حملات توعية لمحاصرة (اللشمانيا الحشوية) في الشمال السوري



أطلقَت عدة منظمات إنسانية وطبية في محافظة الحسكة مؤخرًا، حملةً لتوعية المدنيين بضرورة الكشف عن حالات الإصابة بمرض (اللشمانيا الحشوية) الخطِر، تحت شعار (أوقفوا اللشمانيا)، حيث وزعت بعض المنظمات في الحسكة منشوراتٍ على الأهالي، حول أعراض الإصابة وطرق العلاج، كما أعلنت عن توفّر العلاج اللازم، في مختلف المراكز الصحية المنتشرة في المحافظة.

قال الطبيب جوان حجي محمد، وهو المشرف الطبي في منظمة (مينتور) البريطانية المختصة بعلاج اللشمانيا في الشمال السوري، لـ (جيرون): “تواصل منظمة (مينتور) عملها التوعوي، وتوفير العلاج لجميع حالات اللشمانيا في الشمال السوري، وخصوصًا حالات اللشمانيا الحشوية التي لوحظ انتشارها مؤخرًا”.

أضاف حجي محمد: “أحصتْ (مينتور) مؤخرًا وجودَ 48 حالة إصابة بمرض اللشمانيا الحشوية، في كل من إدلب وريف حلب وعفرين، ولم تُسجّل في محافظة الحسكة حتى الآن أي إصابة، ولكن المنظمة بدأت ترفع جاهزيتها هناك، بسبب وجود بيئة مناسبة لانتشار هذا المرض”.

تُعرف اللشمانيا الحشوية بأنها أحد أنواع اللشمانيا الأكثر خطورة، التي تسبّبها لدغات (ذبابة الرمل) التي تحمل طفيليات المرض، من إنسان مصاب إلى آخر سليم، أو عن طريق نقل هذه الطفيليات، من حيوان حامل لها كالكلاب والقوارض إلى إنسان سليم، عبر لدغة جلدية.

في هذا الموضوع، أوضح المشرف الطبي في (منيتور): “تنتشر اللشمانيا في المناطق التي توجد فيها مستنقعات أو تراكم للأوساخ، حيث يزداد نشاط (ذبابة الرمل)، كما أن معظم المناطق السورية حاليًا لا يوجد فيها رش للمبيدات الحشرية؛ ما أدى إلى ازدياد حواضن بيوض ذبابة الرمل”، مضيفًا: “تسجّل المنظمة عادة في محافظة الحسكة نحو 10 آلاف إصابة سنويًا باللشمانيا الجلدية المعروفة بـ (حبة حلب)، وقد بدأت الحالات بالارتفاع نتيجة العدد الهائل من النازحين الواصلين إلى المحافظة من دير الزور والرقة وريف حلب”.

يؤكّد الأطباء أن (ذبابة الرمل) هي مستودع حامل للطفيليات، حيث تأخذ هذه الذبابة الطفيليلات التي تسبّب اللشمانيا الحشوية، عن طريق الكلاب أو الذئاب، وتُصاب الكلاب عادةً بما يعرف بـ “اللشمانيا الكلبية”، وتتمثل أعراضها باحمرار في عيون الكلب المصاب، وهزال وتقرحات في الجلد، ويجب قتل الكلاب المصابة فورًا.

أكدّ حجي محمد أن أعراض اللشمانيا الحشوية في البداية “ارتفاع في الحرارة من دون سبب، يستمر أكثر من أسبوعين، ثم يبدأ الطحال بالتضخم، والكبد أيضًا، ويظهر انتفاخ كبير في البطن، ويصل المرض إلى نقيّ العظم، حيث يظهر نقص في مكونات الدم من الكريات البيض والحمر، بعد ذلك؛ يبدأ وزن المصاب بالتناقص التدريجي وينتهي بالموت، إن لم يتم الكشف عنه مبكرًا”.

في ما يتعلق بتشخيص المرض وعلاجه، أوضح الطبيب المختص: “يكون التشخيص عبر أخذ خزعة من الطحال أو الكبد، أو بزل من نقي العظم، أو عن طريق تحليل دم (بي سي آر)، وهو غير متوفر في سورية”، لافتًا إلى أن المراكز الطبية التابعة لمنظمة (مينتور) بدأت بالتشخيص السريع للمرض، عن طريق تحليل (آر دي تي)، حيث يتم الكشف عن إفراز الجسم للأضداد، وهو مُعتمد في منظمة الصحة العالمية، ويُنجَز خلال 15 دقيقة، أما العلاج فيكون عن طريق إعطاء المصاب حقن (الغلوكانتين) و(البنتوستام)، وهي متوفرة في مراكز منظمة (مينتور)، في إدلب وحلب والرقة والحسكة، ويستغرق العلاج 30 يومًا”.

في سياق متصل أكد طبيب الجلدية كمال سرميني من محافظة إدلب لـ (جيرون) أنه “استقبل في عيادته خلال الأشهر الماضية، 4 أو 5 حالات مصابين باللشمانيا الحشوية، وتمكّن من علاجها، عبر إعطاء المصابين الدواء اللازم”.

كانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت -عبر الموقع الإلكتروني لمكتبها الإقليمي في الشرق الأوسط- ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية، في مناطق انتشار مرض اللشمانيا بكافة أنواعه، وذلك عن طريق “استخدام الكِلل، لمنع ذبابة الرمل من الوصول إلى الأطفال خاصةً، وضرورة تغظية المنطقة المصابة في الجلد، منعًا من انتقال الطفيليات، وضمان الكشف الفاعل عن الحالات؛ ما يسمح بالتشخيص الباكر والمعالجة الفورية، وتدمير الشقوق التي تأوي إليها الجرابيع والقوارض، منعًا من تكاثر (ذبابة الرمل)، والتخلّص من أماكن تفقيسها، مثل أكوام الأنقاض والنفايات، وتأسيس نظام ترصُّد أو تقويته من أجل تقييم اتجاهات هذه الأمراض”.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون