أسعار الخبز السوري ترتفع في غازي عنتاب ودعوات للمقاطعة



قرر مالكو الأفران السورية التي تنتج خبز الأرغفة، في مدينة غازي عنتاب التركية، زيادةَ سعر الربطة من 1.75 ليرة إلى ليرتين، وإنقاص وزنها 70 غرام؛ ما دفع ناشطين إلى إطلاق دعوات لمقاطعة الخبز السوري، حتى تعود الأسعار إلى ما كانت عليه، لأن بقاءها على الوضع الجديد سيشكل عبئًا إضافيًا على عائلات اللاجئين السوريين الفقيرة في المدينة.

أبو وسام، وهو صاحب بقالية سورية في حي جمهوريات، أكد لـ (جيرون) أن “رفع سعر الخبز وتخفيض وزن الربطة جاء نتيجة جشع وطمع المنتجين” وأضاف مبينًا بعض التفاصيل: “كان يوجد عندنا ثلاثة مستويات من الأسعار: ليرة، وليرة ونصف، وليرة وثلاث أرباع، وكانت كل عائلة تشتري حسب حاجتها، أما الآن فالموجود صنف واحد فقط، وقد رُفع سعره ربع ليرة، فضلًا عن إنقاص الوزن”.

أضاف أبو وسام: “أكثر ضحايا رفع الأسعار هم الفقراء، وبخاصة من كان يكفيه خبز بليرة أو ليرة ونصف، فقد أصبح اليوم ملزمًا بأن يدفع ليرتين، هذا الأمر يشبه الاحتكار، ويجبر الفقير على دفع الثمن”. فقد كان “سعر ربطة الخبز وزن 400 غرام بليرة واحدة، في حين أن سعر الربطة من وزن 800 غرام كان يراوح بين 1.5 -1.75 ليرة، حسب جودة المادة واسم (الماركة)”.

قرار لجنة الأفران تضمّن، إضافة إلى توحيد السعر بـ 2 ليرة تركية، توحيدَ وزن الربطة، حيث بات وزنها 730 غرامًا، وهذا يعني نقص 70 غرام عن الوزن السابق، كما ألغت اللجنة ربطة الخبز الصغيرة التي كانت تباع بليرة واحدة، وقسمَت المدينةَ إلى قطاعات، لكل فرن قطاع محدد؛ ما يلغي المنافسة على الجودة بين مختلف الأفران، مع العلم أن جودة الخبز تختلف من فرن لآخر.

على أثر رفع أسعار الخبز؛ أطلق ناشطون سوريون في المدينة حملةً لمقاطعة الخبز السوري. وأوضح مالك مستو صاحب فكرة الحملة لـ (جيرون) أن الهدف الأساس هو “الضغط على أصحاب الأفران؛ بهدف التخفيف عن فقراء اللاجئين السوريين، وخاصة مع تكفّل بعض المنظمات بشراء الخبز لبعض العائلات، من أجل التخفيف عنهم”.

أضاف مالك: “نحن نريد توعية السوريين بأهمية عدم السكوت عن هذا الأمر، ويجب علينا التحرك وكشف جشع التجار. هذه الزيادة ستسبب أزمة كبيرة على أصحاب العائلات الكبيرة، ولا سيّما الفقيرة، والكل مجمع على أن هذا الفعل ظالم”. وأكد أن الأرباح التي ستحققها الأفران من هذه الزيادة ستكون كبيرة، إذا ما قيست بكميات الإنتاج التي تبلغ 80 ألف ربطة يوميًا.

يأتي قرار الزيادة في ظل إقبال اللاجئين السوريين في تركية على استهلاك كميات كبيرة من الخبز السوري، حيث تضم ولاية غازي عنتاب وحدها 24 فرنًا، ينتج الخبز السوري، بحسب ما صرح صاحب أحد الأفران السورية لـ (جيرون).

من جانب آخر، شكّلت أهم المطاعم السورية في المدينة، أول أمس الأربعاء، لجنة تمثلهم للتفاوض مع “لجنة الأفران”، باعتبار أن المطاعم تضررت بشكل مباشر؛ لأنها تستهلك كميات كبيرة من الخبز. وقد أوضح سامح عادل، عضو لجنة المطاعم السورية، أن “زيادة أسعار الخبز كانت غير معقولة؛ لذلك اجتمع أصحاب نحو 30 مطعمًا، وهم يستهلكون نحو 5 آلاف ربطة يوميًا، وقرروا تشكيل لجنة من 3 أشخاص، تمثل الجميع للتفاوض مع الأفران.. قمنا بالتواصل للتفاوض مع الأفران، من أجل التراجع عن قرار رفع سعر الخبز”. ولفت إلى أن  هذا الاجتماع سيعقد خلال اليومين القادمين.

أما الحلول البديلة التي من الممكن طرحها، في حال لم تستجب الأفران -بحسب عادل- فقد تتمثل بعدة أمور منها “اللجوء إلى مقاطعة الأفران، أو شراء الخبز التركي، ومن الممكن إنشاء أفران منافسة من قبل المطاعم، أو التعاقد مع فرن بعينه للضغط على أصحاب الأفران”.

تواصلت (جيرون) مع لجنة الأفران المشكلة حديثًا، للاستفسار عن سبب رفع الخبز في غازي عنتاب، فأجاب مصطفى الأمير، رئيس لجنة الأفران السورية في غازي عنتاب: “إن السبب يعود إلى زيادة أسعار المواد الأولية، حيث كان سعر كيس الطحين سابقًا 51 ليرة تركية، أما اليوم فقد وصل إلى 64 ليرة، كما ارتفعت أسعار المحروقات من 3 ليرات إلى 3.5، وهو ما أثر على الأفران وجعلها تخسر، فضلًا عن أن الأفران التركية اشتكت من فارق السعر، والمضاربة غير العادلة من قبل الأفران السورية في السوق، ولهذا قررت اللجنة توحيد سعر ووزن الخبز، حيث أصبحت الربطة وزن 750 غرامًا، بسعر ليرتين”.

وفي رده على قرار أصحاب المطاعم تشكيل لجنة، رحّب الأمير بذلك، وأكد أنه ينتظر “التواصل من أجل الوصول إلى حل يرضي الجميع”، أما الحملة التي أطلقها الناشطون، فقد اعتبرها الأمير “ظالمة قليلًا، ولا تراعي ارتفاع الأسعار في تركية”، وأكد استعداده للتعاون “وتشكيل لجنة فنية محايدة، لتقييم تكلفة إنتاج الخبز والأرباح التي تجنيها الأفران”.

أكّد الأمير خلال حديثه مع (جيرون) أن لجنة الأفران” قامت بتشكيل قسم خيري، لإجراء مسح لعائلات اللاجئين السوريين المحتاجين، في بعض أحياء المدينة، وتخصيص كميات من الخبز المجاني لهم”.

ولكن على الرغم من الأسباب التي ساقتها لجنة الأفران، يطالب معظم السوريين في المدينة بإعادة السعر القديم، مراعاة لوضع الفقراء، علمًا أن مراكز التسوق المعروفة باسم (بيم BIM) تقوم ببيع الخبز السوري، بسعر ليرة ونصف فقط، وهي منتشرة في معظم أحياء المدينة.

يذكر أن ولاية غازي عنتاب التركية تضم ما يقارب 350 ألف سوري مسجّلين بشكل رسمي، ويشكلون نحو 17 بالمئة من سكان المدينة، بحسب إحصاءات مديرية الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية التي نشرتها منتصف عام 2017.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون