ناشطون: معارك الغوطة درس للروس والنظام



يرى ناشطون ومعارضون أن للتطورات الميدانية في محيط دمشق الشرقي (إدارة المركبات) عدةَ دلالات، لعل أبرزها أن المعارضة تريد أن توصل رسائل إلى موسكو بأنها “لن تذعن أو تستسلم”، فضلًا عن تلقين النظام درسًا على خروقاته لاتفاق خفض التصعيد الذي ينتهكه باستمرار، أمام أعين الضامنين.

يقول الناشط سعيد الشاذلي، من دوما: إن “الفصائل العسكرية المشاركة هي (أحرار الشام) و(فجر الأمة)، و(هيئة تحرير الشام)، ومتطوعون من تشكيلات عسكرية متوقفون عن العمل، وكذلك أفراد من (فيلق الرحمن)، و(جيش الإسلام)، حسب ما علمنا من المسؤول الإعلامي لمعركة (بأنهم ظلموا)”، مضيفًا في حديث لـ(جيرون): “لعل المرحلة الأولى من المعركة قد حققت أهدافها، حيث تم تحرير حوالي 70 بالمئة من كتل الأبنية داخل إدارة المركبات، ومن ثم الالتفاف حول السور”.

أشار أيضًا إلى أن “هذه المعركة أتت، بعد تسريب من قيادة جيش النظام بأنه ينوي فصل الغوطة الشرقية عن إدارة المركبات، حرستا، مسرابا، عب دوما، فوج النقل، شيفونية، ضواهرة… وقد تم كشف خطة النظام في بناء قيادة المركبات. وبعد أن انتهت المرحلة الأولى؛ شارك الفيلق (فيلق الرحمن) باليوم العاشر”.

أوضح: “المرحلة الثانية بدأت يوم الجمعة الماضية، وتم الإعداد لها بشكل جيد، وهدفها الالتفاف خلف خطوط قوات النظام، والاستيلاء على المواقع المهمة، وقطع طرقات الإمداد، وإطباق الحصار على إدارة المركبات، وكانت المفاجأة أنه لا توجد قوات لجيش النظام، ولم يكونوا يتوقعون الهجوم، من جهة العجمي والفرن الآلي… وقد وصلت قوات المعارضة إلى أسوار المحافظة ومديرية الخدمات، والجنائية، وكراج الحجز، وتم فتح طريق حرستا دوما، وحرستا عربين (خلف الفرن الآلي)، وما زال التقدم مستمرًا، وتم حصار ضباط وجنود في بعض كتل الأبنية داخل الإدارة، والعمل جار على استكمال تحريرها”.

من جهة ثانية، قالت الناشطة سميرة خربوطلي، من الغوطة الشرقية، لـ (جيرون): “من أسباب التقدم، خلق ورقة ضغط جديدة على مؤتمر سوتشي، وللإيحاء بأنه ما زالت هناك معارضة مسلحة قادرة على فتح جبهة قتال ضد النظام، وأيضًا لإيقاف خطة النظام التي كانت تقضي وصل إدارة المركبات بحرستا، وفوج الشيفونية، ولرفع معنويات أهالي الغوطة”.

عقّبت: “بالنسبة للاستمرار في هذا التقدم، أصبحنا نتوجس خيفة من أي معركة، ودائمًا شعور الفرح لدينا، بما يحرزه المجاهدون من تقدم على الجبهات، ممزوج بالخوف، من تسليم بعض المناطق بعد الانسحاب التكتيكي منها، ونسأل الله السلامة واللطف، وأن يحمي مجاهدينا على الجبهات، وينصرهم على أعدائهم”.

في الشأن ذاته، قال المعارض السوري من ريف دمشق عبد الباسط حمودة: إن هذه “لم تكن المرة الأولى التي تتصاعد فيها التطورات، ولن تكون الأخيرة؛ إذ إن محاولات المحتل الروسي للدفع باتجاه فرض سوتشي على فصائل ترفضه، مع إجماع الطيف السياسي المعارض الذي يرفض هذا الكرنفال الخياني المرتقب، أدت إلى المواجهة بهذا المستوى، خلال الأيام الماضية”.

أضاف لـ (جيرون): “نظام الشبيحة في مأزق، بخاصة مع تداعيات انتفاضة الشعب الإيراني على طغمة الملالي، وكذلك بوتين ونظامه المافيوي أيضًا في مأزق كبير، بعد إعلانه الكاذب عن نهاية الحرب في سورية، وأن السلام قد بدأ”.

تابع: “بين هذا وذاك، إضافة إلى الخلاف الروسي-التركي الذي لا تخطئه العين، مع الضربات العسكرية الموجعة في وكر حميميم، والصفعة الاقتصادية من أكبر داعم مالي للترسانة العسكرية الروسية وهو (ألفا بنك) الروسي، وتخليه عن استمرار التغطية المالية…  كل ذلك أدى إلى عض الأصابع في الغوطة الشرقية، والذي انعكس سلبًا على نظام الشبيحة وداعمه الروسي أولًا، وعلى باقي المرتزقة ثانيًا، أعتقد أن التقدم سيستمر بشدة أكبر، خصوصًا مع تطيير سوتشي المتوقع، وألا يستفيد منه بوتين بجولة الانتخابات الرئاسية القادمة، في آذار المقبل”.


أحمد مظهر سعدو


المصدر
جيرون