بعد تعرض جنودها للقصف وانفجار مفخخة.. هل ستواصل تركيا انتشارها ضمن منطقة خفض التصعيد بإدلب؟

31 كانون الثاني (يناير - جانفي)، 2018
5 minutes
السورية نت – شادي السيد

تعرض رتل للجيش التركي مؤلف من عشرات الآليات العسكرية وجنود أتراك، لصعوبات خلال دخوله الحدود السورية، يوم أمس أثناء توجهه نحو تلة العيس بهدف تثبيت نقاط “خفض التصعيد” بريف إدلب وجنوب حلب، الأمر الذي أجبره للتراجع وسط تكهنات بتعثر العملية.

وكان الرتل التركي دخل الحدود السورية مساء أول أمس الإثنين من منطقة كفرلوسين، وعند اقترابه من منطقة العيس تعرض الرتل لعدة قذائف بالمدفعية مصدرها ميليشيات النظام في الحاضر بريف حلب، الأمر الذي أجبره للتراجع باتجاه كفركرمين، ليتعرض فيما بعد لسيارة مفخخة بمدخل مدينة الأتارب أمس الثلاثاء، أدت لتدمير آليات ومقتل متعاقد مدني تركي وإصابة جندي تركي ومدني وفقا لرئاسة أركان الجيش التركي.

ولفت البيان إلى أن الهجوم بسيارة مفخخة “نُفذ من قبل مسلحي التنظيم الانفصالي الإرهابي في إشارة إلى تنظيم بي كا كا/ب ي د الإرهابي” في إشارة إلى الميليشيات الكردية.

من قصف الرتل التركي؟

وعن أسباب استهداف الرتل التركي قبل وصوله لمنطقة العيس والجهة التي تقف ورائه، قال المحلل العسكري ومدير وحدة المعلومات في مركز “عمران” للدراسات الاستراتيجية، نوار أوليفر ب تصريح لـ”السورية نت”، من المرجح استهدافه بالخطأ من قبل مليشيات الدفاع الوطني المتمركزة بمنطقة الوضيحي بريف حلب، ويعود ذلك لعدم دراية النظام وإخطاره  بدخول الرتل ووجهته، من قبل روسيا وإيران كونها الدول الراعية لاتفاق خفض التصعيد إلى جانب تركيا والذي تم التوصل إليه خلال محادثات أستانا”.

ويضيف أوليفر، أن ” المراصد التابعة للمعارضة الخاصة بالطيران الحربي، تمكنت من رصد إشارة من طائرة للنظام، بإخطار مطار حماة العسكري بوجود طيران تركي يرافق الرتل بعد ماتم استهدافه، ثم تلقى أمر بعدم التعرض له والعودة للمطار”.

وعن تداول معلومات حول دور إيراني باستهداف الرتل التركي لمنع تجميد الجبهة هناك ونية إيران فك الحصار عن بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين، يقول أوليفر: ” إيران قد يزعجها تثبيت الأتراك للنقطة في منطقة العيس، لكنه لم يستبعد التوصل مستقبلا لاتفاق يفتح طريق سلمي بين كفريا والفوعة أو إدخال مساعدات بشكل، وبذلك تكون قد ضمنت عدم فشلها في حال فتح عمل عسكري، أو تكبدها خسائر فادحة على يد المعارضة”.

مصير الاتفاق

وحول التكهنات عن عدم تثبيت تركيا لنقاط المراقبة في منطقة العيس حتى الآن، أكد الخبير في الشأن السوري والجماعات المتشددة عبد الرحمن الحاج في تصريح لـ”السورية نت” أن ” الاتفاق قائم لكن تنفيذه كان متوقفا ببعض التفاهمات بين روسيا وتركيا، حول سوتشي، ومع انتهاء المؤتمر أمس، لن يبقى أمام تركيا وروسيا إلا تنفيذه”.

وهو ما أكدته وكالة “الأناضول” أن اتصالا هاتفيا جرى بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، اتفقا خلاله على تسريع تركيا لعملية تأسيس نقاط مراقبة في المحافظة الواقعة شمال غربي سوريا.

بدوره يتفق أوليفر مع رأي الحاج بقوله ” إن الرتل التركي بالرغم من انسحابه إلا أنه لايزال متواجد في موقعين على الحدود السورية التركية ولايستبعد عودته باتجاه العيس خلال الأيام القليلة القادمة”.

وعن أهمية تثبيت الأتراك لوقف النار بالعيس، يرى أوليفر، أن وجودهم مهم جدا، كونه يضمن غياب الضربات الجوية الروسية في المنطقة ووقف تقدم النظام باتجاه غرب سكة الحديد، كما يمنع مستقبلا تهجير المدنيين من سراقب بريف إدلب وصولا للأتارب بريف حلب الغربي.

كما أن المنطقة ستشهد نوع من الاستقرار كالتي شهدتها مدن دارة عزة وقبتان الجبل وسواها بريف حلب الغربي بعد تثبيت الجيش التركي نقاط مراقبة بالقرب منها.

جدير بالذكر أن إدلب أُدرجت في مايو/ أيار 2017، ضمن مناطق “خفض التصعيد”، في إطار مباحثات أستانا حول سوريا بين الدول الراعية للاتفاق (روسيا وإيران وتركيا).

اقرأ أيضا: طالبوهم الوقوف بـ”الدور”.. فيديو يظهر تدافع وفد النظام على الطعام في “سوتشي” يثير السخرية

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]