معارك “أبو ظهور”.. تبادل مواقع السيطرة بانتظار توافقات الكبار



ما تزال معارك الكر والفر، في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشرقي، بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى، متواصلةً حتى اليوم الأربعاء، وسط تبادل السيطرة بين الطرفين، على قرى وبلدات في الريفين.

قال قائد عسكري، فضّل عدم نشر اسمه، لـ (جيرون): إنّ “عناصر من فصائل المعارضة وأخرى إسلامية، تصدوا لهجمة النظام وميليشياته باتجاه مطار (أبو ظهور) العسكري، وشنّوا عمليات هجومية متعددة من الجهة الغربية؛ أربكت قيادة غرفة عمليات النظام وحليفه الروسي؛ كونه من المُحال الوصول إلى المطار من الجهة الجنوبية”.

وأوضح أنّ “قوات النظام وحليفها الروسي أُجبرت على تحويل محور الهجمات على المطار، إلى جبل الحص في الجهة الشمالية الشرقية للمطار (يبعد عنه نحو 17 كيلومترًا)، بعد فشلها في محاولة التقدم من الجهة الجنوبية في (تل سلمو) التي تزامنت مع شن فصائل المعارضة لهجمات من الجهة الغربية عبر محور سنجار، حيث مُنيت قوات النظام والميليشيات الموالية بخسائر بشرية ومادية كبيرة”.

تكمن أهمية مطار (أبو ظهور) العسكري في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، في موقعه على أوتوستراد (حلب-حماة، مرورًا بمعرة النعمان وسراقب). وسقوطه بيد النظام يعني سيطرته ناريًا على الأوتوستراد، وقصفه للمناطق الخارجة عن سيطرته، في ريفي إدلب وحماة.

تستميت قوات النظام الآن للسيطرة على المطار؛ ذلك أن فشلها في ذلك يعني محاصرة قواتها الموجودة في القرى المحيطة بالمطار (التي سيطرت عليها مؤخرًا) وحتى سنجار جنوبًا، أما في حال نجاحها في الوصول إلى المطار ووصله مع حلب؛ فستتمكن من محاصرة مقاتلي المعارضة، بين فكي كماشة: (داعش) في محور الرهجان شرقي حماة، وقوات النظام جنوب مطار (أبو ظهور).

أشار القائد العسكري إلى “صدّ فصائل المعارضة لنحو 36 هجومًا لقوات النظام من محور جبل الحص، الذي يتكوّن من تلال عديدة وفيه عشرات القرى، أبرزها (سيالة، عبيسان، رملة، حجارة، برج سبنة”، موضحًا أنّ “قوات النظام خسرت نحو 150 عنصرًا على محور الحص فقط، إضافة إلى أسر 14 مقاتلًا من عناصرها، والاستيلاء على آليات ومركبات ثقيلة، وإعطاب أخرى”.

ولفت إلى أنّ “النظام يحاول السيطرة على قرية (أبو ظهور) من الجهة الجنوبية؛ ما يؤدي إلى حصار مقاتلي فصائل المعارضة في القرية، ويقطع كذلك الطريق على المرابطين في جبل الحص من مقاتلي المعارضة؛ لأنّ في الجهة الشمالية سبخةً، تحول دون وصول المؤازرت إليها. وكل ذلك يتزامن مع ضغط كبير من قبل قوات النظام على محور (أبو رويل) القريب من المطار”.

بحسب القائد العسكري، فإنّ القصف المكثّف على مناطق رباط فصائل المعارضة، في المحورين الشرقي والشمالي، جعلها تنسحب من عدة قرى وبلدات”، وأشار إلى أنّ “العمل جاء حاليًا لاستعادة المناطق التي خسرناها، من الجهة الشمالية والشرقية لمطار (أبو ظهور)”.

في السياق ذاته، ذكر مركز (نورس) للدراسات، المقرّب من فصائل المعارضة، في إحصائية صدرت عنه، مؤخرًا أنّ نحو “935 عنصرًا من قوات النظام، بينهم 39 ضابطًا، قُتلوا، وأسر 64 آخرين، خلال المعارك الجارية في ريفي إدلب وحماة منذ نحو أربعة أشهر”.

إلى ذلك، قسّم المقدم فارس بيوش، القيادي في الجيش السوري الحر، مناطق النفوذ التي ستفرزها معارك ريفي حماة وإدلب، وقال لـ (جيرون): إنّ “المنطقة باتت واضحة المعالم، بالنسبة إلى الأعمال العسكرية المتوقعة، حيث سيأخذ تنظيم (داعش) منطقة شرقي مناطق سيطرة النظام في ريف حماة الشرقي، فيما يستقدم النظام قواته من دير الزور والبادية باتجاه ريف حلب الجنوبي ومطار (أبو ظهور)، في الوقت الذي سيتابع فيه الجيش الحر تنفيذ الأعمال القتالية بتكتيك جديد وفعال لتحقيق النتائج المخططة”.

وأكدّ بيوش أنّ “المعارك لن تتوقف؛ ما لم يتم التوصل الى اتفاق سياسي”، وأشار إلى “إمكانية فرض هدن مؤقتة تقتضيها التطورات السياسية”، وتوقّع أن “تهدأ المعارك في المنطقة المذكورة، لمدة محدودة غير طويلة”. وشدّد على أنّ “فصائل المعارضة، لديها مقومات الصمود، والقدرة على شنّ الهجوم أيضًا”، وأشار إلى “إثبات فصائل الجيش الحر، في كل مرة، قدرتها على قلب الموازين، عندما يحتاج الموقف إلى ذلك، وأنها تستطيع امتلاك زمام المبادرة في كل مرة”.

في سياق عودة الدعم الدولي إلى فصائل المعارضة، بعد انطلاق معارك ريفي حماة وإدلب، أوضح بيوش أنّ “الدعم هو قرار دولي وليس قرار لدولة بعينها، وهو ما يحتاج إلى توافق دولي”، وتوقّع أن “يكون هناك شيء جديد في هذا الخصوص، خلال الشهر المقبل”.


جيرون


المصدر
جيرون