كيلومترات قليلة تبعده عن المطار.. النظام يقترب من أبو الظهور بريف إدلب وطائراته تجبر آلاف المدنيين على النزوح



السورية نت - شادي السيد

تواصل قوات نظام بشار الأسد والميليشيات الموالية لها بدعم روسي تقدمها في ريف إدلب الجنوبي وتقترب أكثر من مطار أبو الظهور العسكري، في ظل قصف مدفعي وغارات من الطيران الحربي والمروحي أدى لنزوح عشرات الآلاف من المدنيين.

وتدور منذ 25 كانون الأول/ديسمبر معارك عنيفة بين قوات النظام من جهة و"هيئة تحرير الشام" وفصائل مقاتلة أخرى من جهة ثانية أثر هجوم واسع للنظام يهدف من خلاله للسيطرة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي وتأمين طريق استراتيجي محاذ يربط مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، بدمشق.

الزحف نحو أبو الظهور

وتمكنت قوات النظام اليوم من السيطرة على قرى "خيارة، عجاز، الصيادي وشعرة العجائز" بريف إدلب الجنوبي الشرقي، إضافة إلى بلدة كراتين والتي لم تدخلها حتى لحظة إعداد هذا التقرير إلا أنها تعتبر ساقطة ناريا.

وتمكنت قوات النظام من تطويق بلدة سنجار أحد أبرز بلدات الريف الإدلبي الجنوبي الشرقي والتي باتت هي الأخرى محاصرة ناريا.

ويزحف النظام باتجاه مطار أبو الظهور حيث بات يبعد عن المدينة 8 كم، و10 كم عن مطارها.

يذكر أن "هيئة تحرير الشام" سيطرت في أيلول/سبتمبر لعام 2015 على مطار أبو الضهور العسكري بعد حصاره نحو عامين.

وكان المطار يُشكل وقتها آخر مركز عسكري لقوات النظام في محافظة ادلب. ومنذ سيطرة الفصائل عليه، بات وجود قوات النظام يقتصر على ميليشيات موالين لها في بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين.

ومنذ 25 كانون الأول/ديسمبر، سيطرت قوات النظام، وفق "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، على "60 قرية وبلدة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي".

وتسيطر "تحرير الشام" منذ أشهر على الجزء الأكبر من محافظة ادلب، فيما يقتصر وجود الفصائل المقاتلة على مناطق أخرى محدودة.

وعقدت " تحرير الشام" اجتماعاً "طارئاً للمجلس العسكري" بحضور قائدها أبو محمد الجولاني، وفق ما نقل حساب الهيئة الرسمي اليوم الأحد على "تلغرام".

وأصدرت الهيئة بياناً قالت فيه "قد كنا حذرنا من قبل من حملة قريبة للنظام المجرم، وهو أمر متوقع خصوصاً بعد انتهائه من معارك البوكمال والشرقية"، مضيفة "لن تكون حملة نظام الإجرام تلك نزهة سهلة" رغم أنها اقرت بسيطرة قوات النظام على بعض القرى.

قصف ونزوح

وكثفت طائرات النظام المروحية وأخرى حربية روسية قصفها على بلدات بريف إدلب حيث وثق ناشطون وصفحات إعلامية، عشرات الغارات بالصواريخ الحربية والبراميل المتفجرة منذ صباح اليوم.

وأفاد ناشطون عن سقوط شهداء وعدد كبير من الجرحى نتيجة تلك الغارات، حيث تركزت على بلدات أبو الظهور والغدفة وجرجناز، كما تعرضت مخيمات للنازحين لقصف مماثل.

وأجبر القصف العنيف مئات العائلات لترك منازلها واللجوء إلى ملاذ آمن، حيث شهدت الساعات القليلة الماضية نزوح الآلاف باتجاه قرى ريف إدلب والمخيمات الحدودية مع تركيا.

ويأتي تحرك قوات النظام باتجاه ادلب، بعد انتهائها من آخر أكبر المعارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق.

وتشكل محافظة ادلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق "خفض التصعيد" الذي تم التوصل اليه في أيار/مايو في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي نظام الأسد، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق عملياً في إدلب في أيلول/سبتمبر الماضي.

اقرأ أيضا: مصدر إحراج وعبء على الأسد.. الغوطة الشرقية الخاصرة الرخوة للنظام.. فهل يلجأ إلى حسم عسكري؟


المصدر