أطفال ومدارس الغوطة الشرقية تحت مرمى نيران النظام



نشرت (هيومن رايتس ووتش)، اليوم الخميس، تقريرًا تناولت فيه الأوضاع الإنسانية السيئة، في ريف دمشق، مع تصاعد الهجمات العسكرية العنيفة في الآونة الأخيرة من قبل النظام والقوات الروسية.

تقرير المنظمة الأممية ركز بشكل خاص على استهداف المدارس والأطفال. وجاء في التقرير: “إن هجمات النظام السوري وروسيا، على بلدة (جسرين) ريف دمشق، في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، وأوائل تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أسفرت عن مقتل 8 أطفال، وتدمير أو إلحاق الضرر بأربع مدارس”. وقد أدى ذلك الأمر إلى إغلاق المدارس، وحرمان العديد من الأطفال من الحصول على التعليم.

حللت (هيومن رايتس ووتش) العديد من الصور والفيديوهات والتقارير التي قدمتها منظمات حقوق الإنسان، واصفة ما يحدث بأنه هجمات (عشوائية) تنتهك القوانين الدولية للحرب.

أضاف التقرير أن “قذيفة أصابت بوابة مدرسة ابتدائية، في بلدة (جسرين) في الريف المحاصر، تسببت بمقتل 6 طلاب وبائع حلوى متجول، إضافة إلى مقتل شخصين بالغين وطفلين، بينهم أب وابنه، من جراء قذائف استهدفت إحدى المدارس، في بلدة (مسرابا)”.

تابع التقرير: إن الهجمات التي وقعت في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر، بما في ذلك غارة جوية واحدة على الأقل، أدت إلى تدمير روضة أطفال في بلدة (حمورية)، وألحقت أضرارًا جسيمة بمدرستين ابتدائيتين، في بلدتي سقبا وكفربطنة”؛ ما دفع المجلس المحلي لريف دمشق، في تشرين الثاني/ نوفمبر إلى إعلان إغلاق المدارس حفاظًا على حياة الأطفال.

نقلت المنظمة الأممية عن (مركز توثيق الانتهاكات)، وهو منظمة سورية غير حكومية، أن النظام السوري والقوات المتحالفة معه قتلوا 45 صبيًا و30 فتاة، في ريف دمشق، بين 1 تشرين الثاني/ نوفمبر، و3 كانون الثاني/ يناير.

السيد أحمد ضبيان، مدير المكتب التعليمي لبلدة سقبا، قال في حديث خاص لـ (جيرون): “الوضع التعليمي في سقبا وعموم الريف الدمشقي سيئ للغاية؛ حيث تعرضت ثلاث مدارس في (سقبا) لهجمات عنيفة، ألحقت أضرارًا جسيمة بالمباني، إضافة إلى استشهاد 5 مدرسين، وسقوط أكثر من 10 شهداء أطفال، من طلاب المرحلتين الابتدائية والإعدادية”. وأضاف: “لدينا حالات بتر أطراف عديدة في صفوف الطلاب، نتيجة القصف.. في كل مدرسة تعرضت للقصف هناك ما بين 3 إلى 4 حالات بتر”.

السيدة نعمات محسن، من مكتب المرأة والطفولة لريف دمشق، قالت لـ (جيرون): “ارتكب النظام عدة مجازر بحق الأطفال، في الآونة الأخيرة، في مناطق عدة (مسرابا، دوما، جسرين). كما خرج عدد من المدارس عن الخدمة، بسبب القصف والتدمير الكلي (2 بمدينة عربين، 1 في كل من حمورية حرستا). إضافة إلى تعرض 3 مدارس في مدينة سقبا لأضرار جزئية، نتيجة تعرضها لقصف صاروخي، أول أمس”.

على الرغم من سوء الوضع التعليمي في الآونة الأخيرة، بسبب تصاعد العمليات العسكرية، لكن العملية التعليمية تعاني الكثير من المشكلات الأخرى التي تسببت بانتشار ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس. يقول الأستاذ ضبيان بهذا الخصوص: “عدم توافر مستلزمات الدراسة، وغلائها الفاحش إن وُجدت، ساهم في عزوف عدد كبير من الأهالي عن إرسال أطفالهم للمدارس. إضافة إلى أن نزوح الطفل مع عائلته من بلدة إلى أخرى، نتيجة القصف، أدى إلى عدم استقرار الطفل في مدرسة واحدة، وبالتالي يضطر إلى ترك دراسته”.

في السياق ذاته، أضافت السيدة محسن في هذا الموضوع، قائلة: “الوضع في المدارس سيئ حتى مع عدم وجود قصف؛ إذ تفتقر المدارس إلى التدفئة والإنارة في الصفوف. ويضطر الطلاب إلى الذهاب للمدرسة بساعات مبكرة جدًا للاستعانة بضوء النهار، وتجنبًا لاستهدافهم من قبل الطيران”.

بيل فان إسفلد، الباحث الأول في قسم حقوق الطفل في (هيومن رايتس ووتش)، قال: “ينظر النظام السوري وروسيا إلى حياة الأطفال في الغوطة الشرقية على أنها هامشية تمامًا. وعلى مجلس الأمن الدولي أن يطالب بوقف فوري لجميع الهجمات غير المشروعة، ولا سيما قتل الأطفال وتدمير المدارس، تحت التهديد بفرض عقوبات موجهة ضد المسؤولين”. وأضاف: “النظام السوري والميليشيات التابعة له مُدرجون على (قائمة العار) للأمم المتحدة، لمسؤوليتهم عن ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الأطفال”.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون