معارضون إيرانيون: ما يحصل في إيران ثورة ضد الظلم والفقر



يرى كثير من المعارضين الإيرانيين والباحثين أن ما يحصل اليوم في إيران هو ثورة شعب في مواجهة الظلم والفقر، مؤكدين أن القمع لم يعد يُجدي في قمع ثورات الشعوب، ومعتبرين أن استمرار الثورة السورية هو الدليل.

يقول طارق الكعبي، أمين سر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز: إن “التظاهرات ستستمر بشكل أكبر، وهناك أخبار عن انشقاقات في صفوف الاحتلال الإيراني”، مشيرًا إلى أن “الأزمة كانت موجودة، قبل هذه التظاهرات، بين رموز الدولة، بسبب سيطرة (الحرس الثوري) على جميع مواقع الدولة، وأصبحت الخلافات تطفو على السطح في البرلمان الإيراني، على لسان مندوبين من الشعوب غير الفارسية”.

أضاف، في تصريحات لـ (جيرون)، أن “ما نشاهده اليوم من انتفاضة في عموم إيران ستنهي هذه الحقبة التي طالت 37 عامًا، من قمع واعتقالات وإعدامات وترهيب وتفريس”، مؤكدًا أن “الشعوب غير الفارسية تواقة للأخذ بزمام الأمور، وإعلان دولها المستقلة مثل الشعب الأحوازي الذي عانى أكثر من 92 عامًا عبر الاحتلال الظالم، والشعوب الأخرى كالشعب البلوشي والآذري والكردي، إضافة إلى الشعب الفارسي الذي يعدّ أقلية، ونسبته 30 بالمئة. هذه الشعوب مستمرة في المضي على طريق إنهاء هذه الحقبة”.

من جهة ثانية، قال محمود أحمد الأحوازي، رئيس جبهة الأحواز الديمقراطية، في تصريحات لـ (جيرون): إن ما يحصل اليوم في إيران هو “ثورة الشعوب بالدرجة الأولى؛ لأن الشعوب غير الفارسية تشكل أكثر من 70 بالمئة من المجتمع، وثورتهم مستمرة مسبقًا”، معقبًا أن “الدافع الذي أدخل الجميع، ودفعهم إلى الخروج، هو الأوضاع الاقتصادية المزرية، خصوصًا بعد ما أعلن روحاني ميزانية تقشف للعام الإيراني القادم، بعد 21 آذار/ مارس القادم، إذ أوقفت الميزانية المعونات المادية للفقراء، وهم 34 مليون من الشعب، وتمّ رفع سعر البنزين 200 بالمئة، وبعد بدء مناقشة الميزانية في البرلمان بأقل من أسبوع؛ نزل الناس إلى الساحات”.

يرى الأحوازي أن إيقاف الاحتجاجات بالقمع “غير ممكن بعد اليوم؛ هناك أكثر من 100 بلدة ومدينة شاركت، وطهران تشارك بقوة، حيث يسكن طهران 15 مليون نسمة، والمدن الكبرى مثل مشهد وقم التي هي رصيد رجال الدين خرجت منذ البداية ضد النظام، وأصفهان وشيراز وبندر عباس، وكلها مراكز محافظات كبرى”.

تابع: “من المؤكد أن للثورة السورية تأثيرًا فيها، وقد بيّنت الشعارات أن مشاركة إيران، في قمع الشعب السوري وتبديد الأموال لبقاء بشار، أعطت الانتفاضة المبررات القوية للتوسع ضد النظام، وفيما يخص علاقة الثوار الأحوازيين بالثوار السوريين، هي موجودة على نحو كبير على الساحة الدولية، لكن لا يوجد تعاون ميداني، حتى الآن، وسينصر الله الحق العربي على الباطل الصفوي”.

صلاح أبو شريف، أمين عام الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، أكد أن “الثورة الشعبية، في جغرافية إيران السياسية، هي ثورة ضد الظلم والديكتاتورية والاضطهاد الاقتصادي والسياسي للشعب الفارسي، وللشعوب غير الفارسية”.

وقال لـ (جيرون): “هذه الثورة تفجرت؛ بعد أن ثبت فشل سياسات النظام الحاكم في إيران، على كل المستويات: الداخلية، والإقليمية والدولية… هذا النظام لم يتمكن في الداخل من تلبية أي من المطالب الرئيسية للشعوب غير الفارسية، وما زال يضطهدهم، ويحرمهم حقوقهم الإنسانية”.

أشار أيضًا إلى أن “هناك ربطًا واضحًا، بين الثورة السورية والثورة الإيرانية؛ الثورتان تبحثان عن الكرامة والحرية والحقوق المدنية والإنسانية، وكان للثورة السورية دور مهم في ما يجري في جغرافية إيران السياسية، بسبب إطالة الثورة التي أوضحت الوجه الحقيقي للنظام الإرهابي التوسعي الإيراني، وسياساته التوسعية”.

أضاف: “كما أن الثورة السورية أنهكت الاقتصاد الإيراني، بسبب تمويل الدولة الإيرانية لنظام بشار الأسد، وكل الميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية، كما هو الحال في حربها في العراق واليمن. إننا نعتقد أن الثورة ستستمر، وأنها ستنتصر، وأن القمع الإيراني لا يوقفها، ونتائجه تختلف تمامًا عما جرى للثورة السورية، حيث إن تدخل التطرف الديني بكل أشكاله والتدخل الأجنبي السلبي في الثورة السورية أدى إلى انحرافها عن مسارها الوطني الإنساني”.

الباحث في الشؤون الإيرانية جعفر الهاشمي يرى أن “طبيعة مكونات المحتجين وانتشارها الجغرافي وتنوع نسيجها وشعاراتها تدلل على أنها انبثقت من قاع مختلف المجتمعات، بتنوعها الإثني والطبقي والديني”، وأضاف خلال حديثه مع (جيرون): “وعليه؛ فهي ليست ثورة شعب أو عرق أو طائفة بحد ذاتها، واستمرارها مرهون بعوامل عدة دولية ومحلية، ويبقى تقييم الاستمرار أمرًا معقدًا، بتعقيد الواقع السياسي الاجتماعي في إيران”.

كما عبّر عن اعتقاده بأن هذه الاحتجاجات سببها “رغبة المجتمع الحقيقية في الخلاص من النظام، وتبقى المطالبات الاقتصادية متنفسًا، أراد المحتجون من خلاله أن يحشدوا الجماهير لانطلاق احتجاجاتهم. وتتماثل الانتفاضة الإيرانية بأخواتها العربية من حيث الغاية، وهي التخلص من الدكتاتورية، وتغيير النظام المستبد إلى نظام وطني مسؤول تجاه مواطنيه”.


أحمد مظهر سعدو


المصدر
جيرون