الصراع داخل نظام الأسد يتكشف على سطح الإعلام

نفّذ عماد سارة (وزير إعلام نظام الأسد) تغييرات دراماتيكية، قبل أن يُتمّ الأسبوع الأول من تعيينه، ولم ينتظر تعيين مدير عام جديد لهيئة الإذاعة والتلفزيون، ليصدر قراراته.

وقّع سارة بالقلمين: الأزرق والأخضر، على قراراته التي أصدرها، الأحد الماضي، بتغييرات في هيئة الإذاعة والتلفزيون، فمرة وقّع بصفته مديرًا عامًا، ومرة أخرى بصفته وزيرًا، بعد أن وافق لنفسه على مقترح تعيين مدير للتشغيل الإذاعي، وكذلك على مقترح تعيين مدير لإذاعة “صوت الشباب”، ومقترح تعيين مدير للإذاعة، ومقترح تعيين مدير لإذاعة (سوريانا).

طالت القرارات التي أصدرها سارة تغييرات في الإذاعة السورية، وتضمنت في أغلبها إبعاد شخصيات إعلامية عن مناصبها، كالمذيعة “سلوى الصاري” التي حلت بدلًا منها المذيعة “عائشة الخراط”، ونقل “وضاح الخاطر” من إدارة قناة (سوريانا) إلى رئاسة وحدة الرصد في الإذاعة، وتعيين “مضر مسعود” بديلًا له. وكلف سارة المذيع “معن الجمعات”، برئاسة دائرة المذيعين في إذاعة دمشق، وكلّف المذيعة “ثناء عباس” بتسيير أمور إذاعة دمشق، في حال غياب الأصيل، كما كلف “هشام عمران” بتسيير أمور الإذاعة، في حال غياب مدير الإذاعة “نايف عبيدات” على وجه قانوني، وكلّف سارة “عاصم حسن” مديرًا للتشغيل الإذاعي، وعيّن “أحمد يوسف” مديرًا لأخبار الإذاعة.

تكشف القرارات السريعة والتغييرات الدراماتيكية لوزير الإعلام الجديد حجمَ الصراع، داخل قوى نظام الأسد، مع الهدوء النسبي على الجبهات، فوزير الإعلام الجديد ما يزال يشغل منصب المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري. وكان وزير الإعلام السابق المهندس رامز ترجمان قد أمر بإعفائه من منصبه، قبل أن يجبر على العودة عن قراره، لأسباب تشير بوضوح إلى عمق الصراع، داخل مؤسسات نظام الأسد.

تعدّ هيئة الإذاعة والتلفزيون أحد أهم مواطن الفساد في سورية، ويبلغ متوسط دخل مُعد البرامج في الهيئة 1000 دولار أميركي، فيما يصل دخل المديرين إلى ملايين الليرات السورية شهريًا، ويعدّ هذا الدخل مصدر صراع، بين أتباع أكبر القوى النافذة في سورية.

يظهر في وزارة الإعلام السورية عمومًا، وفي هيئة الإذاعة والتلفزيون خصوصًا، انزياح هائل في منسوب العدالة الوطنية، منذ عام 1970، بين مكونات الشعب السوري، لصالح المنتمين إلى الطائفة العلوية؛ حيث تبلغ نسبة المذيعات العلويات 99 بالمئة من إجمالي عدد المذيعات.