“لوريا جيركا” لسورياستان



قال اصطيف لصديقة آرام: ما حدا أحسن من حدا، مين هادا ترامب، مين هادا بوتين، مين هدول أصدقاء سوريا الأعداء؟!

ردّ آرام: خير يا طير.. من عند الصبح؟!

رفع اصطيف يديه: تعال نشكِّل مجلس حكم انتقالي لسوريا.

وبصفتنا شو؟! بوصفنا من الشعب السوري العتيد.. العنيد. ومين رح يردّ علينا؟! ما يردّ حدا.. نحنا منقول كلمتنا، ونموت مرتاحي الضمير.

صبّ آرام كأسًا من الشاي لصديقه:

بعيد الشرّ عنك، مع مين بدّي دَردِش كلّ صِبحِيِّة؟ أنا ما عَم دَردِش.. عَم أحكي جَدّ! بدك تطوّل بالك، نحنا لسّه.. بأول المشهد الأول من الفصل التالت من التراجيديا السورية!

صاح اصطيف: بمسرحيِّة.. طوَّلِت 7 سنين؟!

يا اصطيف يا عيوني.. لمّا بتلعَب ورق: وما بيكون معك جوكر بلعبة “الكونكان” شو بيصير؟ بيجي الجوكر.. لغيري وبخسر أنا! وإذا عَم تلعب “بوكر”.. وما معك آس، وإذا عم تلعب “باصرَة”، وما معك ورقة.. حتى تنين “البستوني”، ومانك قاعد عَ الطاولة بين اللاعبين الأربعة الكبار، شو بيكون وضعك؟

حَدَّق اصطيف في قعر كأسِ شايِهِ الثقيل:

متل وضعنا هلّأ، حتى تحت الطاولة مالنا محلّ.. من جنيف وحتى ليالي الأنس في فيينا؛ ومن أستانا.. لسوتشي.

فسأله آرام: ولسّه بِدَّك تسمِّي مجلس حكم انتقالي؟!

بدّي قول رأيي.. بدّي وضّح موقفي، بدّي حط النقاط ع الحروف، بدّي قول للسوريين: ما حدا بيمثلكن.. إنتو الأول؛ وإنتو التاني، وإنتو الأخير. ما بقدر صَفِّق يا اصطيف؛ بَس.. رح إجِي معك، كيف رَح تختار المشاركين؟!

حكَّ اصطيف رأسه:

بعرف الفكرة.. بس ما بعرف كيف أبدا فيها. طيب.. بالتصويت ولا بالتعيين؟! أيّ تصويت.. السوريين تفرّقوا حتى وصلوا لعَند بطاريق الأسكيمو؟!

قال آرام: قصدك.. بتعيين الشباب الطيبة النضيفة الوطنيين.

كلّ عشيرة بترشِّح ممثل واحد، وبينتخبوا واحد منهم ع الواتس ممثل للعشائر. شي حلو.. كأنّك عَم تبدا من داحس والغبراء!

نهض اصطيف منفعلًا: ما فينك غير تتمسخر.

طيب.. كمِّل.

تابع اصطيف: ومن عوائل كل قرية ممثّل عنها؛ وهيك لنوصل لباقي فئات الشعب.

االله يهديك، هادا شي بيشبَه اللوريا جيركا تبع أفغانستان، شو قصّتك اليوم.. ضايعة بوصلتك؟!. اللّي صار فينا بيخلّي حجر الراس يطوش، مرّة بيقولوا: ما في حلّ إلّا بدولة إسلامية؛ ومرّة.. بدولة عِلمَانية؛ ومَرَّة.. بدولة مدنية.. بس بدستور يستند للشريعة الإسلامية.

ضحك آرام: دستور حافظ الأسد كان بيقول هيك كمان!.

شو عرّفني.. شي فايت ببعضه متل كراكيب الخيطان. أخي اصطيف.. من الآخر، اللّي بدُّو يعمل سوريا جديدة، بيعمل مؤتمر وطني عام.. بتمويل سوريٍ ذاتي، وبدون وصايات، وبيعتمد دستور 1950 للمرحلة المؤقتة، لبَينَما يكتبوا السوريين بأنفسهم دستور جديد.

فتنهّد اصطيف: يعني بدنا نعمل سوريا من أول وجديد؟

وإذا ما اتفقنا على شي.. رَح يرجعونا بالغَصِب لحضن دستور حافظ الوحش. خسا.. الطغاة اللي قبل عِيلة الوحش، والغزاة اللِّي قبل هَدُول.. ما قدروا عَ السوريين.

قال آرام: قدر السوريين بكلّ تاريخهم، يعملوا بلدهم كلّ مرّة من جديد.


نجم الدين سمان


المصدر
جيرون