى إدلب.

 




المصدر
أمنة رياض