المعارضة تصدّ هجوم “داعش” جنوب دمشق وتأكيدات: النظام ينسق مع التنظيم



استعادت المعارضة السورية، أمس الجمعة، عدة نقاط في حي الزين الفاصل بين بلدة يلدا وحي الحجر، بعد أن خسرتها من قبلُ في إثر هجوم مباغت شنه عليها تنظيم (داعش). في حين اعتبر ناشطو المنطقة أن هجوم التنظيم يأتي بتنسيق مع النظام السوري وميليشيات طهران، لتضييق الخناق على الفصائل.

يؤكد الناشط أيهم العمر أن “التنظيم بدأ هجومه بعربة مفخخة، استهدفت نقاط (جيش الإسلام) في بساتين حي الزين الفاصلة بين بلدة يلدا وحي الحجر الأسود، اندلعت في إثرها اشتباكات عنيفة بين الطرفين؛ سيطر خلالها التنظيم على عدد من المباني، قبل أن تصل مؤازرات فصائل الجيش الحر من البلدات الثلاث، ويشن الثوار هجومًا معاكسًا استعادوا فيه معظم ما خسروه”.

أضاف العمر، في حديث لـ (جيرون)، أن “تنظيم (داعش) قصف المناطق السكنية في بلدة يلدا بقذائف الهاون، وقُتل خلال الاشتباكات ثلاثة عناصر من (جيش الإسلام)، فيما سقط ما لا يقل عن عشرة قتلى و13 جريحًا من التنظيم، سمح النظام السوري بخروجهم إلى مشفى المهايني في حي الميدان بالعاصمة دمشق، لتلقي العلاج. وهو ما يوضح مرة أخرى مدى التنسيق بين (داعش) والنظام السوري”.

قرأت معظم الفعاليات في جنوب دمشق استئناف التنظيم لتحركه ضد فصائل المعارضة على أنه يرتبط بما حدث مؤخرًا في المنطقة، بعد أن قطعت المعارضة الطريق على مشروع المصالحة بقيادة (أنس الطويل)، كما أنه مرتبط -وفق تصورها- بالخلافات الكبيرة داخل التنظيم نفسه، وخروج العشرات من عناصره بالتنسيق مع النظام السوري إلى الشمال. الأمر الذي يَشي بمحاولات من النظام وإيران بالتنسيق مع (داعش) لخلط الأوراق في المنطقة، وعدم السماح لتيار الثورة، بإعادة تنظيم صفوفه في المنطقة.

حول ذلك، قال يوسف حمدان، القيادي في (جيش الأبابيل): إن “هناك عدة دلالات للتحرك الأخير للتنظيم؛ فهو يأتي بعد موجة الخروج الكبيرة لعدد من قياداته، بإشراف حواجز النظام، إلى جانب أنه محاولة للحصول على مكاسب ميدانية، ولكي يثبت النظام أنه قادر في أي وقت على خلط الأوراق في جنوب دمشق، وبالتالي منحهم مبررًا لقصف وتدمير المنطقة”، موضحًا في تصريحات لـ (جيرون) أنه “يمكن القول إن الخلافات الداخلية والانقسامات داخل التنظيم نفسه، ومحاولة فرع فرض سيادته على الآخر، تطفو على السطح، فالاشتباكات الأخيرة مثلًا لم يشارك فيها تيار أبو هشام الخابوري”.

أضاف حمدان: “لا يمكن أيضًا إغفال أن التنسيق، بين (داعش) والنظام، هو لتحقيق أهداف عديدة، منها استمرار استنزاف فصائل المنطقة بهذه المعارك، ومنح النظام هامشًا من حرية المناورة بإبقاء ملف المنطقة مؤجلًا، وإرسال ما يشاء من عناصره إلى الجبهات الساخنة. والرسالة الأهم التي يريد إيصالها كل من النظام وطهران، من خلال تحريكهم التنظيم، هي إقناع العالم بوجود الإرهاب؛ وبالتالي شرعنة مذابحهم بحق الشعب السوري، والتنصل من كافة اتفاقات خفض التصعيد، كما يحصل في الغوطة وريفي حماة وإدلب”.

من جهة ثانية، اعتبر فادي شباط، مدير فريق (دمشق برس) الإعلامي في جنوب العاصمة، أن “تحرك التنظيم في جنوب دمشق يأتي دائمًا بالتنسيق مع النظام وميليشيات طهران، والدليل السماح بخروج مقاتليه للعلاج في مشافي العاصمة، فيما يُحرم الأطفال المحاصرون من ذلك”، وأضاف في حديثٍ لـ (جيرون): “أعتقد أن المعارك الأخيرة هي محاولات متجددة من الأسد وطهران؛ لخلط أوراق المنطقة وإحراج الفصائل العسكرية، بخاصة بعد نجاحها بامتصاص مشروع المصالحة بزعامة أنس الطويل، وإنهاء طموحاته، ولو مؤقتًا، بزج شباب المنطقة في صفوف ميليشيات النظام”.

العمر أكد ما ذكره شباط، وأضاف أن “التنسيق، بين (داعش) والنظام وطهران، قديم ولم يبدأ اليوم؛ هناك دور يؤديه التنظيم في المنطقة، ويبدو أنه لم ينته بعد، وفي الوقت ذاته، لا يمكن إغفال الخلافات الكبيرة داخل (داعش)، خصوصًا بعد خروج معظم قيادات الصف الأول والقيادات العسكرية، وهو ما خلق تيارات عديدة داخل التنظيم، يحاول فيها كل تيار أن يقدم أوراق اعتماده للأطراف الفاعلة في تحديد مصير المنطقة، ولذلك باعتقادي الشخصي، فإن المواجهات بين الفصائل والتنظيم لن تكون الأخيرة”.


جيرون


المصدر
جيرون