واشنطن تجمد جزءًا من تمويل “أونروا”



جمّدت الولايات المتحدة الأميركية، يوم أمس الجمعة، تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين (أونروا)، بمبلغ قدره “125 مليون دولار أميركي”، وهو جزء من التمويل الذي تقدمه الولايات المتحدة للوكالة.

ذكرت (رويترز)، اليوم السبت، أن هذا التجميد يأتي بعد أيام من “تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بوقف تقديم مساعدات للفلسطينيين في المستقبل”، وقد تقرر تجميد هذا المبلغ، حتى تتمّ “مراجعة المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية”، كما طلب ترامب.

قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية: لم يتم “اتخاذ قرار” بشأن التمويل، وأوضح أن عدم تقديم المبلغ حتى الآن لا يعني “تعليقه أو إلغاءه”، وأكد أن “المداولات جارية بشأنه، وستبقى حتى منتصف كانون الثاني/ يناير الجاري، لاتخاذ قرار نهائي”، ووصف التقارير التي تكلمت عن إلغاء تقديم المبلغ بأنها “مضللة”.

يشار إلى أن المبلغ المذكور كان من المقرر تسليمه، في الأول من كانون الثاني/ يناير الجاري، وهو يمثل نحو “ثلث المبلغ الكلي” الذي تقدمه الولايات المتحدة للوكالة، حيث تعد الولايات المتحدة أكبر مانح للوكالة، وكانت قد تعهدت بدفع نحو “370 مليون دولار”، منذ بداية عام 2016.

المتحدث باسم (أونروا) كريس جونيس أكد من جانبه أن الوكالة لم تُبلغ حتى الآن “بشكل مباشر، بقرار رسمي بأي حال من الإدارة الأميركية”، حول تجميد أو إلغاء الدعم.

وكان ترامب قد اتهم، يوم الثلاثاء الماضي، الفلسطينيين بأنهم “لا يريدون التفاوض على اتفاقية سلام طال تأخرها مع (إسرائيل)”، وأضاف: “ندفع مئات الملايين من الدولارات سنويًا، ولا نحصل على أي تقدير أو احترام، وفي ضوء أن الفلسطينيين لم يعودوا مستعدين للمشاركة في محادثات سلام، فلماذا نقدم أيًا من تلك المدفوعات الكبيرة لهم في المستقبل”.

جاء حديث ترامب وتهديده بوقف الدعم عن الفلسطينيين، بعد الاحتجاجات التي أعقبت قراره نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس، الذي أدى إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار مقابل، لا يعترف بقرار ترامب.

المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي قالت: إن “الرئيس ترامب سيوقف الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى (أونروا)، وذلك حتى يعود الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات”، وأضافت أن “الولايات المتحدة هي إحدى الدول الكبرى التي تمول وكالة (أونروا) بمبلغ يقدر بـ 300 مليون دولار سنويًا”، وألمحت إلى أن استمرار هذا التمويل “ليس مضمونًا”.

وكانت السلطة الفلسطينية قد وصفت واشنطن، عقب القرار الذي أطلقه ترامب في 6 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، باعتبار القدس عاصمة لـ (إسرائيل)، بأنها “لم تعد وسيطًا نزيهًا أو مقبولًا للسلام”.

يشار إلى أن (المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية) أعلن أنه سيجتمع، في 14 و15 كانون الثاني/ يناير الجاري، لبحث إمكانية إلغاء اتفاقية (أوسلو)، وسحب الاعتراف الفلسطيني بـ (إسرائيل). ح.ق


جيرون


المصدر
جيرون