صَدَمَت المذيعيّن بسؤالها عن الأسد وسوريا.. فيديو لصحفية أجنبية تُربك قناة "سما" الموالية للنظام



السورية نت - مراد الشامي

لم تكن تتوقع قناة "سما" الفضائية، المعروفة بولائها الشديد لنظام بشار الأسد، أن الصحفية التي استضافتها على شاشتها، ستسبب لها إحراجاً لم يسبق له مثيل منذ بدء عمل القناة، ما دفع الأخيرة إلى قطع المقابلة تجنباً لمزيد من المآزق.

واستضافت القناة، الصحفية "إيزابيل يونغ" مراسلة تلفزيون "VICE" الذي يقدم سلسلة من الأفلام الوثائقية، وكانت الصحفية في دمشق أثناء تصويرها لفلم يرصد الحياة في المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد.

وصوّرت "إيزابيل" هذا الفلم بداية العام الماضي، وعرضته شبكة HBO في حلقات منفصلة، إلا أن تلفزيون "VICE" نشره كاملاً على قناته في موقع "يوتيوب" الأسبوع الفائت.

وبدا مذيعا برنامج "صباح الخير" الذي استضاف "إيزابيل" متحمسان مع بداية اللقاء، إلا أنهما وعند أول سؤال وجهاه للصحفية، انصدما بإجابتها، حيث سأل المذيع: "أهلا بك إيزابيل في سوريا، عندما جئتِ إلى سوريا، كان لديك أفكاراً تودين تضمينها في فِلمِكِ، ماذا كانت أهدافك الأساسية؟".

وأجابت الصحفية أنها أرادت الابتعاد عن وجهة نظر حكومة النظام لما يجري، ولمعرفة كيف يعيش السوريون، وأضافت أنها تفاجأت بعدد الملصقات وكمية الولاء المفترض للأسد، وتوجهت للمذيعين بسؤال: "ما رأيكم أنتم كذلك في هذا؟".

بعد هذا السؤال دخل المذيعان في صمت مطبق، ولم يجرؤ أي منهما على الإجابة، حتى تدخلت المذيعة وتجاهلت الإجابة، وسألت "إيزابيل": "هل وجدتِ صعوبات خلال تنقلك بالمدن السورية، أو خلال ذهابك إلى مناطق معينة في سوريا؟".

لكن جواب الصحفية على هذا السؤال كان أشد وقعاً من إجابتها الأولى، حيث قالت إن شخصاً من حكومة النظام رافقها في تحركاتها، وأنها خلال تنقلها تعرضت لكثير من الأسئلة المتعلقة بحصولها على موافقات للسماح لها بالتصوير، مشيرةً أنها واجهت صعوبة خلال حديثها من الناس.

وتوجهت "إيزابيل" لمذيعي القناة بسؤال: "لا أعلم إذا كان هذا سببه بشكل جزئي، المعوقات الموجودة أمام الإعلام، هل يمكنكم إخباري عن ذلك؟".

ولم يرق للصحفية عدم إجابة المذيعين على سؤالها للمرة الثانية، لتتوجه لهما بالقول: "هل باستطاعتكما الإجابة على أي سؤال من أسئلتي؟"، الأمر الذي دفع المذيعة إلى قطع المقابلة والخروج في فاصل إعلاني.

وقالت "إيزابيل" بعد عرضها للمقابلة التي أجرتها مع مذيعي قناة "سما"، أنه بدا لها أن نظام الأسد يستخدم وسائل الإعلام لرسم جانب لامع لسوريا، مشيرةً أن ذلك كان سبباً في بتوجيه حكومة الأسد لها للذهاب إلى اللاذقية، حيث صوّرت هناك أناساً يلهون ويسبحون، وبعضهم تعرى من ملابسة، للإيحاء بالحياة الطبيعية الهانئة التي ينعم بها السوريون.

ويتوفر فيلم "إيزابيل" باللغتين الإنكليزية، والعربية (حيث ترجمته مجموعة neoIRT التي تضم صحفيين سوريين وناشطين إعلاميين).

وفرض نظام الأسد منذ بدء الثورة في سوريا، حظراً على وسائل الإعلام العربية والأجنبية لتغطية الاحتجاجات، كما لاحق الصحفيين والناشطين الذين تحدثوا ضده، وصوّروا المظاهرات، ولم يسمح النظام سوى لبعضة محطات عربية بالعمل داخل مناطق سيطرته، ومعظمها تتبع لإيران وتؤيد ميليشيا "حزب الله".

اقرأ أيضا: دفاع مستميت من قبل مذيع لـ"بي بي سي" عن الأسد يثير سخط سوريين




المصدر