‘“النار والغضب” كتابٌ يكشف خفايا سياسات ترامب في الشرق الأوسط’
10 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2018
[ad_1]
ليست إشارة وكالة (أسوشيتد برس) الأميركية، قبل أيام قليلة، إلى أن كتاب (النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض)، لمؤلّفه الصحافي الأميركي الشهير: مايكل وولف، ذلك الكتاب المثير عن إدارة الرئيس دونالد ترامب، هو الأكثر مبيعًا على شبكة الإنترنت، إلا دليلًا قاطعًا على ما أثاره الكتاب من ضجة في الأوساط السياسية والشعبية، في الولايات المتحدة والعديد من دول العالم، وبخاصّة في منطقة الشرق الأوسط؛ لما يكشف من أسرار وخفايا عمل إدارة البيت الأبيض في “زمن ترامب”، وفي المقدمة منها الكشف عن تفاصيل حلّ ترامب “السحري” لحل أزمة الشرق الأوسط، وذلك بأن تكون القدس عاصمة للدولة العبرية، والضفة الغربية للأردن، وقطاع غزة لمصر، كاشفًا –في بلدٍ يصعب فيه إخفاء الحقائق- أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جاء بانقلاب من تخطيط أميركي، مقابل أن يدفع الأخير في اتجاه بيع القدس، وتنفيذ “صفقة القرن”.
مؤسسة (هنري آند هولت)، ناشر الكتاب، كانت تعتزم إصداره الثلاثاء الفائت، غير أنها لم تلتزم بذلك، وقدّمت الموعد ليرى النور قبل الموعد المقرر بأربعة أيام، “بسبب الطلب الساحق عليه” من جهة، وبعد أن هدد ترامب باتخاذ إجراء قانوني، إذا ما طُرح الكتاب، الذي يصف إدارته بـ “الخائنة وغير الوطنية”، منتقدًا تواصل فريقه مع شخصيات روسية، ومصورًا وضعًا فوضويًا في البيت الأبيض، ورئيسًا لم يكن مستعدًا كما ينبغي، للفوز بالمنصب في العام 2016، ومساعدين يسخرون من قدراته.
قال وولف لراديو (B.B.C)، أول أمس الإثنين: إن كتابه ينتقد العام الأول لترامب داخل البيت الأبيض. وخلص إلى أن ترامب ليس كفؤًا لتولي الرئاسة، وأن هذه النتيجة أصبحت رأيًا واسع الانتشار في الأوساط السياسية في واشنطن. وأن ما كشفه في كتابه سيضع حدًا على الأرجح لبقاء ترامب في منصب الرئيس. فيما جاء رد ترامب في تغريدة على (تويتر)، السبت الماضي، قائلًا: “في الواقع أكبر نعمتين في حياتي: رجاحة العقل وشدة الذكاء”. وأضاف: “من رجل أعمال ناجح جدًا، أصبحت نجمًا تلفزيونيًا لامعًا… ثم رئيسًا للولايات المتحدة (من محاولتي الأولى). أعتقد أن هذا يؤهل المرءَ لا أن يكون ذكيًا فحسب، بل عبقريًا.. عبقريًا راجح العقل جدًا”.
عن ترامب الرئيس الأخرق العاجز..
يؤكد مايكل وولف، بعد عام قضاه داخل البيت الأبيض في عهد ترامب، أن انطباعه الذي يصعب محوه، من خلال الملاحظة والحديث مع فريق الرئيس البيضاوي، أن الدائرة الضيّقة المحيطة بترامب في عامه الأوّل في البيت الأبيض، بما في ذلك أفراد عائلته، وصلت إلى قناعة تامة -مئة بالمئة- بأنه عاجز عن ممارسة وظيفة الرئيس.
ومن خلال شهادات عدة تضمنها الكتاب، يروي وولف الخلل في عمل الرئاسة الأميركية، وتصرفات الرئيس الأخرق “الذي لا يحب القراءة البتة، وينعزل داخل غرفته، من الساعة 18:30 ليتسمر أمام ثلاثة أجهزة تلفزيونية”.
في مقدمة كتابه، يؤكد وولف غياب الفكرة المسبقة المضادة لترامب، قائلًا: “كان من دواعي سروري أن أضع كتابًا مناقضًا، كتابًا مثيرًا للاهتمام ورائعًا عن ترامب، كرئيسٍ يمثل طريقة جريئة للنظر إلى العالم، ولكن بعد ذلك تنبهت إلى أنّ هذا الرجل، يبدو يومًا بعد آخر أكثر النماذج اختلالًا وظيفيًا في العمل العام، وفي منصب قوي ومؤثر كرئيس الولايات المتحدة، هذا ليس ما تلمسته فقط، بل هو محور ما كان يقوله الناس من حوله: الرئيس ميئوس منه”.
وعن مصادر كتابه من العاملين في البيت الأبيض، يشير وولف إلى أن “هؤلاء الناس جميعًا طبيعيون ومتوسطون وطموحون وكفؤون، يحاولون القيام بعمل جيد ضمن وظائفهم. إنهم ليسوا مختلفين عنّا، وكان عليهم أن يتعاملوا مع هذا الرجل، فيكتشفون رئيسهم بوصفه وحشًا، بينما كان سؤالي أقل توقعًا من النتيجة التي توصلت إليها عن طريق أولئك الموظفين، ويدور حول: كيف تتم إدارة البلاد من قبل شخصٍ، ليس لديه فكرة عما يفعله”.
الكتاب -بحسب تقارير إخبارية عالمية- يحتوي على جملة من الحكايات الساخرة، منها سخرية ترامب من أوجه القصور الفكري لدى أبنائه، وجداله معه صهره ومستشاره جاريد كوشنر، بوصفه شخصية مريضة. وكيف أنّ ميلانيا ترامب، زوجة الرئيس، خيّمَ عليها الحزن، ليلة فوز زوجها بالانتخابات.
في متن الكتاب، يحمل ستيف بانون، الذي تولى رئاسة المكتب الانتخابي لترامب، خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية، وشغل بعد ذلك منصب كبير مستشاري الرئيس للشؤون الاستراتيجية، على كوشنر وزوجته ابنة الرئيس إيفانكا، بل يكشف ما شهده مبنى “ترامب تاور” من اجتماع مع الروس، بحضور كوشنر وبول مانافورت، مدير حملة ترامب آنذاك، وهو الآن تحت لائحة الاتهام، بالـ “خيانة” لجهة التآمر مع طرف خارجي للتأثير على السياسة الأميركية. كما يلفت المؤلّف إلى “العلاقة الطفيلية” بين ترامب وبانون: “إذا كان ترامب غير قادر على التفكير واتخاذ القرار، بما يليق برئيس، فقد كان بانون بالمقابل غير قادر على التفكير المسؤول، كمساعد للرئيس”.
وقد هدد محامو ترامب، هذا الأسبوع، بمقاضاة بانون (من مواليد 1953)، بتهم “التشهير والقذف والافتراء وانتهاك اتفاق الالتزام بالسرية”، بعد التصريحات المنسوبة إلى بانون، ضد ترامب في هذا الكتاب.
ولا تملّ دائرة ترامب من “الأصدقاء” والعائلة والمعارف، من انتقاداتها للرئيس، وفقًا لمايكل وولف، فقد وصفه إمبراطور الإعلام الأميركي والغربي: روبرت مردوخ، بـ “أحمق سخيف”، وذلك بعد أن أنهى الرجلان مكالمة هاتفية، حول الاتفاق الخرافي، بين “فوكس” و”ديزني” المعلق.
ووصف مراقبون كتاب (النار والغضب) بكونه كتابًا عن لحظة “سوريالية” تعيشها السياسة الأميركية اليوم، متمثلة في غرابة وجود شخصية غير متوازنة مثل دونالد ترامب، في سدة الرئاسة، لكنه في تفاصيله يبدو كتابًا شديد الواقعية لجهة التفاصيل اليومية المتعلقة بسيرة رجل الأعمال والعقارات الأميركي، منذ ترشيحه للرئاسة حتى وصوله إلى البيت الأبيض، وهو يحتاج إلى أكثر من عرض وقراءة، ومن أكثر من زاوية.
تفاصيل الحل “السحري” في المنطقة..
سنقتصر في عرض الكتاب، على تفاصيل الخطة الأميركية لحل أزمة الشرق الأوسط، كما كشفها المؤلّف الذي كان، في إحدى الفترات، من المقربين لإدارة دونالد ترامب، وعلى صلة وثيقة بالأشخاص المحيطين بالرئيس الذي أحب إحدى مقالاته التي نشرت في عام 2016.
في التفاصيل، يشير مايكل وولف إلى أن صاحب برنامج حل “الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي” ليس إلا ستيفن بانون، الذي أدخله ترامب مجلس الأمن القومي، في كانون الثاني/ يناير 2017 ثم عزله من هناك، في نيسان/ أبريل من العام نفسه، وغادر البيت الأبيض.
ويصف وولف كيف تحدث بانون عن خطته (خلال عشاء في مانهاتن) وقال: “يعمل ترامب لوضع خطة للحل. وهي خطته فعلًا. في اليوم الأول نقوم بنقل السفارة إلى القدس. ونتنياهو يؤيد ذلك من أعماقه، ويؤيد ذلك بحرارة أيضًا شيلدون أديلسون (رجل أعمال وملياردير يهودي أميركي يؤيد إسرائيل بقوة)، نحن نعرف وندرك على ما سنقدم عليه… دعونا نعطي الضفة الغربية للأردن، وغزة لمصر”.
لندعهم يحلون المشكلات هناك، أو يغرقون في المحاولات. السعوديون على وشك الانهيار. والمصريون على حافة الانهيار أيضًا. الجميع يخافون الفُرس إلى حد الموت، ويخشون ما يجري في اليمن وسيناء وليبيا. ولذلك، “روسيا هي المفتاح. هل روسيا فعلًا سيئة؟ أجل هم فتيان أشرار. ولكن العالم مليء بالأشرار”.
بحسب صحيفة (هآرتس) العبرية، فإن هذا الكتاب “ليس الأول عن المؤامرات في البيت الأبيض في عهد ترامب، لكنه التوثيق الأكثر شمولية لمزاج الذي استطاعت وسائل الإعلام في الولايات المتحدة أن تشير إليه بأنه جنون، يموه الحدود بين البلاط البيزنطي وروضة أطفال”.
مؤلف الكتاب مايكل وولف، صحافي مخضرم ومثير للجدل، وهو مختص بالتقارير الصحافية المهمة للمجلة، وفاز في السابق مرتين بجائزة “المجلة الوطنية”، وهي جائزة توازي جائزة (بولتسر) في عالم المجلات الأميركية.
أوس يعقوب
[ad_1]
[ad_2]
[sociallocker]
جيرون