سياسي مؤيد للسيسي يترشح لانتخابات الرئاسة ومصريون يصفونه بـ"الكومبارس"



السورية نت - مراد الشامي

أصبح السياسي المصري موسى مصطفى موسى، المنافس الوحيد للرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس/ آذار المقبل، بعد تقديم أوراق ترشحه، اليوم الإثنين، للهيئة الوطنية للانتخابات قبل دقائق من غلق باب الترشح.

وكادت الهيئة تعلن السيسي الذي يسعى لإعادة انتخابه لفترة ثانية وأخيرة مدتها أربع سنوات، مرشحاً وحيداً بعد انسحاب العديد من منافسيه المحتملين وظهور دعوات للمقاطعة.

لكن ممثلين قانونيين عن موسى رئيس حزب "الغد" قدموا أوراق ترشحه قبل أقل من نصف ساعة من غلق باب الترشح في تمام الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي (1200 بتوقيت جرينتش)، وانضم لهم موسى في وقت لاحق.

وقال موسى في تصريح لوكالة رويترز، إنه "قدم أوراق ترشحه للهيئة الوطنية للانتخابات بعد أن جمع العدد المطلوب من توكيلات التأييد اللازمة من نواب البرلمان ومن المواطنين أيضاً".

وأوضح في مؤتمر صحفي عقده بمقر الحزب في وسط القاهرة، مساء الاثنين، أنه "قدم للهيئة الوطنية 27 استمارة تزكية من نواب البرلمان. وأن حملته جمعت أكثر من 40 ألف توكيل تأييد من المواطنين لكن لم يسعفها الوقت لفرزها وفحصها وتقديمها للهيئة".

حزب مؤيد للسيسي

وينص قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية الذي أقر عام 2014 على ضرورة أن يحصل الراغب في الترشح، على تزكية 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب حتى تقبل أوراق ترشحه، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها.

وما كان للسيسي أن يفوز بالتزكية إذا لم يترشح أحد أمامه، إذ يجيز القانون أن يخوض الانتخابات مرشح وحيد شريطة أن يحصل على أصوات خمسة بالمئة من إجمالي عدد الناخبين المقيدة أسماؤهم في جداول الانتخاب. ويتجاوز عدد الناخبين المسجلين في مصر 50 مليونا.

وموسى وحزبه يعتبران من مؤيدي السيسي، وكان حسابه على "فيسبوك" يعج بصور وكلمات التأييد للرئيس حتى صباح الاثنين. وكان حزب "الغد" ينظم ويشارك في حملات وفعاليات لتأييد ترشيح السيسي لفترة سياسية ثانية.

"كومبارس لحفظ ماء الوجه"

وتشير تقارير في وسائل إعلام محلية إلى أنه قدم أوراق ترشحه في محاولة لحفظ ماء الوجه، وحتى لا يبقى السيسي مرشحاً وحيداً.

ويصف نشطاء معارضون وصحفيون ومستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي موسى بأنه مجرد "كومبارس" يقوم بدور في مسرحية.

ورفض موسى هذا الاتهام. وقال بعد مؤتمره الصحفي: "هذا طبعا كلام فارغ.. نحن ندخل منافسة شريفة محترمة كي نفوز بها"، على حد تعبيره.

وأضاف أن "الحزب كان يفكر في خوض الانتخابات منذ فترة طويلة، لكن لم يتخذ هذه الخطوة بسبب وجود العديد من المرشحين المحتملين، لكن عندما انسحب جميع المرشحين عاد وقرر المشاركة".

وتابع: "عندما وجدنا أن الساحة لا يوجد بها أي منافسة وأن لنا أدواراً مهمة نستطيع القيام بها (...) الهيئة العليا (للحزب) قررت المشاركة".

من جانبه، قال محمود موسى نائب رئيس الحزب: "كنا في فترة مؤيدين للرئيس السيسي قبل ما نأخذ قرار ونشارك"، مضيفاً: "لدينا برنامج محترم يعرض على الشعب المصري ونحن نعرض أنفسنا على الشعب المصري مثلنا مثل أي مرشح".

وكانت الهيئة الوطنية قالت الأسبوع الماضي إن أكثر من مليون شخص حرروا توكيلات تأييد للسيسي في مكاتب الشهر العقاري على مستوى الجمهورية.

وقال محمد أبو شقة المتحدث باسم حملة السيسي والممثل القانوني لها في مؤتمر صحفي بالقاهرة يوم الاثنين إن الحملة جمعت نحو 915 ألف توكيل من مواطنين لكنها قدمت 173 ألفا منها فقط للهيئة الوطنية بالإضافة إلى استمارات تزكية من 549 نائباً بالبرلمان المؤلف من 596 عضواً.

وأضاف أن التوكيلات الشعبية، التي قدمتها الحملة للهيئة، تضم مواطنين من كل المحافظات والأعمار وتمثل كل أطياف الشعب المصري.

دعوة للمقاطعة

وانتُخب السيسي وزير الدفاع السابق في عام 2014 بعد عام من قيادته الجيش والإطاحة بالرئيس محمد مرسي. ومن المتوقع أن يفوز بسهولة في الانتخابات المقبلة، وهي الاقتراع الرئاسي الثالث منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بحكم حسني مبارك.

ودعت عدة شخصيات سياسية بارزة، أمس الأحد، إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة، مشيرين إلى موجة من القمع انتهت بتراجع منافسي السيسي المحتملين عن المشاركة وباحتجاز أبرزهم بعد توجيه اتهامات له.

وانتقدت الأمم المتحدة وجماعات حقوقية وشخصيات معارضة العملية الانتخابية في مصر بشدة، وقالوا إن "المناخ الذي تجري فيه شابه ترهيب مرشحي المعارضة وإلقاء القبض على مؤيديهم مضيفين أن هناك تحيز لصالح الرئيس الحالي".

ويأتي ظهور مرشح منافس للسيسي في اللحظة الأخيرة بعد يومين من إصابة هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات وأحد قادة الحملة الانتخابية لرئيس أركان القوات المسلحة الأسبق الفريق سامي عنان، إثر تعرضه لهجوم بأسلحة بيضاء خارج منزله.

وتوقفت حملة عنان فجأة الأسبوع الماضي بعد إعلان القيادة العامة للقوات المسلحة استدعاءه للتحقيق واتهامه بعدة تهم من بينها الترشح دون الحصول على موافقة القوات المسلحة لأنه لا يزال ضابطا مُستدعى.

والأسبوع الماضي، قال المحامي الحقوقي المصري البارز خالد علي إنه تراجع عن خوض السباق الانتخابي. وأضاف "لن نتقدم بأوراق ترشحنا في سياق استنفد أغراضه من وجهة نظرنا قبل أن يبدأ".

وكان الفريق أحمد شفيق قائد القوات الجوية ورئيس الوزراء الأسبق أعلن هذا الشهر تراجعه عن فكرة الترشح للرئاسة قائلا إن إقامته لنحو خمس سنوات في الإمارات ربما أبعدته عن المتابعة الدقيقة لما يجري في مصر.

من جانبهم، قال محللون إن "الترشح المفاجئ والسريع لموسى يشير إلى أن الدولة تريد تجنب إجراء انتخابات بمرشح وحيد".

وقال إتش.إيه هيلر وهو زميل كبير غير مقيم في معهد أتلانتك كاونسيل: "الدولة المصرية لا تريد أن توصف (الانتخابات) على الصعيد الدولي بأنها استفتاء".

وأضاف: "حتى لو كان هذا المنافس هو موسى مصطفى موسى الذي يؤيد السيسي علناً لفترة رئاسية ثانية. الصورة ستكون أفضل من ألا يترشح".

وعلق مستخدم لتويتر على صورة ملتقطة لحساب موسى على فيسبوك، والتي يظهر فيها السيسي وتحت منه عبارة "نؤيدك رئيسا لمصر"، قائلا: "المنافسة ستكون شديدة جدا".

اقرأ أيضا: فيديو مسرب لباسيل يشعل توتراً في لبنان.. ماذا قال عن رئيس مجلس النواب؟




المصدر