الغارديان: مبعوث الأمم المتحدة يحضر محادثات السلام السورية رغم المقاطعة



مؤتمر سوتشي المدعوم من روسيا يتحول إلى صراع على السلطة، حيث تغيب جماعات المعارضة

سيحضر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، مؤتمر السلام الذي ترعاه روسيا، والذي قاطعته المعارضة السورية الرسمية بحضور 1000 مندوبٍ، من المتوقع أنْ يؤيدوا بيانًا يدعو الغرب إلى رفع العقوبات، وبدء إعادة إعمار سورية.

يُذكر أنَّ مؤتمر الحوار الوطني السوري سيُعقد في منتجع سوتشي على البحر الأسود، يومي الإثنين والثلاثاء، وتقاطعه أيضًا الجماعات الكردية السورية.

هيئة المفاوضات السورية، وهي مظلةٌ للمعارضة السورية، صوّتت يوم السبت 27 كانون الثاني/ يناير، بعدم حضور مؤتمر فلاديمير بوتين الاستعراضي، قائلةً: إنَّه معدٌّ للتخلص من محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.

تشعر هيئة المفاوضات السورية بقلقٍ عميق من إعلان الأمم المتحدة في الساعات الأخيرة بأن دي ميستورا سيحضر مؤتمر سوتشي، وهو القرار الذي أشادت به وزارة الخارجية الروسية.

لقد تحوّل مؤتمر سوتشي للسلام، والصدقية المرتبطة به، إلى صراعٍ على السلطة، من خلال كيفية إنهاء حرب السنوات السبع، وإمكانية إيجاد تسوية تكون مقدّمة لرحيل بشار الأسد من منصبه، من خلال انتخاباتٍ ديمقراطية بإشراف الأمم المتحدة، حيث إنَّ بوتين مصممٌ على أنْ تخرج روسيا من العملية، باعتبارها وسيطًا يتحكّم بالعملية بلا منازع.

غير أنَّ هيئة المفاوضات السورية قالت: إنَّ روسيا لا تعتزم السماح لعملية السلام في سوتشي بأنْ تؤدي إلى أيّ تغييرٍ سياسي بعيدًا عن نظام الأسد. وقد أشارت التسريبات إلى أنّ بعضًا من الشروط المسبقة لحضور الأمين العام أنطونيو غوتيريس، بما في ذلك أولوية العملية التي ترعاها الأمم المتحدة، قد قوبلت بالترحيب صراحةً من الروس.

وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في بيانٍ له: إنَّ “الأمين العام واثقٌ من أنّ مؤتمر سوتشي سيكون مساهمةً مهمة لإحياء عملية المحادثات، بين الأطراف السورية تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف”.

وكان قرار هيئة المفاوضات السورية بمقاطعة الحضور قد صدر بموافقة 26 من أعضائها الستة وثلاثين، بعد أنْ انتهت محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في فيينا، من دون أي إشارةٍ إلى أنَّ روسيا مستعدةٌ لأن تمارس ضغطًا جديًا على الأسد، حول التفاوض بخصوص قضايا أساسية في جوهر خطة دي ميستورا للسلام، بينما تركيا، وهي واحدةٌ من الدول التي ترعى هيئة المفاوضات السورية، قد طالبتها بالحضور، وتغيير مؤتمر سوتشي من الداخل.

ترعى روسيا وتركيا، إلى جانب إيران، محادثات سوتشي التي من المتوقع أنْ تفضي بغالبية حضورها إلى تفضيل بقاء الأسد في السلطة. وجاء في بيانٍ منسوب إلى المؤتمر أنّه سيدعو إلى رفع العقوبات الانفرادية، وحثِّ الغرب على المساعدة في إعادة اعمار سورية، كما سيشكّل المؤتمر لجنةً لصياغة دستورٍ جديد لسورية.

وأعلنت السلطات في منطقة الحكم الذاتي الكردية في سورية، يوم الأحد 28 كانون الثاني/ يناير، أنّها لنْ تحضر هذه المحادثات، محمّلةً المسؤولية للهجوم الذي تشنّه تركيا على منطقة عفرين الكردية منذ أسبوع.

اتصفت محادثات فيينا بغضبٍ من النظام، بشأن مجموعةٍ من المقترحات التي قدّمتها كلّ من الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والأردن، وبريطانيا، وفرنسا، بخصوص تعزيز دور رئيس الوزراء في سورية على حساب سلطة الأسد، كما دعت المقترحات أيضًا إلى تهيئة ظروفٍ مناسبة لإقامة انتخاباتٍ رئاسية وبرلمانية جديدة. كانت الاقتراحات تكملةً للسياسة التي طرحها ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأميركي، في خطابٍ في جامعة ستانفورد، مصممةً لتسمَ سياسةً جديدة من التدخل في سورية بعد هزيمة (داعش).

بشار الجعفري، كبير المفاوضين السوريين، يتحدث للصحفيين بعد محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة في فيينا يوم الجمعة. تصوير: أليكس هالادا/ وكالة الصحافة الفرنسية/ صور جيتي

وقال مفاوض الحكومة السورية بشار الجعفري، للصحافيين: إنّ سعي تلك البلدان، لتشكيل مستقبل سورية السياسي، يُعدّ “بمثابة الكوميديا ​​السوداء”، في نسخةٍ عربية وإنكليزية من الوثيقة التي تمّ تداولها على الإنترنت. وقال عن الدول الخمسة: “كلّهم شاركوا في سفك دماء الشعب السوري”، واصفًا الولايات المتحدة بأنّها من “خلقت داعش”، وأضاف: يمكن وصف المملكة العربية السعودية بأيّ شيءٍ، إلا أنَّها “منارةٌ للحرية في الشرق”.

اسم المقالة الأصلي UN envoy to attend Syria peace talks despite boycott الكاتب باتريك وينتور، Patrick Wintour مكان النشر وتاريخه الغارديان، The guardian، 28/1 رابط المقالة https://www.theguardian.com/world/2018/jan/28/un-envoy-attend-russia-backed-syria-peace-talks-sochi-despite-opposition-boycott عدد الكلمات 592 ترجمة أحمد عيشة


أحمد عيشة


المصدر
جيرون