المعارضة السورية تكثف لقاءاتها لمناهضة سوتشي



تعقد المعارضة السورية عدة اجتماعات، في إطار جولتها التي بدأت من عمان، وتستمر في عدة دول أوروبية، وذلك في إطار سعي المعارضة إلى حشد موقف دولي، يرفض مؤتمر سوتشي، ويؤكد على أن الحل السياسي في سورية يخرج من أروقة الأمم المتحدة، لا من دولة يسيل من يديها دم الشعب السوري، وفق ما أفاد مصدر معارض.

يقول عضو الهيئة السياسية في الائتلاف يحيى مكتبي: إن الجولة التي يقوم بها وفد المعارضة المفاوض هي “مهمة؛ حيث كان هناك لقاء مع وزير الخارجية التركي، ووزيري الخارجية الأردني والمصري، كما كان هنالك لقاء مع السفير الأميركي مايكل راتني في عمان، وسيكون هناك عدة اجتماعات في برلين ولندن”.

وأوضح في تصريحات لـ (جيرون) أن “الملفات التي يحملها الوفد هي عملية التفاوض، والتركيز على القرارات الدولية، وبخاصة بيان (جنيف 1) والقراران 2118 و2254، وبالتأكيد سيكون هناك مطالبة من الأشقاء والأصدقاء، من أجل دفع العملية السياسية التي عرقلها نظام الإجرام في دمشق ومن ورائه إيران وروسيا”.

أضاف مكتبي أنه سيتم “تبادل الآراء حول العملية التفاوضية، وحول أنجع السبل من أجل الضغط على الأسد وداعميه -ولا سيّما الروسي- من أجل تحريك الملف السياسي، وعدم سحب البساط من تحت مظلة الأمم المتحدة، كما يحدث الآن بخصوص مؤتمر سوتشي”.

مصدر معارض، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ (جيرون): إن الجولة التي يقوم بها وفد المعارضة السورية هي في إطار جس نبض الدول المعنية في الملف السوري، حيال مؤتمر سوتشي، ومحاولة التأكيد عليها أن هذا المؤتمر ما هو إلا فخّ روسي للملف السوري”، موضحًا: “بالتأكيد الدول تعلم ذلك، لكن ما نحتاج إليه اليوم هو تأكيدات منها بأنها ستدعم وجهة نظرنا المناهضة للمؤتمر”.

أضاف: “الصمت الدولي حيال هذا المؤتمر خلق فوضى مناخية في أوساط المعارضة، كما أن تأخر موقف الهيئة الصريح حياله يمكن قراءته في جانبين: الأول الخلاف الداخلي للهيئة، والثاني انتظار الهيئة تأكيدات دولية داعمة لموقف غالبيتها التي تريد مقاطعة المؤتمر”.

وتابع: “المعارضة لا تؤمن بأن سوتشي هو مكان يحمل مناخًا ملائمًا للحل السوري، كيف، وهي مدينة في دولةٍ قتلت الآلاف من الشعب السوري لحماية نظام الأسد! هل نتوقع من دولة تبذل كل ما بوسعها لتثبيت نظام الأسد، أن تحمل بذور حلٍّ يُرضي طموح الشعب السوري!”.

حول ذلك، قال مكتبي: “نحن أمام مؤتمرٍ، ربما يكون المحطة الأخيرة على طريق إعادة تأهيل نظام الأسد، وتوليف ما يمكن أن يسمى الحل السياسي وفق الرؤية الروسية.. روسيا تريد سحب ملفين مهمين من الملفات، هما في صلب العملية التفاوضية: (الدستور والانتخابات)”، وأضاف أن موسكو “تريد أن تشكل هيئة تأسيسية من هذه المظاهرة (المؤتمر) من أجل كتابة الدستور، هذه القضية السيادية الخطيرة جدًا في مستقبل أي بلد من البلدان”، وأشار إلى أن موسكو تسعى إلى “توليف حل مشوّه للمشهد في سورية، وهذا لن يؤدي إلى أي استقرار أو بناء دولة ديمقراطية تعددية، في ظل بقاء بشار الأسد وأركان حكمه الإجرامي”.

أكد مكتبي أن المعارضة ليس لديها شروط لحضور المؤتمر، وقال: “نحن بحاجة إلى أن يكون هناك مكان محايد -ليس سوتشي- ليُعقد فيه مؤتمر يساعد على تحريك الملف السياسي، يجب أن يكون واضحًا من هم المدعوون ومن يمثلون: هل هم حقيقةً قوى معارضة أم أنهم كيانات شبيهة بالنظام؟”.

كما شدد على أن “الميدان الحقيقي للعملية السياسية هو جنيف، وإخراجها من تحت مظلة الأمم المتحدة له مخاطر كبيرة، سواء على العملية التفاوضية أو على النتائج التي يجب أن تكون، والمتمثلة بتطبيق القرارات الدولية، وبخاصة بيان جنيف والقراران (2118 و2254)”.


صبحي فرنجية


المصدر
جيرون