القطاع الصحي في إدلب معافى رغم..



بعد مضي أكثر من أسبوعين على تصعيد النظام على ريفي إدلب الشرقي وحماة الشمالي؛ تأثرت معظم القطاعات الخدمية بهذه الهجمات التي خلفت عشرات الضحايا من المدنيين ومئات الجرحى، ودفعت نحو 200 ألف شخص إلى النزوح باتجاه مناطق ريف إدلب الشمالي.

القطاع الصحي في إدلب كان أشد المتضررين، بسبب الاستهداف المتكرر لطيران النظام وروسيا للمستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة في المحافظة، حيث أكد مدير صحة إدلب الدكتور مصطفى العيدو، في حديث مع (جيرون)، أن “القصف العنيف الذي يشنه النظام على ريف إدلب الجنوبي والشرقي تسبب بتدمير 3 مشافي و3 مراكز صحية، وتم إغلاق 4 مشافي في هذه المنطقة، كما تم نقل عدد من المشافي والمراكز الصحية إلى قلب المحافظة وتوقف عملها”، أضاف العيدو: “تم قصف مشفى السلام وكفرزيتا ومركز التمانعة، وقد توقفت هذه المشافي عن الخدمة، واستمرت في تقديم خدماتها في قسم الإسعاف فقط”.

أكّد العيدو أن القطاع الصحي استنفر كل جهوده في معظم المحافظة، ولكن هناك ضغطًا في منطقة شمال إدلب، بسبب “نزوح أكثر من 200 ألف مدني؛ شكّل نزوحهم عبئًا كبيرًا على هذا القطاع الذي يعمل جاهدًا على تأمين الدعم الصحي للنازحين، حيث تم توجيه 12 عيادة متنقلة بالتشارك مع المنظمات إلى أماكن تجمع النازحين”.

بخصوص الاحتياجات المطلوبة، أكد العيدو أن المطلوب حاليًا تقديم الدعم العاجل من أجل “تشغيل منظومات الإسعاف، ودعم بعض المشافي بشكل كامل، مثل مشفى عدي ومشفى تفتناز ومشفى الكندي”.

تقوم عدة منظمات إنسانية محلية ودولية، إضافة إلى عمل مديرية الصحة في إدلب، بتقديم الدعم للقطاع الطبي في المحافظة، واستنفرت قطاعات الاستجابة السريعة في المحافظة، لتغطية الاحتياجات الصحية الناتجة عن حملة القصف التي يشنها النظام. وأوضح عبيدة أبو بكر، مدير الاستجابة في منظمة (إس آر دي)، أن المنظمة استنفرت منظومة الإسعاف لديها المكونة من “21 سيارة إسعاف، يعمل معظمها حاليًا لتقديم الدعم الإسعافي في منطقة ريف إدلب الجنوبي والشرقي، وتقوم منظومة الإسعاف بإخلاء بعض المناطق المشتعلة، ونقل الجرحى إلى مناطق أكثر أمنًا بعيدًا من أماكن الاشتباك والقصف”، وأكد أبو بكر أنه “تم التنسيق بين المنظومات الطبية في المحافظة، قبل يومين، ووُضعت خطة لتحريك سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة، وتقديم الخدمات لأماكن تجمع النازحين كالمخيمات المؤقتة والمدارس”.

على الرغم من تحذيرات الأمم المتحدة المتكررة، بضرورة تجنيب العاملين في المراكز الطبية خطر الاستهداف، فإن النظام وحليفته روسيا غير مكترثين بهذه التحذيرات، وقد أكد ناشطون، عصر أمس الخميس، إصابة وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور محمد فراس الجندي، واستشهاد سائق سيارة الإسعاف التي كان تقله في مدينة معرة النعمان، نتيجة استهدافهم من قبل طائرات النظام، وقد كانت الطائرات ذاتها استهدفت مشفى السلام، في المدينة قبل يومين.

يشكل هذا الاستهداف المتعمد، لمنظومات وكوادر القطاع الصحي في إدلب، انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية، وهو ما دفع وزارة الخارجية الفرنسية إلى إدانة ما يفعله النظام من استهداف للمشافي وكوادر الإسعاف في إدلب، عبر بيان رسمي صدر يوم الأربعاء الماضي، وقد ردّت عليه خارجية النظام بالقول: إن “فرنسا تتعاطف مع الإرهابيين، وتلفق اتهامات للجيش السوري الذي لم يستهدف أي مشفى”، بحسب ادعائها، ولكن الصور ومشاهد الفيديو الواردة من إدلب تكذب رواية النظام.

يشار إلى أن ناشطين سوريين أطلقوا، قبل يومين، حملة واسعة -على وسائل التواصل الاجتماعي- للتضامن مع المدنيين في إدلب، تحت هاشتاغ: (أقف مع إدلب)، وذلك لمطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لمساعدة المدنيين والضغط على النظام وحلفائه؛ لإيقاف استهداف المناطق المدنية.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون