المعارضة تطلق عملية عسكرية لطرد "تنظيم الدولة" من أهم معاقله جنوب سوريا



السورية نت - شادي السيد

بدأت فصائل المعارضة السورية أمس الخميس، عملية عسكرية باتجاه منطقة حوض اليرموك الذي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية " في ريف درعا الغربي ، حيث استهدفت الفصائل أماكن تمركز التنظيم في قرى و بلدات عين ذكر و تسيل و عدوان و سحم الجولان مع بداية اليوم الأول براجمات الصواريخ و قذائف المدفعية الثقيلة .

المعارضة المسلحة و قبيل بدء العملية العسكرية و التي أطلق عليها اسم " الله أكبر"، أعلنت عن تشكيل غرفة عمليات " الفاتحين " و التي ضمت خمس عشرة فصيلاً أبرزها " فرقة الحق ، فوج المدفعية ، جيش الثورة ، أحرار الشام ، فرقة أحرار نوى ، تجمع الشهيد أبو حمزة النعيمي، غرفة عمليات صد البغاة ".

"اجتثاث التنظيم

العقيد الركن إبراهيم الغوراني قائد فرقة "الحق" أحد أبرز الفصائل المشاركة في العملية العسكرية قال في حديث خاص لـ"السورية نت ": إن "معركتنا هذه تهدف إلى اجتثاث تنظيم داعش من منطقة حوض اليرموك التي أنهك أهلها بسبب ممارسات هؤلاء المتطرفين و ستكون هذه العملية كبيرة و موسعة و ربما تستمر لأيام و لكننا مصممون على التخلص من هذا الورم الخبيث في جسم حوران ".

و أشار الغوراني " أن تنظيم داعش كان يعمد خلال السنوات الماضية لاتخاذ المدنيين كدروع بشرية لوقف أي عملية عسكرية للجيش الحر، بذلك فقد عملنا على تحييد المدنيين عن القصف خلال تلك المدة و تركزت ضرباتنا لمواقع عسكرية يتخذها التنظيم كمقرات له في منطقة حوض اليرموك ما عزز ثقة الأهالي بنا هناك ".

وتأتي العملية العسكرية بعد أشهر من الإعداد لها، بهدف إنهاء وجود التنظيم في ريف درعا الغربي، و الذي حاول بدوره خلال الأسابيع الماضية توجيه ضربات استباقية في مناطق سيطرة المعارضة، من خلال شنه هجمات طالت مناطق محاذية لأماكن سيطرته بهدف بسط نفوذه عليها، و التي كان آخرها الهجوم على قريتي الجبيلية و البكار بالقرب من بلدة عين ذكر أحد أبرز معاقله في حوض اليرموك.

"تنظيم الدولة" يستنفر

"تنظيم الدولة" و مع بدء العملية العسكرية استنفر كافة مقاتليه في المناطق التي يسيطر عليها و تحدث شهود عيان لـ"السورية نت" عن انتشار أمني كبير لعناصر ما يعرف بالحسبة في شوارع بلدات تسيل و عدوان و سحم الجولان و التي تعد أولى خطوط دفاع التنظيم عن مناطقه الرئيسية داخل حوض اليرموك".

كما عزز التنظيم وفقا لشهود العيان، من تواجده في مناطق المواجهة المباشرة مع فصائل المعارضة حيث شهد تل الجموع شمال بلدة تسيل استقدام اليات عسكرية و عددا من العناصر في حين تم تعزيز مواقع التنظيم الأخرى في محمية تسيل و حرش عين ذكر و سرية الميم دال و تلة عشترة بالعديد من المقاتلين بالإضافة لسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة".

وهذا يعني أن التنظيم يدرك مدى خطورة هذه العملية العسكرية على وجوده في أحد أهم معاقله الأخيرة في سوريا ، على مثلث الحدود السورية الأردنية مع الجولان المحتل .

وسعى "تنظيم الدولة" الوصول خلال عملياته الأخيرة في حوض اليرموك لمناطق تماس مباشر مع قوات النظام من خلال هجماته المتكررة على الحاجز الرباعي و بلدة الشيخ سعد و التي تبعد نحو ثمانية كيلو مترات عن مناطق سيطرة النظام في مدينة الشيخ مسكين وسط درعا، و ذلك ليتمكن من فصل أرياف درعا عن بعضها و إعطاء مبرر لقوات الأسد لاقتحام المنطقة بحجة وجود التنظيم فيها.

وتخشى فصائل المعارضة مع بدء العملية العسكرية مساندة نظام الأسد للتنظيم من خلال فتح جبهات مع قوات المعارضة لتشتيت جهودها في السيطرة على معاقل التنظيم في حوض اليرموك.

قصف إسرائيلي

مع الساعات الأولى لبدء العملية العسكرية شهدت منطقة حوض اليرموك قصفاً بصواريخ شديدة الانفجار استهدفت مواقع لـ"تنظيم الدولة" في تل الجموع و سرية جلال و محمية تسيل و قرية عين ذكر، حيث تسببت الضربات الصاروخية بتدمير عدد من المواقع المحصنة للتنظيم بالإضافة لتدمير آلية عسكرية، فيما لم ترد أنباء عن حجم الخسائر البشرية التي لحقت بالتنظيم في تلك المواقع .

شهود عيان تحدثو لـ"السورية نت" أن صواريخ انطلقت من قواعد إسرائيلية في هضبة الجولان المحتل و سقطت في منطقة حوض اليرموك ، ما يعني تطوراً لافتاً في الحرب على التنظيم القابع في منطقة قد تعتبر الأكثر استراتيجية في سوريا و تحولاً قد يعني أن نهاية التنظيم غرب درعا باتت قريبة .

يذكر أن فصائل المعارضة المسلحة نفذت خلال العام الماضي عدة عمليات عسكرية بهدف انتزاع منطقة حوض اليرموك من قبضة تنظيم الدولة" إلا أنها لم تفلح في ذلك.

اقرأ أيضا: منظمات سورية تتهم "غوتيريش" بمكافأة روسيا بإيفاده "دي ميستورا" إلى مؤتمر سوتشي




المصدر