نزيف قوات النظام يتواصل.. نفير جديد في أوساط المسرحين
10 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2018
كشفَت عدة صفحات إخبارية تابعة لنظام الأسد، أن النظام يطلب من كافة المصابين العسكريين، الذين تم تسريحهم لأسباب صحية، الالتحاقَ بخدمة الاحتياط أو تقديم إثباتات جديدة.
ذكرت صفحة (وكالة جبلة الإخبارية)، يوم أمس الثلاثاء، أن طلبات احتياط “جديدة وصلت إلى شعب التجنيد”، ورد فيها أن على شعب التجنيد العسكرية إبلاغ “كل من سُرّح لإصابة أو مرض، مراجعة مشفى 601، لإعادة الفحص فورًا”.
طالب القرار كافة المسرحين على “قانون الخدمة”، خلال الأعوام السابقة، إعادة تقديم أوراقهم من جديد، وفي هذا السياق طلبت ميليشيات (الدفاع الوطني) التابعة لقوات الأسد، من “جميع العسكريين -الاحتياط والمفرزين- مراجعة مراكز قيادات” تلك الميليشيات، للالتحاق بأماكن فرزهم.
أوضح المحلل العسكري العقيد أحمد حمادي لـ (جيرون)، أن نظام الأسد “اعتمد هذا الإجراء، على ما يبدو، لحاجته الماسة إلى العناصر، بعد خسائره المتتالية بالأرواح، وعدم وجود كادر رافد أو عناصر جديدة، نتيجة تهرّب الشباب، وتخلفهم بطرق مختلفة عن الالتحاق بالجندية”. وأشار حمادي إلى أن هذا القانون هو “بالأساس ضمن القوانين العسكرية التي تطلب من شعب التجنيد التعميم، لإعادة تقييم الحالات الطبية التي تم تسريح الضباط أو العناصر بناء عليها، إن كانت مرضية أو إصابة حرب، وهل ما زالت قائمة وتشكل مانعًا للخدمة، أم تم تجاوزها ويستطيع صاحبها تقديم خدماته بطريقة أخرى، ليعاد تصنيف وضعه في سجلات الخدمة العسكرية”.
أضاف حمادي أن القانون يحدد “مدة 5 سنوات، لتقييم تلك الحالات من جديد”، ولكون حرب النظام على الشعب ما زالت مستمرة منذ عدة أعوام، والخسائر كبيرة جدًا في الأرواح والممتلكات، وتزداد يوميًا؛ فإن “شعب التجنيد التي من مهماتها إحالة الإصابات أو المرضى إلى لجان طبية متخصصة، أصبح عملها في هذا المجال رئيسيًا ويوميًا”، وهذا بحد ذاته فتح بابًا واسعًا لـ “الفساد والرشوة”، حتى لدى “اللجان الطبية” التي بيدها تقارير تقييم الوضع الصحي للعسكري أو الضابط و”الإعفاء” أو الإحالة إلى خدمات ثابتة أو غير ذلك.
أكد حمادي أن طلب النظام إعادة تقييم تلك الحالات من جديد من مشفى (601)، هو دليل على “عدم ثقته باللجان السابقة، لتلقيها الرشاوى، ومن جانب آخر ستكون فرصة فساد لارتزاق لجان جديدة، من خلال تلقي رشاوى جديدة”، وأضاف: “الآن، غالبية هؤلاء المصابين باشروا البحث عن أسماء الأشخاص المكلفين بلجان الفحص الطبية، وبدأ السماسرة تحديد مبالغ الإعفاء”.
لا يكترث النظام بالجرحى والمصابين لديه، وحالاتهم الطبية أو الإنسانية أو أوضاع أسرهم ومعاناتهم، مهما كانت درجة تلك الإصابات، فهم بالنسبة إليه مجرد أدوات ووقود معارك، للدفاع عن كرسي بشار الأسد، وعن مافيا المال المحيطة به، كأولاد أخواله وعمومته. وفق حمادي فإن الذين لا يستطيعون دفع الرشاوى “سيزجهم في تلك المعارك لتعويض النقص البشري لدى قواته”، وهذا ملاحظ الآن في “معارك حرستا وريف حماة وإدلب”.
عبّر متابعو هذه التعليمات الجديدة على الصفحات التي أوردتها، وبخاصة في محافظة اللاذقية، عن استهجانهم وقلقهم من هذه التعليمات، التي تدل على حجم الأزمة التي كرستها الحرب في نفوس الناس، وخصوصًا جيل الشباب (الذين لا ناقة لهم فيها ولا جمل)، فقد كتب منهل حسن، معلقًا: “والله الموت عالسريع أشرف من هالموت البطيء”، وكتب عامر رزق: “أوف.. فتحوا باب رزق جديد”.
علق متابع آخر اسمه (عبود) ساخرًا: “أحلى شي بنط واحد وبقول لك ليش هل شباب بتسافر لبرا! البلد حدا بيترك بلدو وبسافر”، وعلق يامن سيريانا من جهته: “لازم الكل يموت، يا عيني ما بدنا مصابين بالدولة الفاضلة لأنهم بيخربوا الاقتصاد”، وكتب إيهاب قدار: “معي 25 بالمية عجز، وما عم يقاعدوني بقطعتي العسكرية.. نحنا عم ننهش بعض بلجيش متل (الكلاب)، لو بيطلع بإيدن بمصّو دمنا”، فيما أوردت بعض الصفحات المحلية الخبر مع تعليق: “إعادة تقديم الأوراق للإخوة المسرحين على قانون الخدمة!!”، وأضافت أن المهم بالموضوع أنه “يلي دفع 5 مليون و8 مليون لابن الفريج بمكتبو بالمينا راحت عليه”، ويقصد به ابن وزير الدفاع السابق فهد جاسم الفريج الذي تم استبعاده من منصبه مطلع العام الحالي 2018.
يشار إلى أن ميسون زيتي، مسؤولة برنامج جرحى الحرب في مديرية الصحة باللاذقية، أكدت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أن عدد جرحى النظام في محافظة اللاذقية وحدها وصل إلى “13391 جريحًا”، وعدد كبير منهم لا يستطيع مراجعة المراكز الطبية، وبخاصة أبناء القرى.
وكان نظام الأسد قد أقام حفلًا تكريميًا، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، في فندق (شيراتون) في العاصمة دمشق، من خلال جمعية (الوعد الصادق)، دعا إليه عددًا من الجرحى وأهالي القتلى من بعض المحافظات السورية، ليتفاجأ الجميع بتكريمهم، بـ “علبة زيت، وكيلو عدس وسكر، إلى جانب ربطة معكرونة، وشعيرية”، وقد وصفها الموالون بأنها “إهانة بحقهم”، وعلّقت صفحة (شبكة القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة)، في (فيسبوك) على الموضوع قائلة: “عيب.. لما يدفع الجريح أجرة مواصلات خمس آلاف ليرة من دمشق، و15 ألف ليرة من المحافظات، ليكون نصيبه من التكريم هيك هدية”.
حافظ قرقوط
[sociallocker]
جيرون