الوفد المفاوض مستمر في جولته.. والائتلاف: جنيف هو المسار الطبيعي



قال نصر الحريري، رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات، نقلًا عن مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر: إن واشنطن ملتزمة بتحقيق “الانتقال السياسي” في سورية، في وقتٍ أكد فيه الائتلاف مواصلة العمل في مفاوضات جنيف، باعتبارها المسار الطبيعي الذي تقوده الأمم المتحدة.

حول اللقاء الذي تم مع المسؤول الأميركي، أوضح الحريري أن “ماكماستر أكد في الاجتماع مرات عدة على ضرورة الانتقال السياسي في سورية”، مشيرًا إلى أنه “كان لدينا طلب من أميركا أن تأخذ دورها في العملية السياسية، وركزنا على ذلك. هناك ادعاء روسي أن الوضع في سورية انتهى. لا، لم ينته الوضع..  بعد محاربة (داعش) ومناطق خفض التصعيد، ما يزال لدينا موضوع الوصول إلى الحل السياسي النهائي. والحل له مرجعيته ومكانه، أي القرار 2254 وعبر مفاوضات جنيف”.

أضاف الحريري، في تصريحات لصحيفة (الشرق الأوسط) أمس الثلاثاء، أن المعارضة تريد “حلًا بالانتقال السياسي. في الجولة الثامنة في المفاوضات، طالبنا بمفاوضات مباشرة، وناقشنا المواضيع المطروحة، وقدّمنا ردًا على ورقة المبادئ التي قدمها المبعوث ستيفان دي ميستورا، وتفاعلنا مع ورقته وقبلنا تمديد جولة المفاوضات، وتناقشنا مع دي ميستورا واتفقنا على جدول الأعمال، وناقشنا كل ما ورد في القرار 2254، بدءًا من سلة المرحلة الانتقالية إلى قضايا العملية الدستورية والعملية الانتقالية”.

عقّب: “على الرغم من ذلك؛ فشلت المفاوضات”، وشدد “طالما أن مفاوضات جنيف متوقفة؛ فستظهر مبادرات جانبية بصرف النظر عن اسمها، هذه المبادرات علامة غير مباشرة على عدم التقدم في جنيف”.

تابع: “لذلك على المجتمع الدولي، التركيز على العملية السياسية في جنيف، واضح الآن أنه في الجولات السابقة، كان الحضور للدول الداعمة للنظام، فيما كانت الدول الأخرى غائبة. طالبنا أميركا والدول الأخرى والأوروبية والعربية بأن تأخذ دورها بتفعيل العملية السياسية، بالقول للروس إن هذه الطريقة لن تحل الأمور، ولن يكون أي حل”.

في سياق الإعداد للمفاوضات المقبلة، التقى الحريري -مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات- مسؤولةَ شؤون الأمن والخارجية فيدريكا موغريني، وقال الحريري: إن موغيريني “ربطت المساهمة الأوروبية في إعمار سورية بتحقيق الانتقال السياسي”، وأضاف: “شرحنا موقفنا: نريد أن تكون كل الجهود الدولية لدفع عملية جنيف. لا إعادة إعمار قبل الانتقال السياسي، وليس قبل إحراز تقدم في العملية السياسية، كما يقول البعض. طلبنا من موغريني وسفراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل اتخاذ هذا الموقف، وقد وافقوا كلهم”.

في الموضوع ذاته، قال مصدر معارض، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ (جيرون): إن “الجولة التي يقوم بها الوفد في المجمل هي في إطار حشد التأييد لمسار جنيف، ودفع الدول الفاعلة نحو موقف موحد حيال مؤتمر سوتشي الذي تريد روسيا من خلاله إدخال الملف السوري في متاهة سياسية، بحيث تضيع الملفات، بين جنيف وأستانا وسوتشي، الأمر الذي يجعل الدفع الرئيس للملف يأتي من الأروقة الخلفية لهذه التجمهرات الدولية”.

رأى المصدر أن “الدول الأوروبية بالمجمل ليست مع فكرة سوتشي، لكن الأهم من ذلك هو الموقف الأميركي الذي لم يُصدر علنًا موقفَه من المؤتمر، في حين أن مركز صنع القرار الأميركي -بتصوري- يرسل رسائل ميدانية لروسيا، من أجل العزوف عن المؤتمر. دعم الأكراد وفكرة القوة الحدودية الجديدة التي أعلن عنها التحالف يأتي في هذا السياق”.

من جهته، شدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، على “مواصلة العمل في مفاوضات جنيف، باعتبارها المسار الطبيعي الذي تقوده الأمم المتحدة”، وذلك بالتزامن مع مواصلة “الجهود مع المنظمة الدولية والأطراف الأخرى، وخصوصًا الولايات المتحدة الأميركية، للقيام بدورها المأمول في الضغط على النظام، لفرض الالتزام بتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري، والبدء الجدي بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي والمرحلة الانتقالية وما يتفرع عنها من مؤسسات”، وفق ما نشر موقع الائتلاف الرسمي.

وطالب الائتلاف بضرورة “تدخل المجتمع الدولي، لإيقاف الهجمات الوحشية التي تطال المدنيين في كل من إدلب وحماة والغوطة الشرقية بريف دمشق بشكل خاص”، مشيرًا إلى أنه سيتم “التواصل مع الدول المعنية، لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، باعتباره نقطة الانطلاق للوصول إلى أي حل سياسي”.


جيرون


المصدر
جيرون