تقرير عن شهر كانون الأول/ ديسمبر 2017



المحتويات

أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات الشهر

ثانيًا: الضحايا

بيانات عن ضحايا الشهر بيانات مقارنة أخبار عن الضحايا

ثالثًا: التغييب القسري

بيانات عن التغييب القسري لهذه المدة بيانات مقارنة أخبار عن التغييب القسري

رابعًا: النزوح واللجوء والجاليات

أخبار عن النزوح أخبار عن اللجوء والجاليات

خامسًا: المشهد الميداني

تطورات المشهد الميداني في المناطق الساخنة خرائط السيطرة والنفوذ

سادسًا: المستجدات على مستوى النظام وحلفائه ومناطق سيطرته

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

سابعًا: المستجدات على مستوى المعارضة السورية ومناطق سيطرتها

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

ثامنًا: المستجدات على مستوى القوى الكردية ومناطق سيطرتها

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى

تاسعًا: المستجدات على مستوى العملية السياسية

عام مسار جنيف مسار آستانة مؤتمر سوتشي

عاشرًا: المستجدات في مواقف وسياسات القوى الإقليمية والدولية المؤثرة

الولايات المتحدة الأميركية روسيا الاتحادية دول الاتحاد الأوروبي الدول العربية إيران تركيا إسرائيل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والمنظمات ذات الصلة أخرى

حادي عشر: إطلالة على الإعلامين العربي والدولي تجاه سورية

ثاني عشر: تقدير موقف وتوقعات حول أهم المستجدات السياسية والعسكرية

أولًا: نظرة عامة إلى أهم مجريات الشهر

1461 قتيلًا سقطوا على التراب السوري في الشهر الأخير من العام 2017. نسبة المدنيين منهم 32 بالمئة، والأطفال 7 بالمئة، والنساء 6 بالمئة.

أسهمت المعارك الأرضية والقصف بمقتل 58 بالمئة من الضحايا، بينما كان نصيب سلاح الجو 32 بالمئة، والمفخخات والألغام 7 بالمئة، وهذه النسبة الأخيرة مرتفعة جدًا وغير طبيعية، فإذا عدنا إلى التفاصيل نجد أن 50 بالمئة من ضحايا الألغام سقطوا في الرقة، و20 بالمئة في دير الزور، حيث تركت داعش وراءها آلاف الألغام التي تحصد المدنيين يوميًّا، على الرغم من الجهد الكبير الذي بذل من قبل فرق مكافحة الألغام بعد انحسار داعش عن المنطقة.

50 بالمئة من القتلى سقطوا في دير الزور لوحدها، بسبب الحرب على داعش، على الرغم من تقلص المعارك واقتصارها على أماكن سيطرة التنظيم التي تقلصت أيضًا إلى ما دون 3 بالمئة من مساحة الجغرافيا السورية. تأتي حماة في المرتبة الثانية حيث سقط على ترابها 263 قتيلًا (18 بالمئة) وهذا بحكم المعارك الدائرة في ريفها الشمالي الشرقي بين قوات النظام والميليشيا المحاربة معها مدعومة بالطيران الروسي من جانب، وهيئة تحرير الشام والفصائل الإسلامية المحاربة معها من جانب آخر. وهذه المعارك تمتد إلى ريف إدلب الجنوبي الشرقي، لذلك احتلت إدلب المرتبة الثالثة في عدد الضحايا (191 قتيلًا). أما ضحايا ريف دمشق البالغ عددهم 128 قتيلًا، فقد سقط معظمهم في الغوطة الشرقية حيث المعارك مستمرة وطائرات النظام لا تكاد تغادر سماء المنطقة.

يأخذنا ملف الضحايا إلى المشهد الميداني، ونبدأ بالحرب على داعش التي تضع أوزارها، والتي كلفت السوريين أثمانًا باهظة من دمائهم ومن كرامتهم (النزوح والتشرد) ومن عمرانهم، وها هي الشبكة السورية لحقوق الإنسان تشير في تقرير لها أن كلفة معركة طرد داعش من الرقة فقط التي دامت 11 شهرًا تقدر بـ 2371 قتيلًا مدنيًا، بينهم 562 طفلًا و346 إمرأة، إضافة إلى تشريد 450 ألف شخص. أما كلفة العملية المماثلة لتحرير جزء من مدينة البوكمال شرق دير الزور، والتي استغرقت بضعة أسابيع فقط، فكانت 411 قتيلًا مدنيًا، بينهم 124 طفلًا، وتسببت بتشريد 200 ألف شخص.

على الأرض، بقيت بضع قرى وبلدات بيد التنظيم ولا يتجاوز عددها عشر قرى، بمساحة لا تتجاوز 3 بالمئة، كما أشرنا أعلاه، وتقلص عدد مقاتليه إلى أقل من 1000 مقاتل بحسب قيادة التحالف الدولي الذي يحارب التنظيم.

الروس لم ينتظروا انتهاء المعارك وإنهاء وجود التنظيم على الأرض، فأعلنوا انتهاء المعارك، وهزيمة التنظيم قبل أوانها، وبدؤوا يتحدثون عن المرحلة التالية (تدمير جبهة النصرة).

عناصر التنظيم معظمهم اختفوا عن الأنظار بطريقة وبأخرى، ويكشف المتحدث باسم التحالف الدولي عن وصول مئات منهم إلى مناطق قرب دمشق مرورًا بمناطق سيطرة النظام، وأخبار أخرى عن تسهيل وصول المئات أيضًا إلى مناطق في ريف حماة الشمالي، وجيش إدلب الحر يقول إن روسيا وقوات النظام تمهدان عبر عملياتهما العسكرية من أجل تقدم التنظيم داخل الحدود الإدارية لإدلب.

في ريف حماة الشمالي الشرقي، وريف إدلب الجنوبي الشرقي، وهي منطقة ساخنة أخرى هذه الأيام، تجري معارك حامية بين جيش النظام وحلفائه من جهة، وهيئة تحرير الشام وبعض الفصائل المتحالفة معها من جهة أخرى. وقد أوكل النظام قيادة هذه المعركة إلى العميد سهيل الحسن الملقب بـ “النمر”. وقد ارتكبت الطائرات الحربية الروسية والسورية مجازر عدة في المنطقة، منها مجزرة في “خان شيخون” راح ضحيتها عشرة أشخاص كلهم من النساء والأطفال، وأخرى في “معرة شورين” راح ضحيتها 19 شخصًا معظمهم من النساء والأطفال. وقد حققت قوات النظام تقدمًا مهمًّا في المنطقة، وبسطت سيطرتها على حوالى 40 قرية. وقد تمكنت المعارضة المسلحة إسقاطَ طائرة حربية قتل أحد طياريها.

في الغوطة الشرقية، وهي منطقة خفض تصعيد بضمانة روسيا، لا تهدأ المعارك، ولا يتوقف الطيران عن القصف، ولا تتوقف البراميل عن النزول على بيوت العباد ورؤوسهم، يضاف ذلك إلى الحصار المحكم، لتتحول حياة 400 ألف شخص إلى جحيم، وها هي منظمة “هيومن رايتس ووتش” تتحدث في تقرير لها عن مئات الغارات الجوية التي يشنها النظام وأودت بحياة المئات من المدنيين، وعن حصار المنطقة ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول، ومنع المرضى من المغادرة، ما تعده المنظمة انتهاكًا لقوانين الحرب. أما اليونيسيف فتتحدث في بيان لها عن موت الأطفال بسبب الحصار، وعن حاجة المئات من الأطفال إلى الإجلاء الطبي الفوري، ويشير البيان إلى غلق المدارس بسبب غزارة القصف.

في ريف دمشق الجنوبي الغربي، تنتهي المعارك العنيفة على المنطقة الصغيرة المحاصرة منذ أربع سنوات، إلى تسوية بين النظام وحلفائه، وهيئة تحرير الشام وحلفائها؛ إلى خروج المقاتلين وعائلاتهم إلى إدلب ودرعا، وسيطرة النظام على المنطقة كاملها.

نترك تفاصيل كثيرة في الشأن الميداني وشؤون أُخَرٍ للوصول إلى ملف العملية السياسية الذي كان عامرًا هذا الشهر، وعلى مساراته الثلاثة؛ جنيف، وآستانة، وسوتشي.

ففي جنيف انتهت الجولة الثامنة من (المفاوضات) إلى لا شيء، بل لم تحصل أي مفاوضات أصلًا، حيث استمر وفد النظام برفضه التعاطي المباشر وغير المباشر مع وفد هيئة المفاوضات بذريعة بيان الرياض 2 الذي يتحدث عن رحيل الأسد، وأصر الوفد، كما في المرات السابقات، على مناقشة ملف مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار، ما اضطر ديمستورا إلى إعلان فشل الجولة، وتحميل النظام مسؤولية ذلك الفشل.

وفي آستانة، جرت جولة جديدة من المباحثات في 21 – 22 من هذا الشهر، وقاد وفد الفصائل الدكتور أحمد طعمة، الذي تم تعيينه رئيسًا للوفد قبيل الجولة على الرغم من عدم صلته بالشأن العسكري. وبُحثت في هذه قضية إطلاق سراح المعتقلين، وتثبيت وقف إطلاق النار، ورفع الحصار، وتوصيل المساعدات. وانتهت جولة المباحثات هذه باتفاق الدول الضامنات على تشكيل مجموعة عمل من أجل المعتقلين، وقد عد وفد المعارضة ذلك خطوة مهمة باتجاه إطلاق سراح المعتقلين.

أما مؤتمر سوتشي الذي سيعقد يومي 29 – 30 كانون الثاني 2018، فقد حاز على اهتمام الجميع بوصفه الحدث الأبرز والأكثر تأثيرًا وحساسية في الساحة السياسية.

الهدف المعلن للمؤتمر الذي أطلق عليه “المؤتمر السوري للحوار الوطني” بحسب وزير الخارجية الروسي هو إعداد دستور جديد، وتنظيم انتخابات عامة برعاية الأمم المتحدة. أما الهدف غير المعلن بحسب السياسيين والمحللين والمطلعين معظمهم فهو تقويض مسار جنيف الأممي، وأسسه القانونية (بيان جنيف1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254 وغيرهما) وخلق شرعية جديدة ناجمة عن مؤتمر (وطني) بين سوريين يختارهم الروسيون الذين يشرفون أيضًا على إدارة المؤتمر وتوجيهه وفق مصالحهم ومصالح ربيبهم بشار الأسد، بمساعدة الأتراك والإيرانيين.

المعارضة السورية معظمها بتلويناتها المختلفة استشعرت خطر سوتشي، وبدأت الحركة على كل المستويات لإحباطه، وها هو المجلس الإسلامي السوري يعلن رفضه المؤتمر، وإدانته من سيحضر، كذلك فعلت أربعون جماعة سورية معارضة، من بينها فصائل عسكرية، وكذلك الهيئات السياسية في الداخل السوري، والمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية، وجماعة الإخوان المسلمين أيضًا، والحركة السياسية النسوية السورية، إضافة إلى الآلاف من السياسيين والمثقفين والناشطين عبر بيانات ونشاطات مختلفة، ما يجعل موقف من يفكر بالحضور ضعيفًا.

يبدو أن لسوتشي وجه مشرق، حيث استطاع توحيد صفوف المعارضة كما لم يفعل حدث آخر على مدار السنوات السبع السابقات.

اضغط هنا لتحميل الملف


مركز حرمون للدراسات المعاصرة


المصدر
جيرون