واشنطن لتخفيف التشنج التركي.. وأنقرة: لن نسمح



تحاول واشنطن تخفيف التشنج التركي -حيال بدء تشكيل قوة أمنية شمال شرق سورية، تشكّل ميليشيات (قوات سورية الديمقراطية) عمودها الفقري- من خلال تصريحات صادرة عن مؤسسات صنع القرار الأميركي، في وقتٍ أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في محادثةٍ مع ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو أن بلاده لن تسمح أبدًا بخطوة كهذي.

قال إريك باهون، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الثلاثاء: إن بلاده “تتفهم مخاوف تركيا، إزاء القوة الأمنية الحدودية التي تخطط لإنشائها في سورية”، وأكد أنه يتم بحث “القضية مع المسؤولين الأتراك”.

أضاف المسؤول الأميركي أن واشنطن “في حالة اتصال منتظم ووثيق مع تركيا: شريكتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو).. هذا بالضبط (ملف القوة الأمنية) هو موضوع المباحثات المستمرة، بين المسؤولين الأميركيين ونظرائهم الأتراك”، بحسب وكالة (الأناضول).

من جهة ثانية، قالت هيذر ناورت، الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية: إن “كل نشاط نقوم به مع (قوات سورية الديمقراطية/ قسد) يتعلق بالشأن الداخلي لسورية”، مضيفة، خلال مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، أن “تركيا دولة مهمة، ولها قيمة في حلف شمال الأطلسي”.

في المقابل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ناتو، أمس الثلاثاء، أن بلاده “ترفض بالمطلق” تشكيل قوة أمنية حدودية شمالي سورية. وأضاف أن “محاولة كهذه لن تخدم وحدة سورية واستقرارها… ليس من الممكن فهم تعاون بعض الحلفاء مع المنظمات الإرهابية”، بحسب ما نقلت عنه وكالة (الأناضول) التركية.

أكد الرئيس التركي أيضًا أن أنقرة “ستتخذ كافة التدابير الضرورية، من أجل الحفاظ على أمنها القومي، في إطار حقوقها النابعة من القانون الدولي في مواجهة التطورات الأخيرة في سورية”، معقبًا أن أنقرة أيضًا “ستواصل التوضيح للمسؤولين الأميركيين، على كافة المستويات، أنها لن تبقى متفرجة حيال تشكيل قوة إرهابية على الجانب الآخر من حدودها”.

في السياق ذاته، شدد خلوصي أكار، رئيس أركان الجيش التركي على أنه “لا يمكن أن نسمح، ولن نسمح، بدعم وتسليح (وحدات حماية الشعب) الكردية، تحت اسم (شريك عملياتي)، ونأمل العدول عن هذا الخطأ بأسرع وقت”. ودعا أكار، خلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية لرؤساء أركان اللجنة العسكرية لحلف (ناتو) في بروكسل، إلى “عدم قيام حلف (ناتو) بالتمييز بين المنظمات الإرهابية، عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب”.

لبحث القضية أيضًا، التقى أكار أمس مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، على هامش اجتماع اللجنة العسكرية للناتو، وذكرت (الأناضول) أن اللقاء كُرّس “لبحث آخر المستجدات على الساحة السورية ومسائل أمنية إقليمية أخرى”.


جيرون


المصدر
جيرون