‘صحيفة فزغلياد: القصف الذي تعرضت له قاعدة حميميم يكشف المشكلات في “الحلقة الدفاعية الثانية”’
9 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2018
[ad_1]
الصورة: فاليري شاريفولين/ وكالة تاس
القواعد العسكرية الروسية في طرطوس وحميميم محميّة بشكل جيد، ضد الضربات القويّة بالقنابل والصواريخ، سواء جاءت من البحر أو من البرّ، ولكن تبيّن أنها ضعيفة في مواجهة هجمات مقاتلي المجموعات التخريبية. منذ الحرب الأفغانية، أنشئت ثلاثة مستويات دفاعية، حول القواعد الجويّة السوفيتية. وقد كشفت هجمات الإرهابيين على قاعدة حميميم، وجود نقاط ضعفٍ في المستوى الثاني، تحتاج إلى التصحيح بشكلٍ مستعجل.
يقول مصدر عسكري: بعد تعرض قاعدة حميميم للهجوم؛ جرى تنظيف وتوسيع المنطقة المحيطة بها، وسيقوم على حراستها -منذ الآن- الجنود الروس، لا السوريون. وفي هذه الأثناء تستمر قوى الأمن السورية في “البحث عن المشاركين في الهجوم للقضاء عليهم”، أضاف المصدر.
نذكّر أنّه في الـ 31 من كانون الأول/ ديسمبر 2017، قامت مجموعة تخريبية متنقّلة من الإرهابيين، بقصف قاعدة حميميم، ما تسبّب بمقتل جنديين، بحسب وزارة الدفاع الروسية. إضافة إلى ذلك، تحدّثت وسائل الإعلام عن “تدميرٍ فعلي لـ 7 طائراتٍ حربية روسية رابضة على أرض القاعدة؛ غير أنّ وزارة الدفاع الروسية نفت هذه الأنباء. في هذه الأثناء، قام المراسل الحربي رومان سابونكوف، يوم الخميس، بنشر صورٍ للطائرات الروسية المتضررة نتيجة قصف مدافع الهاون. وكتب على صفحته في (Вконтакте): … ومع ذلك تضررت المعدات الحربية. مبدئيًا، هناك 6 طائرات سو-24، طائرة واحدة سو-35 س، طائرة واحدة آن-72، طائرة استطلاع آن-30، طائرة واحدة مي-8. وتم إعادة طائرتي سو-24، وطائرة سو-35 س للخدمة مجددًا.
ثلاث مناطق تغطية
يقول القائد السابق للجيش الجوي الرابع في القوات الجوية والدفاع الجوي الفريق فاليري غوربنكو: للدفاع عن قواعدنا من الأرض، يجب أن تكون كلّ المناطق الواقعة في مرمى قذائف الهاون مغطاةً بدوريات قتالية وغيرها من الوحدات. وأضاف الفريق لصحيفة (فزغلياد): “ليس من السهل تأمين حماية كلّ هذه المساحة الشاسعة بنسبة مئة بالمئة”، مشيرًا إلى التكلفة العالية لحماية مدرج إقلاع وهبوط واحد. وبرأيه تتوفر السيطرة على جميع المداخل المؤدية إلى القاعدة، إلا أنّه توجد بالقرب من القاعدة مناطق سكنية مأهولة، حيث من الممكن شنّ الهجمات منها. وأضاف غوربنكو: يلزم عددٌ كبير من الجنود لتغطية القاعدة من الأرض، على مسافة 10 كم، أو 5 كم على أقلّ تقدير.
أمّا نائب رئيس أكاديمية المسائل الجيو-استراتيجية: كونستانتين سيفكوف، فأوضح أن هناك ثلاثة مناطق لحماية مواقع كالقواعد العسكرية مثلًا. منطقة الدفاع الذاتي الأولى تؤمن الحماية من الهجمات بالأسلحة النارية من مسافة 1.5-2 كم. المنطقة المتوسطة منطقة الحماية من قذائف الهاون بعمق يراوح عادةً بين 8- 10 كم. والمنطقة الثالثة، لحماية القواعد من الهجمات بالأسلحة الثقيلة بعيدة المدى، وتؤمن الحماية على مسافةٍ بعيدة تراوح بين 30- 40 كم.
هناك معلوماتٌ تفيد أنّ طائرة إيل 76 إم. دي (مشفى عسكريّ طائر) قد أرسلت إلى قاعدة حميميم، ولكنّها لم تتمكّن من الهبوط. وأشار الخبير إلى أنّ “هذا يدلّ على أنّ القصف لم يقتصر على قذائف الهاون وحدها، بل بالمدفعيّة أيضًا؛ وهو مّا أدّى، على الأرجح، إلى تضرر مدرج الطائرات، الأمر الذي حال دون هبوط الطائرة/ المشفى. وأضاف سيفكون: “إنّه تهديد خطير لقاعدتنا”، لأنّ طائرات (سوخوي) من كافّة الأنواع التي تعمل على الجبهات لن تستطيع العمل في ظروف كهذي.
وبرأي الخبير، فقد تعرّضت القاعدة لهجوم جديّ بالمدفعيّة، تسبّب بمقتل جنديين وجرح الكثيرين على الأرجح. وعلى الغالب، كان الهجوم غير موجّه التصويب، وأصيب أولئك الذين كانوا يحرسون في منطقة ربض الطائرات.
أضاف الخبير أنّ القصّة نفسها في قاعدة طرطوس البحرية. “أقمنا هناك نظامًا دفاعيًّا للتصدي لهجماتٍ تشنها جيوش نظامية، أي للتصدي لضرباتٍ جوية قويّة من البحر والجوّ والبرّ”. وذكّر بوجود منظومات دفاع جوي وبحري: إس-300 وإس-400 وغيرها. فعلى سبيل المثال، تقوم منظومة “بانتسير” بتدمير تلك الأهداف التي يمكن لمنظومة باتريوت الأميركية تدميرها. وبذلك تكون منظوماتنا المنتشرة هناك كافية وفعالة. إلا أننا إذا تحدثتا عن الدفاع ضدّ أعمال تقوم بها مجموعات تخريبية من المقاتلين؛ فقد بيّن الواقع أنّ الدفاعات المتوفرة لن تكون كافية.
التجربة الأفغانيّة
العقيد الطيار الحربي، بطل روسيا فالنتين بادالكا، في حديثٍ له مع الصحيفة، تحدّث أيضًا عن مناطق حماية القواعد العسكرية، التي استخدمت في أفغانستان على سبيل المثال. “كانت كابول وقواعدنا وقطعاتنا العسكرية منظمةً، بحيث تؤمّن لها الحماية على ثلاثة مستوياتٍ، حسب البعد عن المركز”، إضافة إلى ضرورة وجود وحدات سريعة الحركة للتعامل بشكلٍ فوريّ على أيّ استفزاز، أشار الخبير.
أكّد بادالكا أنّ المقاتلين في حادثة حميميم تمكّنوا، على الأرجح، من إصابة مناطق تتواجد فيها مراكز خدمة، وربمّا أصابوا مدرج الطائرات. وأضاف الخبير أنّ مدى رماية الهاون يراوح عادةً بين 3-4 كم، أو 5 كم كحدٍّ أقصى، ما يعني أنّ الحماية بقطر 3-5 كم عن المركز، لم تكن “منظّمةً بشكلٍ كاف”. ونوّه المتحدث إلى أنّ الحماية على هذه المسافة يجب أن تكون “منطقةً آمنةً بالكامل”، لأنّ هذه المسافة هي المدى الذي تطلق منه أسلحةٌ كالهاون، ويصعب على أنظمة الدفاع الجويّ التصدّي لقذائفها. فهذه القذائف ليست صواريخ، يمكن استخدام وسائل الدفاع الجويّ لتدميرها. وشدّد الخبير على أنّه لا يجوز السماح بوجود تحركاتٍ مشبوهة أو أشخاصٍ مجهولين ضمن دائرة الـ 5 كيلومترات عن مركز القاعدة، وإلا؛ فسيكون بإمكان الأعداء التسلل مع قاذفاتٍ محمولة على الكتف، والدخول إلى المنطقة لإطلاق القذائف على طائرةٍ في حالة الإقلاع أو الهبوط أو استهداف الطائرات الرابضة على أرض المطار.
أشار بالادكا إلى أنّ قاعدة باغرام السوفيتية في أفغانستان كانت محميّةً من مواقع منتشرة حول المطار على مسافاتٍ مختلفة، مع الأخذ بالحسبان كلّ تضاريس المنطقة من مرتفعاتٍ وتلالٍ وشعاب التي تعتبر مثاليةً لإخفاء التحصينات ونقاط المراقبة، وحيث لم يكن ممكنًا وضع الجنود، كانت تزرع حقول الألغام. إضافة إلى ذلك، يقول الخبير، كانت طائرات الهيلوكبتر تقوم بدوراتٍ للمراقبة ورصد تحركات السيارات المشبوهة والقضاء عليها. و”لتحقيق ذلك، يجب عدم توفير المال والجهد، وأحيانًا الموارد البشرية. لا مكان هنا للتوفير”، فالأمر يتعلّق بسلامة العناصر والمعدات الثمينة ومدارج الطائرات.
بالنتيجة، يمكن القول إنّ قاعدة حميميم محصنةٌ جيدًا ضدّ القصف الصاروخي، من مسافة 5 كم وأكثر، إلا أنّه توجد نقطة ضعفٍ ضمن مسافة أقلّ من 5 كم.
دعم الاستخبارات الأجنبيّة؟
بحسب رأي سيفكوف، لا يجب الاقتصار على 5 كم فقط. فتأمين الحماية للقواعد العسكرية، “يجب أن تتوفّر حماية بعمق لا يقل قطره عن 10 كم من المركز”. كما أكد ضرورة قيام دوريات مستمرة بواسطة طائرات الهيلوكبتر مزودة بأنظمة استطلاع ورصد، بما يسمح برصد تحركات مقاتلي الإرهابيين وتوجيه ضرباتٍ استباقية إليهم.
كان الهجوم على قاعدة حميميم تنبيهًا بأنّ العدو يلجأ -كما كان يفعل في السابق- إلى انتهاج أساليب حرب العصابات ضدّ قواتنا. “الدولة الإسلامية” كتنظيمٍ تمّ تدميره، إلا أنّ تشكيلاته الصغيرة بقيت، والحرب عليهم لم تنته بعد، يؤكد سيفكوف. إضافة إلى ذلك، فإنّ “القيام بمثل هذه الضربات، وبخاصّة باستخدام المدفعيّة من دون دعمٍ من الاستخبارات، والأميركية منها بالدرجة الأولى، أمرٌ غير ممكن. ويجب ألا ننسى أنّ الولايات المتحدة الأميركية تنتهج مسارًا يقضي بطرد روسيا من سورية عن طريق دعم المقاتلين المعارضين”.
تنفذ الولايات المتحدة الأميركية هذا الدعم عن طريق نظامٍ استخباراتي، وبالدرجة الأولى بواسطة الأقمار الصناعية المتطورة. إضافة إلى ذلك، يقوم الأميركيون بتزويد أتباعهم بالذخائر، يقول سيفكوف.
سيتمّ تطوير نظام الدفاع حول القواعد
قال غوربنكو، بخصوص الخسائر نتيجة قصف القاعدة: إذا كانت القاعدة تعرضت لأضرارٍ، كما تدعي وسائل الإعلام؛ فإنّ سبع طائراتٍ “خسارة كبيرة”. غير أنّ كلّ شيءٍ يتعلّق بنوعية الطائرات، وبدرجة الضرر الذي لحق بها. وليس من المستبعد، أن يكون بالإمكان إصلاح الطائرات المتضررة، خلال يومٍ أو بضعة أيام، من قبل الفريق الفني في القاعدة.
في الوقت نفسه، أشار سيفكوف، إلى أنَّه على الرغم من مضيّ عدّة أيامٍ على الهجوم، فإنّ إصلاح الأضرار لم ينته بعد؛ ما يدلّ على أنّها جديّة. أمّا فالنتين بالادكا فيرى أنّنا -الروس- نستطيع التعامل مع أيّ ضرر. وأكّد الخبير أنّ “روسيا بلادٌ كبيرة، لديها قواتٌ مسلحة ضخمة وإمكاناتٌ إنتاجيّة جيدة”، ولكنّه يدعو إلى عدم التسرّع بالاستنتاجات حول الطائرات المتضررة، وتصديق المصادر الأكثر موثوقيّة، أي انتظار المعلومات الرسميّة.
أخيرًا، أعرب الخبراء عن ثقتهم -بعد ما جرى في قاعدة حميميم- بأنّ السلطات المعنية ستتخذ ما يلزم من إجراءاتٍ، لتطوير نظام حماية قواعدنا في سورية. وخلُص غوربنكو إلى أنّه منذ بدء العملية العسكرية في سورية، لم تتعرّض قواعدنا لهجوم كهذا. والآن، “تعكف القيادة الروسية على إعادة النظر بنظام الحماية، وستتوصل إلى الاستنتاجات اللازمة لتعزيزها”.
اسم المقالة الأصلية
Обстрел Хмеймима выявил пробелы во «втором кольце» обороны
كاتب المقالة
مارينا بالتاتشوفا
مكان وتاربخ النشر
صحيفة فزغلياد. 5 كانون الثاني 2018
رابط المقالة
https://vz.ru/politics/2018/1/5/902400.html
المترجم
سمير رمان
سمير رمان
[ad_1]
[ad_2]
[sociallocker]
جيرون