on
حرب عصابات يخوضها "تنظيم الدولة" غربي درعا.. ماذا وراء ذلك؟
السورية نت - رغداء زيدان
مع انحسار رقعة سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا خلال الأشهر الماضية كان لابد لذراع التنظيم في غرب درعا والذي يسيطر في منطقة حوض اليرموك على مثلث الحدود السورية مع الجولان المحتل والأردن، من إيجاد وسائل بديلة للدعم الذي كان يحصل عليه سابقاً عبر مناطق سيطرة التنظيم في البادية السورية.
عمليات عسكرية محدودة شنها مؤخراً "جيش خالد" المبايع لـ"تنظيم الدولة" غربي درعا ففي الثالث من الشهر الحالي (يناير/ كانو الثاني) قامت مجموعات من التنظيم بالهجوم على الحاجز الرباعي شرقي بلدة عدوان التي يسيطر عليها التنظيم بالإضافة إلى هجوم مشابه بالتوقيت نفسه على بلدة الشيخ سعد المجاورة.
وتمكن التنظيم من السيطرة على الحاجز البلدة، والوصول لأطراف بلدة الشيخ سعد لعدة ساعات قبل أن تشن فصائل المعارضة المسلحة هجوماً معاكساً وتستعيد النقاط التي خسرتها.
بعدها بأيام قليلة استغل التنظيم سوء الأحوال الجوية وقام بعملية عسكرية باتجاه قرى الجبيلية والبكار والعبدلي وأبو حجر في ريف القنيطرة المجاور لمنطقة حوض اليرموك، حيث تمكن من السيطرة على تلك القرى لساعات قبل أن تستعيدها فصائل المعارضة بعد تكبدها خسائر كبيرة في العتاد.
وسيطر التنظيم حينها على مستودعات أسلحة وذخائر لأحد فصائل المعارضة وقام بنقلها مباشرة إلى داخل مناطق سيطرته في حوض اليرموك.
اللافت في تلك العمليات التي قام بها التنظيم سعيه للحصول على أسلحة وذخائر من نقاط تواجد المعارضة المسلحة التي يهاجمها ويسيطر عليها حيث يقوم بعدها بالانسحاب إلى مناطق تواجده سابقاً، ما يعني أن التنظيم في حوض اليرموك قد تأثر بشكل كبير جراء انحسار مناطق نفوذه في سوريا وبدأ يسعى للحصول على تمويل وتذخير ذاتي عبر تلك الضربات المحدودة والتي استطاع من خلالها الحصول على كميات من الأسلحة والذخائر.
فضلاً عن أن سبر خطوط الدفاع الرئيسية لقوات المعارضة في المناطق المحيطة به، قد تمكنه من صد مزيد من محاولات قوات المعارضة السيطرة على منطقة حوض اليرموك.
مراقبون للوضع الميداني غرب درعا يتحدثون عن مخطط يسعى "تنظيم الدولة" لتنفيذه من خلال تلك الضربات المحدودة حيث يتمكن من كسر خطوط دفاع قوات المعارضة في حال قيامه بعملية عسكرية واسعة بهدف التمدد في المنطقة مجدداً، خاصة مع وجود معلومات تتحدث عن إرسال التنظيم لخلايا إلى داخل مناطق سيطرة قوات المعارضة ما يعني أن التنظيم يخطط لشيء ما قد يكون على غرار ما حصل بداية العام الماضي حين تمدد وسيطر على قرى وبلدات تسيل وعدوان وسحم الجولان وجلين وتلي الجموع وعشترة.
العقيد الركن ابراهيم الغوراني قائد "فرقة الحق" أحد أبرز فصائل الجبهة الجنوبية وفي حديث خاص لـ"السورية نت" قال: "إن هدف التنظيم من عملياته العسكرية الأخيرة في المنطقة رفع معنويات عناصره بعد انهيار التنظيم في العراق وشمال سوريا، وبالتالي دب الخوف والرعب في قلوب عناصرنا حسب اعتقادهم".
وتابع العقيد الغوراني: "إن تحدثنا عن تنظيم داعش بشكل عام فهو الآن في أضعف مراحله، ولكن بالنسبة لجيش خالد المبايع للتنظيم، ما زال لديه مقومات البقاء والاستمرار إلى فترة مؤقتة وهذا ما يفسر نجاحهم في عدة معارك ضدنا مستغلين عدم جدية فصائل الجيش الحر في معارك الصد والرد، وهذا ما يزيدهم قوة حالياً وهي زائلة في الأيام المقبلة".
وأضاف الغوراني: "أن التأخير في حسم المعركة ضد جيش خالد يأتي نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشها الجنوب السوري وتمركز التنظيم في زاوية جغرافية واسعة لها عدة منافذ سرية للإمداد وتحصنه داخل قرى حوض اليرموك مستغلين وجود المدنيين فيها، بالإضافة إلى أن الجيش الحر يقاتل على أكثر من جبهة عسكرية في شمال وشرق درعا ضد قوات نظام الأسد، ما يزيد الأمور تعقيداً".
وختم الغوراني كلامه لـ"السورية نت" بقوله: "هناك أكثر من خطة عسكرية للقضاء على تنظيم داعش سوف تكون على مراحل، لأننا نعلم ما حجم الخسارة الكبيرة لعناصرنا في حسم هكذا معركة من حيث الموقع الجغرافي الذي يتحصن به التنظيم ومن المفهوم العسكري، فالمهاجم هو أكثر خسارة من المدافع في هكذا موقع ونحن نسعى لحسم المعركة بأقل الخسائر الممكنة".
محاولات التنظيم المتكررة باتجاه مناطق سيطرة المعارضة هي بمثابة مناورات عسكرية دون أدنى شك، لكن مخططاته تبقى غير معروفة في انتظار ما ستؤول إليه المعارك في تلك المنطقة في قادم الأيام، خاصة مع وعود من فصائل المعارضة بقرب حسم المعركة لصالحهم هناك.
اقرأ أيضا: "الاتحاد الديمقراطي" الكردي يدعو إلى مواجهة القصف التركي على عفرين
المصدر