الملتقى الوطني.. “الرد على محاولات إجهاض الثورة” السبت المقبل



تستمر الدعوات المعارضة، من أجل مناهضة مؤتمر سوتشي الذي تُعِد له موسكو، ومن المتوقع أن يتم تأجيل موعده حتى منتصف شباط/ فبراير القادم. حيث بدأت اللجنة التحضيرية لـ (الملتقى الوطني الثوري السوري)، بتوجيه دعوات للتجمعات والأحزاب السورية -في عشرات المدن السورية والعالمية- للمشاركة في الملتقى المزمع عقده، يوم السبت 20 كانون الثاني/ يناير الحالي في باريس، وفي العديد من مدن الداخل المحررة، وفي أكثر من عشرين مدينة في العالم.

يهدف الملتقى -بحسب القائمين عليه- إلى إعلان “تجمعات تمثل السوريين، في الداخل ودول اللجوء في العالم، لرفض مؤتمر سوتشي الذي دعت إليه روسيا”، كما يشدد “على أنّ كلّ من يحضر مؤتمر سوتشي لا يمثل الشعب السوري ولا مؤسسات الثورة السورية”.

في هذا الموضوع، يقول عضو اللجنة التحضيرية للملتقى محمود الحمزة: إن السبب المباشر للدعوة “هو الرد على محاولات إجهاض الثورة، والمتمثلة في الدعوة إلى مؤتمر سوتشي، تحت رعاية روسية-إيرانية، وبمشاركة فعالة من أجهزة الاستخبارات الأسدية”.

وأوضح، في تصريحات لـ (جيرون)، أن “القائمين على الملتقى يرغبون في أن يمثل قطاعاتٍ واسعة، من الناشطين والثوار والنخب السورية الوطنية والمستقلين”، وذلك كي “يعلم العالم أن الثورة مستمرة، وأننا لا نقبل بأن تُفرض علينا أجندة الدول التي تحتل سورية، ولا أن يتم تلميع صورة المجرم”، كما أن الملتقى رسالة تقول: إن “الشعب السوري الذي قدم ثمنًا غاليًا، من أجل حريته وكرامته، لن يتراجع ولن يستسلم ولن يركع، والقوى الوطنية السورية المستقلة تريد إيصال صوت الشعب السوري إلى روسيا والعالم، لكي يحترموا إرادته”.

تابع: “هناك رسالة أخرى، يريد المشاركون في الملتقى تأكيدها؛ وهي أن أعدادًا كبيرة من السوريين الأوفياء لدماء الشهداء وثوابت الثورة، سيعملون على بلورة حراك وطني سوري مستقل، يتصدى للمرحلة القادمة، بالتعاون مع كل من يؤيد ثوابت الثورة -قولًا وفعلًا- من أجل حوار وطني، يؤدي إلى مؤتمر وطني تلتقي فيه القوى الثورية والسياسية والمدنية السورية، لتوحيد صوت الثورة المستقل”.

مؤتمر سوتشي -كما يعتقد الحمزة- “يُراد منه الالتفاف على الحل السياسي الذي وقّعت عليه روسيا وأعضاء مجلس الأمن، في (جنيف 1) والتخلص من القرار 2254؛ أي الانتقال من العمل تحت رعاية الأمم المتحدة إلى عمل يعيد تأهيل نظام الأسد المجرم، بدلًا من تقديمه وأركانه إلى المحكمة الدولية، لمحاسبتهم على جرائمهم بحق الشعب السوري”.

وأضاف: “روسيا تريد من سوتشي -عبر حشد مئات السوريين من مؤيدي النظام وشبيحته وكأنهم قادمون إلى كرنفال- توقيع الحضور على تشكيل لجنة الدستور ولجنة للانتخابات، ولكن تحت إشراف النظام نفسه”، وعقّب: “كأن مشكلتنا في شكل الدستور أو القواعد الانتخابية. مشكلتنا في سورية مع عائلة أرسَت قواعد نظام أمني مارس، وما يزال يمارس، أبشع أنواع الانتهاكات ضد حقوق السوريين وحرياتهم الإنسانية والسياسية”.

من جانب آخر، رأى القيادي في (مجموعة العمل من أجل سورية – أحرار) بسام القوتلي أن الملتقى “يكتسب أهمية كبرى، بعد ما حصل في مؤتمر (الرياض 2) وانضمام منصة موسكو إلى وفد المعارضة التفاوضي، الأمر الذي زاد الشرخ بين المعارضة والثورة”.

أضاف القوتلي، خلال حديث لـ (جيرون)، أن روسيا “تعمل في الوقت نفسه على ترسيخ انتصاراتها العسكرية، باتفاق سياسي مفصل على مقاسها في مؤتمرٍ يُعقد في سوتشي، هذا الوضع يتطلب موقفًا واضحًا ضد سوتشي، تقف فيه قوى المعارضة متحدة، وهذا ما يؤمنه الملتقى الثوري، لكن ما نحتاج إليه أيضًا هو محاولة لرأب الشرخ الذي تشكل بين المعارضة والثورة، وهذا لا يمكن القيام به عبر طرق العمل السابقة، وهو ما يطرح سؤالًا مهمًا، حول قدرة الملتقى في تحقيق ما هو أبعد من معارضة مؤتمر سوتشي”.

جاء في الدعوة التي أرسلتها اللجنة التحضيرية -وتلقت (جيرون) نسخة منها- أن الملتقى سيُعقد في المدن السورية التالية: “دمشق وريف دمشق، ريف حمص الشمالي، إدلب، حماة، حلب وريفها، درعا، السويداء واللاذقية”، كما ستعقد ملتقيات متزامنة، في كل من: “فرنسا، ألمانيا، النمسا، إيطاليا، بولندا، هولندا، السويد، إسبانيا، كندا، الولايات المتحدة، النرويج، الدنمارك، بلجيكا، تركيا، بلغاريا، قطر، الإمارات، السعودية، البحرين، بريطانيا، روسيا”.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون