“غصن الزيتون” تتقدم.. و”الوحدات”: الروس خذلونا



تواصل تركيا عملية (غصن الزيتون) التي أطلقتها، يوم السبت الماضي، ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) في عفرين، في الوقت الذي تؤكد فيه أنقرة أن العملية ستنتهي في أقرب وقت، وذلك بالتزامن مع قلق أميركي وشعور “بالخذلان” من قبل الوحدات.

ذكرت وكالة (الأناضول) التركية أن عملية (غصن الزيتون) نجحت “في تشكيل خطوط دفاع، عبر السيطرة على 11 نقطة في مدينة عفرين، شمالي سورية”، مشيرة إلى أن “قوات الجيش السوري الحر -المدعومة من الجيش التركي- أحكمت سيطرتها على قرى: شنكال، كورني، بالي، إدامانلي، مزارا كيتا، وكوردو، بينو، تلة سورية، تلة 240، إلى جانب تلتين أخريين”.

في هذا السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، في أثناء خطابٍ أمام تجمع نسائي حاشد لفروع المرأة بحزب (العدالة والتنمية) الحاكم، في مدينة بورصة: إن “القوات المشاركة في العملية ستسحق مقاتلي (وحدات حماية الشعب) المدعومة من الولايات المتحدة، وستنهي العملية خلال وقت قريب، وستقوم بملاحقتهم أينما ذهبوا”.

أضاف أردوغان أن بعض حلفاء تركيا (واشنطن) قاموا بتزويد (وحدات حماية الشعب) بـ “ألفي طائرة استطلاع و5 آلاف شاحنة محملة بأسلحة”، وعقّب: “يجب ألا تعولوا على دعم واشنطن حتى تتغلبوا على تركيا… بإذن الله، ستنتهي هذه العملية في وقت قريب جدًا”.

حول أهداف العملية، أعلن رئيس الوزراء التركي (بن علي يلدريم) أن “العملية ستنفذ على أربع مراحل، وتستهدف إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومترًا”، في وقتٍ قال فيه نائب رئيس الوزراء التركي (بكر بوزداغ): إن تركيا ستعمل “على إنشاء منطقة آمنة، يمكن فيها لسكان المنطقة من الأكراد والتركمان والعرب العيش بحرية”.

أضاف بوزداغ، خلال لقاء عقده أمس الأحد مع صحافيين، أن “هناك إرادة لإنشاء منطقة آمنة في الجانب السوري من الحدود؛ من أجل ضمان أمن المدنيين على طرفي الحدود”، منوهًا إلى أن “تركيا لا تعمل فقط من أجل تأمين حدودها، أو من أجل تطهير المنطقة من المنظمات الإرهابية، وإنما تقوم أيضًا بحماية حدود حلف شمال الأطلسي (ناتو)؛ إذ إن تركيا هي حدود (ناتو) في هذه المنطقة”، وفق وكالة (الأناضول).

تابع: “تركيا استخدمت الوسائل الدبلوماسية حتى النهاية، وأوضحت للولايات المتحدة وروسيا وإيران والمجتمع الدولي رؤاها، في ما يتعلق بجعل مكافحة المنظمات الإرهابية، في تلك المنطقة، أكثر نجاعة، وكانت تبلغهم بالتطورات أولًا بأول”، مشددًا على أنه “قبل بدء عملية (غصن الزيتون) تمّ عقد اللقاءات اللازمة مع روسيا والولايات المتحدة وإيران”.

في السياق، نقلت الأركان التركية عن رئيسها خلوصي أكار قوله أمس الأحد : إن “عملية (غصن الزيتون) حق مشروع لتركيا، تكفله القوانين والقرارات الدولية”، مضيفًا في البيان الصادر عن الأركان أن “عمليات القوات المسلحة التركية تأتي في إطار المادة 51 لمعاهدة الأمم المتحدة، بحق الدفاع عن النفس، وقرارات مجلس الأمن الدولي بمكافحة الإرهاب والقوانين الدولية”، ومؤكدًا أنّ “العملية تستهدف فقط المواقع العسكرية للإرهابيين، مع اتخاذ أقصى درجات الحذر لتجنيب المدنيين المخاطر”.

على الصعيد الدولي، أعلنت الخارجية الأميركية عن قلقها “إزاء أوضاع المدنيين في مناطق شمال غربي سورية”، وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم الوزارة (هيذر نويرت)، أمس الأحد، أن “الولايات المتحدة تواصل دعم تركيا: حليفتنا في حلف شمال الأطلسي وشريكتنا الحاسمة في محاربة (داعش)، ونتفهم مخاوفها الأمنية المحقة، إلا أننا ندعوها إلى أن تكون عمليتها العسكرية محدودة، وأن تتوخى الحذر حيال سقوط ضحايا من المدنيين، وندعو كافة الأطراف إلى التركيز على الهدف المركزي المتمثل بـ (داعش)”.

في الموضوع ذاته، دعت فرنسا أمس الأحد إلى عقد “جلسة طارئة” في مجلس الأمن الدولي؛ للنظر في التطورات الحاصلة في سورية، وذكر بيان صادر عن الخارجية الفرنسية أن باريس “حريصة على أمن تركيا وأراضيها وحدودها”، لكنها دعت “السلطات في أنقرة إلى التحلي بضبط النفس في تحركاتها، والنظر إلى الأوضاع الصعبة التي تعيشها سورية، خصوصًا الأوضاع الإنسانية المتدهورة”، وفق صحيفة (الشرق الأوسط).

في المقابل، كشف سبان حمو، قائد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) عن شعور القوات بالخذلان، وقال إن روسيا “خانت وغدرت بأكراد سورية، عند سماحها بالعملية التركية في عفرين شمال غربي حلب”، مضيفًا في تصريحات لصحيفة (الشرق الأوسط) أن النظام السوري أبلغ “الوحدات بأن موسكو منعت قوات الحكومة السورية من الرد على الجيش التركي، وأنها منعت تقديم الدعم للوحدات”.

وأكد أن (الوحدات) طلبت من روسيا “غطاء جويًا، وأن تمنع تركيا من قصفنا، لكن الروس لم يوافقوا، الآن الوضع سيئ والقصف مستمر، ولم يتوقف خلال الـ 24 ساعة الماضية”، معتبرًا أن “هناك تواطؤًا روسيًا مع تركيا، بل هناك خيانة وغدر من روسيا”، وفق قوله. (ص.ف).


جيرون


المصدر
جيرون