أنقرة تهدد بخنق “جيش الترويع”



تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الإثنين، “بخنق” قوة مزمع تشكيلها من 30 ألف عنصر بدعم من الولايات المتحدة شرق سورية، مشددًا على أن بلاده “ستفعل ذلك قبل أن يولد التشكيل”، ومضيفًا: “تصر دولةٌ، نعدّها حليفًا لنا، على تشكيل جيش ترويع على حدودنا… القوات المسلحة التركية أكملت استعداداتها لعملية، في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد بشمال غرب سورية، وبلدة منبج”.

جاءت تصريحات أردوغان، بعد أقل من أسبوع على حديثه بأن بلاده “ستدعم عمليات تحالف (درع الفرات) للمعارضة السورية المسلحة، خلال استئناف عملياته ضد وجود (قسد) في منبج وعفرين”، وفق تعبيره.

تعتبر قضية الدعم الأميركي لميليشيات (قسد) الذراع العسكري لـ (حزب الاتحاد الديمقراطي) الكردي السوري، من أبرز أسباب الخلاف بين واشنطن وأنقرة التي ترى في هذه القضية مسألة أمن قومي، وتؤكد أن (قسد) قناع لـ (حزب العمال الكردستاني) المصنف إرهابيًا، وهو ما جعل العديد من التحليلات تشير إلى أن هذا الخلاف قد يرسم تحالفات جديدة في شمال سورية.

تأتي التهديدات التركية بعد نحو شهر من إعلان قيادي في ميليشيا (وحدات حماية الشعب) عن البدء في تأسيس قوة عسكرية جديدة، تحت مسمى (جيش شمال سورية)، لحماية أمن حدود المناطق الخاضعة للميليشيات الكردية شمال البلاد، مضيفًا أن “هذه الخطوة تأتي بتنسيق مع التحالف الدولي بقيادة واشنطن، كجزء من استمرار العمل ضد تنظيم (داعش)”، وأن “الأول سيقدم الدعم التقني للتشكيل الجديد”.

رفض تشكيل قوةٍ، عمادها الأساس من (قسد)، لم يأتِ من الأتراك فقط، إذ اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريحات صحفية، أن “الإجراءات على الأرض حاليًا تظهر أن الولايات المتحدة لا ترغب في الحفاظ على سيادة سورية”، مضيفًا “واقعيًا، تعني تلك الإجراءات فصل جزء كبير من الأراضي بمحاذاة الحدود مع تركيا والعراق”. وفق (رويترز).

في السياق ذاته، عبّر نظام الأسد عن رفضه لمثل هذه الخطوة، فقد أشارت وسائل إعلامه، إلى أن “ما أقدمت عليه الإدارة الأميركية يأتي في إطار سياستها التدميرية في المنطقة، لتفتيت دولها، وتأجيج التوترات فيها، وإعاقة أي حلول لأزماتها”، وأن النظام “سيعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات المدعومة من أميركا خائنًا للشعب والوطن”.

من جهتها، زعمت واشنطن أنها تدعم وحدة وسيادة الأراضي السورية، وأن الشعب السوري هو من سيقرر مستقبل بلاده، من خلال انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، وفق القرار الدولي رقم 2254، بينما أكد أدريان رانكين المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أن “موسكو تتفهم قلق تركيا من نشاط (حزب العمال الكردستاني) الذي يصنف تنظيمًا إرهابيًا في الولايات المتحدة، ونحن لا نقدم أي دعم له”.

أضاف أن “الولايات المتحدة تتعاون بصورة وثيقة مع حلفائها في الناتو، بما فيها تركيا”، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن “(وحدات حماية الشعب) الكردية التي تمثل هيكلًا أساسيًا في (قوات سوريا الديمقراطية)، شريك لا غنى عنه، في إطار العمليات ضد (داعش) في سورية”.

اللافت أن التصريحات الأميركية لم تضع حدًا للتطورات الميدانية على الحدود السورية التركية، حيث يواصل سلاح الجو التركي منذ أيام قصفه لمواقع (قسد) في محيط عفرين، ما يدعم إلى حد ما وجهات النظر التي تذهب إلى أن استمرار واشنطن، في دعمها خطوات الإدارة الذاتية في سورية، قد يشكل تحالفات جديدة في الشمال السوري، ستؤدي بشكل أو بآخر إلى تصعيد كبير في الميدان. (م.ش)


جيرون


المصدر
جيرون