حلمه الإعلامي دشنه بمشروع.. شاب سوري يحصل على دعم بلدية ألمانية لـراديو يتوجه للاجئين

3 شباط (فبراير - فيفري)، 2018

6 minutes
السورية نت – رغداء زيدان

قبل سنتين وصل اللاجئ السوري دلشاد حاجي إلى ألمانيا قادماً من كردستان العراق وكله أمل في أن يبدأ حياة جديدة ويؤسس مشروعاً خاصاً له في المجتمع الجديد. 

فاللاجئ السوري كان قد عمل لسنتين ونصف كمذيع للأخبار في إحدى القنوات الفضائية، ولم يشأ الابتعاد عن مهنته في ألمانيا، فبدأ العمل كمتطوع لمدة ستة أشهر في راديو مدينة فوبرتال التي يعيش فيها.

لكن طموح الشاب الذي يبلغ الخامسة والعشرين من العمر أكبر من ذلك، لذا فكر بتأسيس مشروع إعلامي على أمل أن يصبح عملاً ثابتاً له، ومشروعاً يستفيد منه اللاجئون ويلقي الضوء على قصص نجاحهم ومعاناتهم، فكتب مقترحاً لتأسيس راديو باسم “ريفيوجي فويس” (صوت اللاجئين).

يقول دلشاد: “توجهت لبلدية المدينة طلباً للدعم، وبعد تقديم مقترح المشروع، وافقوا عليه وساعدونا على إنتاج عدة فيديوهات بتقديم المعدات الأساسية من كاميرات أو كمبيوترات بالإضافة إلى توفير مكان للعمل في مبنى البلدية”، ويتابع: “بالطبع لست وحدي، فنحن ستة إعلاميين”.

المركز الذي توجه إليه دلشاد من أجل طلب الدعم هو أحد مراكز الاندماج المحلية (Kommunale Integrationszentren) والتي يبلغ عددها في ولاية شمال الراين ويشتفاليا 54 مركزاً، مختصا بتقديم الدعم والمساعدة على اندماج المهاجرين بشكل عام واللاجئين بشكل خاص في المدن التي يقيمون فيها.

ويحتوي كل مركز على قسم خاص بدعم مشاريع الاندماج، سواء بتقديم الاستشارة حول كيفية البدء بالمشروع أو بتوفير الدعم المادي المؤقت، حسبما تقول منسقة قسم النشاطات التعليمية والمشاريع في مركز الاندماج المحلي في فوبرتال “سونيا نودرر”، والتي ساهمت مع فريقها الذي يضم سبعة أشخاص في توفير الدعم الأولي لدلشاد ورفاقه.

تقول “نودرر”: إنهم يدعمون أي مشروع يساهم في اندماج الأجانب واللاجئين في المجتمع كي يكونوا أعضاء فعالين فيه، وتتابع: “لا يقتصر دعمنا على اللاجئين، بل ندعم جمعيات المهاجرين أيضاً من أجل تشجيع الحوار والتنوع الثقافي في المدينة”.

وبالنسبة لنوع الدعم الذي يقدمونه تقول “نودرر” إن ذلك يعتمد على المشروع والإمكانيات المتوفرة، وتضيف: “أحياناً يكون الدعم معنوياً من خلال تقديم الاستشارة حول كيفية البدء بمشروع أو وضع هيكلية أو خطة عمل لجمعية، وأحياناً أخرى نقدم دعماً مادياً مؤقتاً”، مؤكدة أنهم لا يستطيعون تقديم الدعم المالي الدائم لإحدى المشاريع، ويحاولون عوضاً عن ذلك مساعدة أصحاب تلك المشاريع على إيجاد مموّلين.

مشاكل التمويل

وحول الدعم الذي قدموه لمشروع دلشاد حاجي وزملائه تقول منسقة قسم المشاريع إنهم وفروا لهم الكاميرات ومكاناً مؤقتاً يعملون فيه من أجل أن يعرّفوا الناس بمشروعهم الجديد في سبيل الحصول على التمويل فيما بعد.

وتضيف: “نقدم لهم الاستشارة حول كيفية تطوير المشروع بشكل دائم، حيث إنهم يخططون الآن لتقديم جلسات حوارية يقدمون فيها المعلومات للاجئين حول سوق العمل أو التعليم في ألمانيا، أو يسلطون الضوء على قصص ناجحة لاندماج اللاجئين، كي يظهروا للألمان أن اللاجئين ليسوا مجرد أرقام”.

ولمدينة فوبرتال خبرة في موضوع دعم المشاريع الناشئة على مدار 30 عاماً، حيث يوجد فيها حتى الآن، حوالي 300 مشروع للاجئين، بالإضافة إلى 90 جمعية تقدم لهم يد المساعدة، هذا ما عدا المشاريع والجمعيات الأخرى التي تساعد الأجانب بشكل عام، وفقاً لمنسقة قسم المشاريع في مركز الاندماج في المدينة.

أما عن أصعب شيء لانطلاق مشروع ما فيقول دلشاد حاجي، إنه الحصول على التمويل اللازم للبدء بالمشروع، ويضيف “ليس من السهل أن تعمل وأنت لا تعرف إن كنت ستحصل على التمويل قريباً أم لا”، مشيراً إلى أنه ورفاقه يضطرون للعمل على المشروع في أوقات فراغهم حيث أنهم يزاولون أعمالاً أخرى تساعدهم على تحسين وضعهم المعاشي.

وتدرك منسقة قسم المشاريع “سونيا نودرر” هذه الصعوبة التي تواجه غالبية من يريدون البدء بمشروع جديد، وتقول: “أحياناً تفشل بعض المشاريع بسبب نقص في التمويل، وهذا ما رأيناه عند قدوم موجة اللاجئين، حيث توقفت بعض الجمعيات التطوعية عن العمل”. مؤكدة أنهم يحاولون أن يوصلوا المشاريع الناشئة إلى منظمات أكبر من أجل تأمين الدعم لها، وتتابع “هدفنا في النهاية هو أن ننسحب بعد ذلك، فمشروعات المجتمع المدني يجب أن تبقى مستقلة عن الدولة”.

وبالرغم من ذلك فإن “نودرر” متفائلة بأن يستطيع دلشاد ورفاقه الحصول على تمويل لمشروعهم، إذ “من الممكن أن يحصلوا على دعم وتمويل جيد من خلال تقديم مشروعهم لبعض المنظمات أو السعي للحصول على جوائز خاصة لهذا النوع من المشاريع”، مشيرة إلى أن العديد من المشاريع في فوبرتال بدأت بإمكانات بسيطة، لكنها أصبحت الآن مصدر رزق لعشرات الناس.

وقد يكون دلشاد قد اقترب من بلوغ هدفه بأن يتفرغ لمشروعه الإعلامي، وذلك بعد وعود حصل عليها من إحدى المنظمات البريطانية بتقديم الدعم للمشروع، شريطة أن يقوم هو ورفاقه بإظهار بعض نتاجاتهم أولاً. ويختم حديثه معرباً عن تفاؤله “أنا متأكد من أن هدفي هذا سيرى النور، لأنني مصرّ على نجاحه”.

اقرأ أيضا: أحرقته براميل الأسد وشوهته.. محمود طفل سوري ينتظر العلاج في تركيا

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]